لا يخفى على أحد أن التأهل للمباراة النهائية واللعب على اللقب في ثاني مشاركة لنا في النهائيات كانت أمنية الجميع، ولعل الأكثرية من الجماهير البحرينية حمّلت الدفاع الجزء الأكبر من الإخفاق أمام اليابان ورددوا «كان بالإمكان أحسن مما كان»، والأكيد أنها ستصب جام غضبها على المدرب لتدني المستوى اللياقي للاعبي المنتخب والذي كان سبب الخسارة.
ولكننا لا نريد أن نحملهم أكثر من ذلك، فلقد تحملوا عناء السفر والتعب والإصابات من أجل تحقيق المجد الذي كان قاب قوسين أو أدنى، هل رأيتم كيف تفوق اللاعبون على أنفسهم بعدما كانوا متأخرين حتى الدقائق الأخيرة وقلبوا النتيجة سريعاً، لكن الحظ وقف بجانب اليابانيين من جديد بعدما وقف معهم أمام الأردن، لقد افتقد المنتخب الخبرة في مثل هذه المباريات وهذا ليس عيباً، فالتكتيك الذي لعب به المدرب ستريشكو كان جيداً بدليل تمكن الفريق من المحافظة على النتيجة في الشوط الأول، وتمكن البدلاء بعد ذلك من قلب النتيجة اثر تمريرة سيدمحمود جلال إلى علاء حبيل في الهدف الثاني، ودعيج ناصر الذي سجل الهدف الثالث، هؤلاء اللاعبون على رغم صغر سنهم فإنهم سطروا تاريخاً جديداً للمنتخبات الوطنية، وستكون هذه البطولة الطريق نحو تحقيق الإنجاز الأكبر وهو التأهل لكأس العالم المقبلة في ألمانيا، وسيكون لهؤلاء اللاعبين شأن آخر في المستقبل.
لذلك على المسئولين أن يضعوا للفريق خطة مستقبلية من أجل الوصول بهم إلى مستويات أعلى وتحقيق الإنجازات، فأمامنا الكثير من البطولات التي أصبحنا نتفاءل بتحقيق إحداها، وفي المقابل فإن المطلوب من الجماهير أن تقف مصفقة لهذا الفريق الذي حقق الأصعب في مهمته الآسيوية وأمام عمالقة القارة والفرح للمنتخب الذي خرج مرفوع الرأس
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 698 - الثلثاء 03 أغسطس 2004م الموافق 16 جمادى الآخرة 1425هـ