العدد 699 - الأربعاء 04 أغسطس 2004م الموافق 17 جمادى الآخرة 1425هـ

المخضَّب

بينَ زهرٍ وزهرٍ

تطير الغيوم على أرصفة

الليل نحو الشتاء الهزيل

تقول كلاماً لعشاق نهر الدموع...

وتركض حافية بين صمت القتيل

لماذا تنامُ الغيوم ولا تختبئ؟

لماذا تراسل ماء الفضاء ولا تنطفئ؟

وحينَ تغني... تدندن بوحاً وصمتٍ ثقيل

أليس النجوم التي تأتلق

أليس المساء هذا المنزلق

يشكل ناراً لبحرٍ طويل؟

تقول الغيوم أليسَ الفرات

صبياً تيتّم في مولدي؟

أليس المخضّب ذاك البراق تحنى ونامَ

وأيقظه السيف في مسجدي؟

تعالَ معي وطني تعالَ معي

فللبحر عاهرة من رماد

ولي مثله خلف تلك البلاد

تعالَ وخذ من عيوني السُّهاد

تعالَ إذا كنت في مرقدي

نخيل بلادي فيها «الابيطح» من عصرنا

ومن ثقب أنفاسها

يعيش ونرحل في صدرها

نعيد استدارة وجهاً تشبَّع من قهرها

تفلطح بين الزجاج وكأس الشفق

تمشرق حتى انحنى

تعالَ معي وطني تعال معي

ألست المخضَّب في مسجدي؟

تعالَ معي إذا كنت في مرقدي

بين زهرٍ وزهرٍ

وأم البساتين تنفث ترسم لحن الرحيل

تمنَّت لو ترى جيلها

بين جيلٍ وجيل

أو تزرها المياهُ عسى أن تعش

وتركض إثر الزمان الجميل

لكن قلباً خبا

تهمَّد بين الأكفِّ ولم يحتضر

وحينَ استوى ناضجاً

تراءى له الأرخبيل

فحاصره الشَّهد حتى نطق

وأمّ البساتين في فمه،

رصاصاً يجوبُ القرى

خيولاً تسابقُ بحراً غَرقْ

ألست المخضّبَ في مسجدي؟

تعالَ إذا كنت في مرقدي؟





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً