تعتزم إحدى الشركات الكويتية تنفيذ مشروع لتحويل متنزه عين عذاري بكلفة 10 ملايين دينار ليكون اكبر منتجع ترفيهي في مملكة البحرين. وسيسهم ذلك المشروع في إعادة تأهيل المحيط البيئي لعين عذاري كما كان في سابق عهده باستزراعه بالنخيل وإعادة توطين البرمائيات التي كانت موجودة، وبناء متحف بجوار العين يبرز تاريخها ويحول ذلك المكان الى موقع ذي قيمة سياحية واجتماعية وحضارية لمملكة البحرين.
ومن المقرر أن يتم الافتتاح الرسمي للمتنزه مع مطلع العام 2006، وسيتم تطوير المتنزه على مساحة 350 ألف متر مربع تشمل المسطحات الخضراء بنسبة لا تقل عن 70 في المئة لتكون متنفسا طبيعيا وجماليا لأهالي المنطقة والمرتادين والزوار، أما باقي المساحة فستستغل لإنشاء قرية تراثية تنقل عادات وتقاليد أهالي البحرين إلى جانب إنشاء برك سباحة وألعاب لجميع الأعمار ومواقف ومسجد وألعاب ترفيهية وتربوية بالإضافة إلى وجود جزيرة تحمل الجانب الجمالي الطبيعي.
يشار إلى أن عين عذاري مثلت المعنى الاجتماعي والحضاري والبيئي في البحرين، فلم تكن نبع ماء عادياً بل كانت مصدراً مهماً لتزويد مناطق البحرين البعيدة بالمياه العذبة وصارت نتيجة ذلك مثلاً شعبياً يضرب في وصف من يساعد البعيد وينسى القريب «عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب»، وكانت بيئة طبيعية مكسوة بجمال النخيل والأشجار الكثيفة والمختلفة الأنواع، وشكلت مأوى لأنواع مختلفة من الطيور المقيمة والمهاجرة التي استوطنتها وكثرت في مجاريها المائية أنواع البرمائيات التي من أهمها الضفادع والسلاحف المعروفة بـ «السلاحف القزوينية» وعرفها أهل البحرين بـ «الغيلمة البحرينية» وتم تسجيل وجودها لأول مرة في منطقة عذاري العام 1880، إذ ان انخفاض أعدادها في عذاري والعيون الأخرى يعود لردم الأفلاج وانحسار استخداماتها
العدد 702 - السبت 07 أغسطس 2004م الموافق 20 جمادى الآخرة 1425هـ