يقف ولي عهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وراء الحقبة الجديدة التي تشهدها البحرين خصوصاً في عملية التخصيص التي بدأت بتخصيص قطاع الاتصالات وامتدت لتشمل محطات توليد الكهرباء وقريبا ستطال الموانئ بحسب قول المسئولين بهدف إشراك القطاع الخاص في عملية تنشيط الاقتصاد الوطني لأن من دون هذا القطاع لن تستطيع المملكة مجاراة التطور الذي تشهده بلدان العالم ومن هنا يظهر جليا قدرة الشيخ سلمان على قراءة المستقبل عن بعد وهذا ما نراه نحن والذي ظهر إلى العلن وما يفعله الشيخ سلمان لبلده في السر قد يكون أكثر بكثير مما نتصوره.
ولكن الملاحظ أن جميع الأعمال التي يقوم بها هذا العقل المدبر تكون تحت الكواليس لأن المهم هو رقي وتقدم المملكة ورأينا في السنوات القليلة الماضية كيف تغيرت الحال في هذه الجزيرة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي فحب المظاهر ليست في قاموسه ولذلك يكون محبوبا في قلوب الناس وليس كما يفعل غيره من بعض المسئولين.
ومن المنتظر أن تجلب هذه السياسة الحكيمة في عملية التخصيص استثمارات أجنبية كبيرة خصوصاً إذا عرفنا أن المصارف تتشوق لتقديم التمويل اللازم للشركات الخاصة والعامة التي تعمل في المملكة بسبب ما تتمتع به من ثقة المستثمرين وهذا شرف كبير نعتز به جميعا. نعم نجحنا في تخصيص قطاع الاتصالات ولكن قد نكون تأخرنا كثيرا عن غيرنا في منطقة الخليج بالنسبة إلى تخصيص الكهرباء خصوصاً وأن من دون هذه الطاقة لن تقوم لبلد قائمة وتحل على المسئولين عن توفيره نقمة الفقراء الذين تنقطع عنهم الكهرباء بين حين وآخر (والذين لا يملكون مولدات كهرباء) لأن المستهلك لا يهمه سبب انقطاع الكهرباء هو فقط يريد أن تصله الطاقة بأي ثمن خصوصاً في عز الصيف ولهيبه ولا يهمه قول المسئولين إن السبب في التوزيع وليس في التوليد. نريد طاقة توليد وطاقة نقل وطاقة توزيع مضاعفة واحتياطيات كافية لنتمتع بالحياة كما يتمتع بها الآخرون وهذا لا يتم إلا عن طريق جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع الكهرباء.
كما أن المملكة يجب أن تفكر كذلك ليس فقط في البدء في زيادة الكميات المتوافرة من الماء ولكن خطوط النقل والتوزيع البالية والتي تنفجر بين الحين والآخر في الكثير من المناطق والتي بسببها تهدر كميات كبيرة من المياه. كان من المقبول جدا أن نضم إنتاج ملايين من الجالونات من المياه المحلاة في المحطة الجديدة ونعتقد أنه حان الوقت لتخصيص قطاع الماء وألا نبقى الحال على ما هو عليه. فما رأيكم؟
العدد 696 - الأحد 01 أغسطس 2004م الموافق 14 جمادى الآخرة 1425هـ