العدد 699 - الأربعاء 04 أغسطس 2004م الموافق 17 جمادى الآخرة 1425هـ

عليكم أن تتعرفوا على أصل المشكلة في قبرص

رؤوف دنكطاش مخاطباً العالم من خلال الإعلاميين:

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استقبل رئيس جمهورية قبرص التركية رؤوف دنكطاش الوفود الإعلامية الاجنبية في فندق سراي بوسط العاصمة القبرصية المقسمة نيقوسيا، يوم التاسع عشر من يوليو/ تموز. وفي وسط القاعة المكتظة بالصحافيين إذ ارتفعت وتداخلت الاصوات، ابتدأ دنكطاش بحركة طريفة تمهيداً لما سيلقيه من خطبة موجزة، فرفع ملعقة من على طاولة الطعام وأخذ ينقر الكأس أمامه، حتى إذا هدأت الأصوات بدأ بسؤال الحاضرين: هل هناك من لا يجيد اللغة الانجليزية؟ فرفع البعض أيديهم، من مواطنيه الأتراك ومن ضيوف الجمهورية من القادمين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، الناطقة بالتركية، فبدأ بمخاطبتهم باللغة التركية.

الصحافيون الأجانب (من فرنسا وبريطانيا وهولندا...) اضطروا إلى سماع كامل الخطبة من دون ان يفهموا شيئاً بطبيعة الحال، بينما الصحافيون العرب القادمون من البحرين أو مصر ولبنان مثلاً، كانوا أسعد حظاً إذ استطاعوا تمييز بعض الكلمات ذات الجذور العربية: زمان، جمهوريت، مشروع، ملّتي، حريّت، سبب، حق، عدالت... هذه الكلمات المتناثرة كانت كافية لإعطائك فكرة اجمالية عن مضمون الخطاب.

لما فرغ دنكطاش من خطابه توجه إلى الجمهور الناطق بالانجليزية ليقول: «الكل يتساءل: متى سينسحب الجيش التركي من شمال الجزيرة، وكأن المشكلة ابتدأت بدخول الجيش التركي، ولكننا نعتبر هذا اليوم (العشرون من يوليو) يوم ميلادنا، بعد أن تعرضنا إلى المجازر. انه يوم تحرير بالنسبة إلينا. كنا نريد ان يكون الوضع «شركاء في الجزيرة»، ونحن نحاول «إعادة انشاء» هذه الشراكة. وذلك ما كان يجابه بالرفض دائماً. هنا على أرض هذه الجزيرة يعيش شعبان. نحن نريد شراكة جديدة تقوم على أسس صحيحة وليس كما كان في السابق. لقد عشنا 11 عاماً من المعاناة، ولن يغادر الجيش التركي إذا لم يحصل استقرار»

وتساءل دنكطاش: «اسألوا ماذا لو لم يأتِ الأتراك؟ كانت هناك مذابح متعمدة تتعرض لها قرية بعد قرية، كلها تم تجاهلها. بعدها قمنا بعملية تبادل للسكان، لكي لا نقع في استخدام العنوان الخاطئ: «جمهورية قبرص»، فهم يعلمون الظلم الفادح الذي لحق بنا».

واضاف الزعيم التاريخي للقبارصة الأتراك: «شعبنا صوّت بنعم على خطة عنان، على رغم ما فيها، ووعدونا بالاعتراف بنا إذا صوّتنا بنعم، وانهم سيعترفون بالسيادة. نحن قبلنا خطة عنان في هذا العالم الظالم الذي لا يحلّ المشكلات بالعدل. لكن الطرف الآخر قال لا للخطة. الأميركان يقولون «اننا خدعنا»، ولكننا لم نُخدع... مكاريوس الذي أسميه اليوم صدام قبرص، طالما كافحت أنا ليتعرف العالم على أصل المشكلة وجذورها. فما هي المشكلة القبرصية؟

لم يطرح أحدٌ هذا السؤال. الكل يقول ان المشكلة ابتدأت بوصول الجنود الأتراك، وأن خروجهم سيعيد الاستقرار. المشكلة بدأت مع الاستقلال، وكان مجيئهم تحطيم لمبدأ الشراكة. ومحاولة جعل القبارصة الأتراك أقلية في جمهورية قبرص. فعليكم أنتم ان تتعرفوا على المشكلة»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 699 - الأربعاء 04 أغسطس 2004م الموافق 17 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً