العدد 699 - الأربعاء 04 أغسطس 2004م الموافق 17 جمادى الآخرة 1425هـ

بن عيسى: الموسم جعل المدينة محجاً يقصده المفكرون

افتتاح الموسم تحت شعار «أصيلة مدينة الفنون»

أصيلة (المغرب) - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

في أجواء احتفالية افتتحت مساء يوم الأحد الماضي في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية فعاليات الدورة 26 لموسم أصيلة الثقافي الدولي الذي دأبت مؤسسة منتدى أصيلة تنظيمه سنوياً، وذلك بحضور وازن لعدد مهم من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والفنية من مختلف دول العالم.

وفي كلمته الافتتاحية للدورة التي ستتواصل إلى غاية 15 من شهر أغسطس/ آب الجاري، أكد رئيس بلدية أصيلة وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب محمد بن عيسى «أن المسيرة الثقافية في مدينة أصيلة بدأت ومازالت تسير على طريق ترسيخ قواعد هذا المشروع الثقافي الفني الذي كرس تقاليد ثقافية وإبداعية جعلت من المدينة محجاً سنوياً يقصده المفكرون والباحثون والمبدعون من مختلف بقاع العالم»، مشيراً إلى «أن الرهان كان يتوقف على إقامة أرضية «عالم ثالثية» تلتقي فيها الحضارات والثقافات من خلال ممثليها في ندوات جامعة المعتمد بن عباد والملتقى الثقافي العربي الإفريقي ومشاغل الفنون التشكيلية والمعارض والعروض الموسيقية والمسرحية، كما أن الرهان - يضيف بن عيسى - كان يتمثل في القدرة على تخصيب هذه الأرضية وتسميدها وزرعها بما يوفر للمدينة وللمؤسسة عبر السنين القدرات والمنشآت المناسبة والظروف العمرانية والبيئية اللازمة فكان المحصول غنياً وقوياً ومتنوعا»، مبرزاً أن أصيلة استطاعت بفضل مجهودات جماعية أن تحصد جيلاً كاملاً تربى على التفاعل الحضاري والثقافي مع الآخر سياسياً وفكرياً وتشبع بروح التعايش وفضيلة التسامح وموهبة الابتكار.

وأعرب بن عيسى عن اعتقاده بأن أصيلة استطاعت أن تجني ثمار ما زرعته أيدي بناتها وأبنائها ومشاركة النخبة الوطنية والعربية والعالمية «فكانت بذلك أول مدينة مغربية صغيرة تؤسس لمشروع ثقافي وإقامة بنية تحتية ومنشآت ضرورية لتطوير المشروع واستمراره».

وخلال تدخله وبعد أن استعرض رئيس وفد دولة البحرين الشاعر علي عبدالله آل خليفة، العلاقات المتميزة التي تربط المغرب والبحرين وما حققته بلاده من إنجازات ترتكز على الفعل الثقافي بالدرجة الأولى، أشاد بتجربة موسم أصيلة مشيراً إلى أنها تجربة رائدة ومغايرة لما هو سائد بين التجارب العربية.

وأضاف، أن قدوم مشاركين من كل بقاع العالم، منح مدينة أصيلة إشعاعاً ثقافياً وصل كل الآفاق وجعلها مثالاً يحتدى به وخصوصاً أن «بعض التجارب العربية بدأت مشعة وما لبثت أن تفتت بعكس ما سجلته أصيلة من تجربة عالمية متفردة».

أما السفيرة عزيزة بناني عميدة جامعة ابن عباد الصيفية المنظمة على هامش موسم أصيلة فقد أبرزت أن هذا الملتقى الثقافي والفني والحواري يشهد سنة تلو الأخرى إقبالاً متزايداً ونجاحاً متواصلاً»، مشيرة إلى أنه «إذا اعتبرت قمة جوهانسبورغ 2003 الثقافة ركيزة رابعة للتنمية المستدامة فإن أصيلة سجلت نمواً اجتماعياً وكانت السباقة للتسلح بالثقافة والإيمان بأهمية التعدد الثقافي والحوار بين الشعوب الذي يشكل أبرز انشغالات المجتمع الدولي»، معتبرة «ان جامعة ابن عباد الصيفية التي تختار موضوعات الساعة تمنح فرصة لإسماع صوت المفكرين والمثقفين والسياسيين من أجل تعزيز المواقف الداعية إلى التسامح والبحث في سبل الحوار المستمر والسلم، معربة عن يقينها في أن الدورة الحالية 19 ستكون غنية بالآراء والأفكار كسابقاتها».

ومن جهته أبرز وزير ثقافة المغرب الشاعر محمد الأشعري النتائج القوية التي تمكن موسم أصيلة من تحقيقها والإخلاص للمبدأ الذي سار عليه منذ تأسيسه والمتمثل في جعل الثقافة الثروة الأولى للمدينة، مشيراً إلى أن المغرب أصبح في الوقت الراهن ينظم مواسم ومهرجانات في كل المدن سعياً إلى تحقيق ما وصل إليه موسم هذه المدينة من تألق، موضحاً «إن هذه الخصائص تتمثل في كون أصيلة تراهن على البعد العربي فاستقبلت أسماء لامعة في الفن والثقافة والفكر والسياسة فتوسع ليزاوج البعد الإفريقي والمتوسطي من خلال حوار الإبداع، إذ التقى فنانون تشكيليون وقصاصون وشعراء ونحاتون جنباً إلى جنب ليقييموا عبر القصيدة واللوحة ووسائل تعبيرية أخرى متعددة التجربة المغربية بطريقة أفضل وأعمق للآخرين». وأضاف «أن الخاصية الأخرى تكمن في جعل موسم أصيلة أحد المنتديات القليلة التي زاوجت بين عمليات التنشيط الثقافي وتدشين مؤسسات ثقافية بالمدينة التي تنضاف إلى معالمها، داعياً إلى ضرورة مواصلة هذا المجهود من أجل خلق شروط استمرارية ومتابعة هذا المشروع الحضاري».

ومن التدخلات التي لاقت اهتمام الحضور كلمة وزير خارجية إسبانيا والمبعوث السباق لسلام الشرق الأوسط أنخيل موراتينوس، الذي شارك بعد عصر يوم الاثنين الأخير في أشغال ندوة «أوروبا الموسعة والتعاون الأوروبي المتوسطي... أي مستقبل» التي نظمت على مدى 3 أيام في إطار الدورة 19 لجامعة ابن عباد الصيفية.

موراتينوس بدأ مداخلته بالقول «غادرت المغرب منذ 17 سنة عندما كنت مستشاراً بسفارة بلادي في الرباط، لكنه ظل متربعاً في قلبي، ولم يبارح تفكيري، وإن عودتي إلى المغرب عبر أصيلة تحملني مسئولية جسيمة كوني أزاول حالياً مهمة جديدة ومغايرة»، مؤكداً في هذا الصدد أن بلاده التي تجمعها بالمغرب روابط تاريخية ضاربة في القدم تحدوها رغبة أكيدة في تعميق علاقاتها الاستراتيجية وعلاقات شراكة تستند إلى رهانات كبيرة على الأصعدة كافة.

موراتينوس اعتبر خلال كلمته «ان مدينة أصيلة بوابة الثقافة بالمغرب، وأن ملتقاها متميز بالحوار وتبادل الآراء الفلسفية والثقافية والفنية والسياسية»، مشيراً إلى أنه «يتعين تقوية الغنى الذي تتمتع به هذه المدينة من خلال موسمها واستثماره بشكل أفضل»، مؤكداً أنه «بإمكان الملتقى الاعتماد على دعم وزارة الخارجية الاسبانية».

ومباشرة بعد حفل الافتتاح قامت الشخصيات الحاضرة بزيارة معرض للفنانين الايطالي بوبينو صامونا والسوداني محمد عمر خليل في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً