يسجل للجنة الأولمبية الدولية تلك المرحلة المفصلية الفارقة التي تحولت بموجبها الرياضة بمختلف ضروبها من ساحة للمتعة والترويح والإنفاق السخي من قبل المعجبين والوجهاء والأثرياء والحكومات والمنظمات النوعية إلى حقل للاستثمار بكل ما تحمل الكلمة من معان ودلالات. وعبر مسيرتها التاريخية الحافلة بالإنجازات في هذا المضمار الفارق استطاعت اللجنة الأولمبية الدولية أن تقدم دروسا بليغة وناجعة في الكيفية المثلى للاستفادة من هوس الجمهور الرياضي وتوظيفه في مشروعات استثمارية مربحة جدا.
غير أن اللجنة الأولمبية الدولية وجدت نفسها أمام تحد جديد تمثل في عجز كبير في نفقات المشروعات الأولمبية في اليونان تتجاوز الميزانية المقررة بنحو 600 مليون يورو. وصحيح أن هذا العجز يعني الدولة المنظمة (اليونان) غير أنه يلقي بمسئولية مباشرة على اللجنة الدولية التي يحسب نجاح الدورة ضمن نجاحاتها.
وكان نائب وزير المالية اليوناني بيتروس دوكاس قال: «إن نفقات المشروعات الاولمبية تجاوزت حتى التقديرات المعدلة وبدأت تدفع عجز الموازنة المرتفع بالفعل إلى تجاوز الحدود التي وضعها الاتحاد الأوروبي. ذلك لأن الموازنة المخصصة لعدة مشروعات اولمبية كانت تبلغ 1,4 مليار يورو للعام 2004 وحدد أول إحصاء أعددناه الكلفة بواقع 2,4 مليار والآن تجاوز هذا المستوى بكثير لنصل إلى ثلاثة مليارات يورو للعام 2004.
وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تجد اللجنة الأولمبية الدولية فيها نفسها أمام تحد مالي كبير منذ سنوات مديدة. غير أن في مسيرة اللجنة، التي أبدت عبر تاريخها الحافل قدرات مذهلة في الإبداع والابتكار المالي وإدارته، الكثير ما يعينها على مساعدة أثينا على تجاوز عثراتها. فلتلك اللجنة إنجازات لا تحصى في شئون الاستثمار الامثل لفنون الرياضة
العدد 699 - الأربعاء 04 أغسطس 2004م الموافق 17 جمادى الآخرة 1425هـ