على رغم انقطاعات الكهرباء المستمرة وأحياناً انقطاع الماء، فإن الروح التي بثها منتخبنا الوطني في كأس أمم آسيا الثالثة عشرة هي روح قلما شهدها الشارع البحريني الذي كان غارقاً في غالبية الأوقات في الهموم السياسية حتى الذروة من دون الالتفات إلى الأوجه الأخرى التي قد تصنعها الرياضة مثلاً!
فالجميع تناسوا اختلافاتهم المذهبية والعقائدية إلى الاتهامات المتبادلة بين الجمعيات السياسية وتباطؤ الجمعيات النسائية في إعلان اتحادهن الذي يدخل عامه الرابع.
كان ذلك بسبب ما أضفته الروح التي تمتع بها لاعبونا من المحرق إلى جدحفص إلى الرفاع... هذه الروح التي وحدتها الكرة هي التي كسرت الحواجز وحققت شعار الوحدة الوطنية أكثر مما حققته الجمعيات السياسية طوال فترة الانفتاح.
لقد استطاع منتخبنا أن يذيب حال الجليد الذي أصاب البعض إلى حال التزمت والتشدد التي تدعو إلى تعزيز مفاهيم الطائفية والمناطقية التي هي في واقع الأمر لا جدوى منها سوى التفرقة وإثارة النعرات. هذه الروح التي صنعها منتخبنا في مباراتيه مع اندونيسيا وأوزبكستان واليوم مع اليابان ان حالفه الحظ إنما هي وسام شرف للبحرينيين كونها لم تحقق إلا مع تعزيز مفاهيم الانفتاح والديمقراطية التي تحققت في السنوات الأخيرة، وجمعت شمل البيت البحريني بشكل لافت باللعب في أجواء مريحة ودعم حكومي وشعبي لا مثيل له.
لذلك فإنه من الأجدى أن ندعم فريقنا بدلاً من كسر معنوياته بكتابات تستخف بالمجهود الذي يبذله من أجل رفع اسم البحرين ورفع علم البحرين في محافل رياضية عالمية... عليها أن تدرك تلك الأقلام أن فريقنا الحالي مختلف وأن تكف عن النقد الهدام بدلاً من البناء... فالجميع أجمع على ان المنتخب أدى أداءً طيباً وجمع لا فرق
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 697 - الإثنين 02 أغسطس 2004م الموافق 15 جمادى الآخرة 1425هـ