العدد 697 - الإثنين 02 أغسطس 2004م الموافق 15 جمادى الآخرة 1425هـ

تكريم المنتخب برفع الموازنة وليس بالصدقات الرياضية!

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بمجيء الشيخ فواز إلى مؤسسة الشباب والرياضة بدأت تتغير شيئاً فشيئاً للأفضل لأن الرجل شاب ويحمل طموحاً اصلاحياً لهذه المؤسسة وخير ما فعله عندما بدأ يقترب من تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في الرياضة بعيداً عن الانتقاء وها هو اليوم يحصد النتائج السياسية والوطنية من ذلك فضلاً عن الرياضية... منتخب البحرين هذه المرة فكر في انتقاء اللاعبين بعيداً عن الوشاية الرياضية التي مارسها البعض سابقاً، بعيداً عن التمييز بين المواطنين وجاءت النتيجة سترة والمحرق وبقية المدن يحققون النصر وفي سرعة قياسية وللتو نحن في السنة الثالثة من عمر الاصلاح وإذا باسم البحرين يقفز عالياً ليصبح مقترباً من كأس آسيا وكل الناس تتكلم عن البحريني بما هو بحريني بعيداً عن الانتماء الايديولوجي وها هم شبابنا يتألقون نجوماً في سماء الوحدة الوطنية قبل سماء الصحافة. هذا ما أكدناه مراراً... طبِّقوا مبدأ تكافؤ الفرص بعيداً عن الواسطات والمحسوبيات والمنطق العائلي أو الايديولوجي وسترون البحرين كلها تتجه نحو الخط الصحيح. الوطنية لا تنمو بالاستفزازات الكتابية ولا بالتشكيك ليصبح كل الناس في سلة واحدة كما تفعل إحدى الكاتبات العنصريات اللاتي استفدن كثيراً من نظام الامتيازات، وانما تكون بتكاتف وتناصح عقلاء القوم جميعاً نحو بناء وتأسيس وطن قومي يصدِقُ النصيحة ولا يجمل الخطأ، يبارك الانجازات ويتحفظ على الأخطاء، وطن المساواة، وطن تكافؤ الفرص، وطن فتح الخط للشباب الطالع الذي يحمل روح العمل والمثابرة. دائماً ما كنا نكرر: جربوا شبابنا، خذوا بأيديهم بالكلمة الحسنى، سترونهم قمة في العطاء والبذل. وما حصل هذا العام من الشباب الرياضي والمشكل من المدن والقرى يعكس هذه الحقيقة الذهبية التي طالما حاول بعض الكتّاب والكاتبات إلقاء التراب في عينها لتحتكر هي الوطن وتختزله في مصالحها الخاصة. لذلك نحن هنا نشكر الشيخ فواز لاحتضانه هؤلاء الشباب واعطائهم فرصة الترافع عن البحرين رياضياً وها هو يقرأ النتائج والثمار. ومازلنا نكرر أن أرض البحرين أرض خصبة لكنها تحتاج إلى فلاح ماهر يستطيع أن يلقي البذر جيداً وسيحظى بالمزيد... المواطن البحريني مثل النخلة تعطيك رطباً وان جففت ينابيعها. اتذكر قبل 3 أعوام قلت ان البحرين مثل القطار جاءه جلالة الملك - حفظه الله - ووضعه على السكة الصحيحة وها هو يسير، قد تقف في وجهه الحجارة الطائفية أو ديناصورات الاستغلال أو حيتان الفساد ولكن لابد يوماً من ان يصل شريطة ان نعمل جميعاً لخدمة الوطن بولاء عميق والبوح بالحقيقة بعيداً عن المجاملات. ما طرحته هو مقدمة للدخول فيما صرح به يوم أمس مدير عام الشباب والرياضة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة إذ دعا المواطنين إلى «تكريم المنتخب وإرسال تبرعاتهم المالية على حساب رقم ...». أعتقد ان الشيخ سلمان أراد خيراً للمنتخب وأخذه الحماس ولكنه لم يضربها ضربة معلم وأخالفه الرأي فيما طرح لاعتبارات عدة:

أولاً: تكريم المنتخب يجب أن يكون من السلطة. الناس بذلت من العطاء المعنوي ما لا يمكن إنكاره ولكن التبرع يجب ان يكون من السلطة. يكفي الناس ما تعيشه من فقر والشارع البحريني تعجب كثيراً من هذا الطرح غير الموفق. مؤسسة الشباب والرياضة ليست بحاجة إلى صدقات رياضية تتسولها من الناس. الناس هي التي تنتظر عطاء المؤسسة وعطاء الدولة... يجب ان تكرم الدولة المنتخب بتكريمهم وتكرم قراهم ومدنهم وذلك بضخ ما وعدت به «10 ملايين دينار» لبناء الأندية النموذجية. في العام 2000 وعد الشيخ فواز بأن دمج النوادي ستكون بعده نواد نموذجية وإلى اليوم لم نر شيئاً. الدولة يجب ان تزيد من موازنة المؤسسة حتى لا تتحول إلى صندوق خيري يجمع التبرعات... في العامين الأخيرين ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير والموازنة العامة هي هي على ما هي عليه. أنا أقدر هذه العاطفة الوطنية التي عاشها المدير العام ولكن الحل لا يكون بالتبرعات وبالصدقات... نحن نطالب الدولة بأن تنقذ شبابنا البحريني من الضياع الذي يعيشه ومن حالات الفراغ ومن التسكع في الطرقات ومن الانحراف الخلقي بالإسراع بفتح النوادي النموذجية... شبابنا يحمل طاقة كبرى لا يوجد له مكان ليستوعب هذه الطاقة...

يحزنني ان نرى المواطنين يلعبون في أراض رملية غير صحية ولا أعلم إذا كان المسئولون رأوا ابناءنا وهم يلعبون في الساحات الخالية تحت الكوبري أو تحت الجسور أو الشوارع العامة، أم لا؟ لو وفرت لهؤلاء نواد نموذجية هل سيتركونها ويلعبون في هذه الاماكن الخطيرة؟ هذه النوادي ستحول دون لجوء الشباب إلى المخدرات بسبب الفراغ أو الكبت النفسي، فإلى متى الانتظار؟ كان عندنا 62 نادياً رياضيَّا قلصت إلى 37 نادياً تقريباً واقتنع الناس بأن هناك نوادي نموذجية تنتظرهم وها نحن ندخل في السنة الرابعة ولا نادي نموذجي جاء ولا مال نزل!! ويبقى السؤال: من يتبرع لمن؟ سؤال إلى مؤسسة الشباب والرياضة: لو هذا النصر في دولة خليجية، كيف سيكرم الفائزون بقراهم ومدنهم؟ دول الجوار تغدق الملايين وهي تحلم بهذا الفوز ولاعبونا، هؤلاء الفقراء بعضهم كان يعمل في اسعاف والآخر مراسل والثالث يهدد من مسئوله ان تأخر عن العمل بسبب مباراة... سؤال آخر: كم هي رواتبهم وكيف هي معيشتهم؟ أنا مؤمن بأن السلطة ستكرم هؤلاء وشعبهم بنواد نموذجية وبتغيير مستوى الرياضة في البحرين... يا سادة: نريد ان نحلم بنواد نموذجية مثل الناس. بينكم جواهر بحرينية، نسقوها ستكتمل الصورة وسيكون المشهد جميلاً وكل أملنا ان يرجع أبناؤنا بالكأس لنهديها إلى البحرين قيادة وشعباً

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 697 - الإثنين 02 أغسطس 2004م الموافق 15 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً