العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ

«المليونير الفقير» يحصد جوائز «الأوسكار» ويسرق الأضواء

الدراما تنتصر لأحلام المساكين، وتحقق أماني المحرومين... هكذا كان الحال مع قصة الفيلم الهندي الحائز ثمانية جوائز «أوسكار» للعام 2009 «مليونير الأحياء الفقيرة».

فعلى رغم أن بداية القصة تتحدث عن الفقر والحرمان وألم أطفال يفقدون كل ما يمكن أن تعطيهم الحياة الطبيعية، فإن نهاية الفيلم تنتصر لرغبة المشاهد في أن يفوز «جمال» بطل الفيلم الذي يؤدي دوره الممثل الشاب ديف باتيل، بجائزة برنامج المسابقات، لتنتهي القصة بجمعه مع حب حياته «لاتيكا» (فريدا بينتو).

الفيلم الذي حصد هذه الجوائز لم يلفت الأنظار فقط لكونه تصدر الحفل بعدد الجوائز التي نالها التي من بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو، إنما لأن قصة هذا الطفل الذي دارت به الأيام وعلمته كيف يجيب على أصعب أسئلة برنامج المسابقات الشهير المعروف لدينا باسم «من سيربح المليون»، تجعل المشاهد - على حد تعبير بعض النقاد - يحس بأنه حقق نوعا من الانتصار على شيء أقلقه وألمه طوال عرض الفيلم.

وعلى رغم أن القصة ومعالجتها ليست بالجديدة كليا على النصوص السينمائية عموما، ولا على الإنتاج البوليوودي الهندي خصوصا، فإنها امتلكت نكهتها الخاصة، وأسلوبها الذي بالتأكيد كان السبب الأول لفوزها بهذا العدد من الجوائز الرئيسية.

فالفيلم الذي ترشح لعشر جوائز، الذي جاء في المرتبة الثانية في عدد الترشيحات بعد فيلم «بينجامين بوتن»، سحب البساط من عمل المخرج الأميركي ديفيد فينشر، بفارق خمس جوائز مهمة، حيث إن فيلم فينشر الذي يقود بطولته الممثل الأميركي براد بيت لم يتمكن إلا من إحراز ثلاث جوائز في مجال المكياج، وأفضل إخراج فني وأفضل مؤثرات بصرية، لتخيب توقعات وآمال براد بيت على البساط الأحمر بأن يعود وزوجته أنجلينا جولي إلى أطفالهما في المنزل مُكللين على الأقل بجائزة أفضل ممثل وممثلة.

وفي حين أن الضجة الإعلامية أخذت الأضواء صوب نجاحات وتزايد إيرادات فيلم «مليونير الأحياء الفقيرة»، فإن آخرين يرون أن وراء فيلم المخرج البريطاني داني بويل أسبابا أخرى تؤازر التميز السينمائي الذي حققه الفيلم، فلقد ترددت أقاويل عن أن منظمي حفل «الأوسكار» سيسعون لبعض الإثارة في الحفل لرفع عدد المشاهدين الذي انخفض بشكل كبير في حفل توزيع «الأوسكار» العام الماضي، مما دفع لمحاولة إيجاد خلطة جديدة في كل شيء في حفل هذا العام، ابتداء من اختصار مدة الكثير من فعاليات وكلمات الحفل، مرورا بتغيير مقدميه من نجوم ومشاهير وإعلاميين، وصولا في النهاية إلى توزيع الجوائز الذي سيقرر بدرجة ما وفقا لعدد الملايين التي جمعها الفيلم على شباك التذاكر منذ بدء عرضه.

والغريب في المسألة أن الفيلم الهندي نفسه الفائز بحصة الأسد من جوائز «الأوسكار» لهذا العام، كان قد واجه مشكلة بعد إنتاجه، إذ إنه لا موزعون يجرؤن بأن يجازفوا بأموالهم في ظل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، في سبيل عرض فيلم هندي يقل الطلب على أمثاله.

غير أن الفرصة التي أعطيت للفيلم فيما بعد لأن يعرض، أوصلته إلى حصد هذه الجوائز، ولتتصدر صور أبطاله عناوين الصحف والأخبار العالمية من دون استثناء.

وإن كان «المليونير الفقير» هاجم بأحداث قصته الفقر وما يترتب عليه من مذلة وقهر وألم، فإن سنوات العمر قلبت حياة براد بيت من نهايتها حتى بدايتها، كون الفيلم يتحدث عن طفل يولد عجوزا ويصغر مع مر السنين، في حين جادل فيلم «ميلك» من بطولة الممثل شون بن في قضايا حقوق المثليين، من خلال نقل قصة حقيقية إلى عالم السينما.

وأخيرا، لابد من ذكر أنه على رغم أن فيلم «مليونير الأحياء الفقيرة» حقق انتصاره بفضل الجهود التي بذلت ليكون فيلما بعيدا عن السطحية والتجارية، وليكون عملا يستحق أن يصنف ضمن الأعمال التي توصف بالإبداع السينمائي الراقي، فإنه لم يخلُ من الحبكة والخاتمة الهندية المعتادة، التي لابد أن تحتوي على انتصار العشاق، موت وانتحار الخونة والأشرار بسبب صحوة ضميرهم كما حصل مع شقيق بطل الفيلم، وأخيرا رقصة هندية تجمع البطل والبطلة وعشرات الأشخاص الآخرين كما كانت خاتمة الفيلم.

العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:45 م

      el_andaleb36

      شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا يراااااااااااااايق

اقرأ ايضاً