العدد 696 - الأحد 01 أغسطس 2004م الموافق 14 جمادى الآخرة 1425هـ

بوسنيون أشد من البوسنة... وقس على ذلك

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تلك حقيقة واقعية... لا يكفي أن نعتلي المنبر فنصرخ في الناس هذا حرام وهذا حلال أو نعلن أن هناك تمييزاً أو أن هناك تهميشاً... لا أحد سيسمع كلامنا، ويبقى السؤال: من الذي سيدفع الضريبة؟ أين يتكدس الفقر؟ أين يصرخ الجوع؟ أين يقع التهميش؟ أين تتكاثر بيوت الفقراء؟ من المهمشون؟ من هم الذين أصبحوا لقمة سائغة لإلقاء التهم من هذه الكاتبة الفئوية العنصرية أو تلك؟ في أي المناطق تقل المؤسسات الخدمية؟ من هم الذين يشغلون الأعمال لدينا في كل القطاعات؟ سترة كانت تصرخ يومياً وتترحم تطلب إسعافاً، نحن وعلى امتداد شارع البديع نتوسل يومياً نريد مركزاً صحياً... لله يا محسنين، مركز صحي. قُدّمت لنا وعود وغيرنا دُشنت لهم مراكز، طلبنا متنزهاً نموذجياً كبقية البشر، وإذا بالمشروعات الكبرى تقام هنا وهناك.

قلنا: يا جماعة عندنا عاطلون، فُتح البرلمان ووُزعت وظائفه عن طريق الهاتف. قلنا ربما نحظى بالمحكمة الدستورية، وإذا بالوظائف توزع عن طريق الهاتف أيضاً. النيابة العامة كذلك مشروعات استثمارية بالغة الضخامة والأمر كذلك. هذه الأيام أسأل عن شركة جديدة منافسة في تقديم الخدمات... لم أرَ أن الوظائف يعلن عنها في الصحافة إذ يبدو أنها بدأت تحذو حذو سابقتها... طالبنا وزارة الداخلية عند مجيء الوزير الجديد بإعلان الوظائف... كل ما طالبنا به هو ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص... حتى وزارة الكهرباء ذهبت مهرولة قبل 15 يوماً وأعلنت في الصحافة الإماراتية عن وظائف شاغرة لمهندسين مدنيين «واقرأ الامتيازات»... الخ، على رغم أن الديرة «مليانة» مهندسين مدنيين عاطلين «والعجز منك». (سألت الوزير عن ذلك وسترون الإجابة). لقد قلت سابقاً أن ليس بالضرورة عندما يكون الوزير إصلاحياً تصبح الوزارة إصلاحية، لأن الوزارة التي يعشعش فيها مسئولون سنين طويلة بعضهم يخلق له لوبيات «والساتر الله» على العباد. في الوزارات هناك من يعرقل أية خطوة عملية والهدف خلق اليأس والحفاظ على نظام الامتيازات ومصالحهم الخاصة. هذا الجو أعيشه يومياً، ولكم أن تتصوروا سوداوية القراءة إذا رأيت كل ذلك موثقاً. إذاً ما الحل؟ هناك حلول ولكن إذا كان أصحاب الألم مازالوا منشغلين بعيداً عن هموم معيشتهم أو إلى الآن لا يعرفون كيف يتعاطون مع هذه الآلام فماذا نفعل نحن؟ الضغط كبير والآلام كبيرة... ماذا نفعل؟ سأطرح بعض القضايا فقط هذا الأسبوع. عائلة في شارع البديع سيسقط عليها بيتها حتماً إذا ما جاء موسم الشتاء. عاينت بنفسي ذلك إذ ذهبت مع أحد الاخوة إلى العائلة وصورت المنزل واستفسرت عنها، وسأريكم الصور واحكموا بأنفسكم وأمثالها كثر. عائلة أخرى تنام في منزل بلا كهرباء، إذ ان صاحبها أوقفت عنه وزارة الإسكان القرض وليس عنده مكان والآن ينام مع أبنائه داخل ذلك البيت بلا كهرباء و... الخ. هذه الأمور صعبة وتحتاج إلى متابعة وملاحقة... وهذا الواقع تجده في عشرات العوائل حينما تقوم بحملة تفتيش وفي قرى شارع البديع تحديداً... المشكلة أيضاً أننا نعاني من خطأ في الأداء. هناك تبرعات لفلسطين ولإيران وللعراق... «خير وبركة» وعلى «عينّه وراسنه»، لكن يا جماعة هناك عوائل بدأت تكفر بكل شيء فلماذا لا تكون هناك حملة تبرعات لهم؟ إذا قصرت الدولة فعليها ما عليها، ولكن يجب علينا نحن ألا نسكت. نصف مليون دينار أُخرجت إلى الخارج بعد أن جُمعت عبر تبرعات لفقراء العراق وفلسطين وإيران بينما توجد في البحرين عوائل لا تعرف الإدام! أقول: يجب إعادة النظر في هذه التبرعات أو على الأقل ترشيدها فـ «الأقربون أولى بالمعروف».

أنا لا أتكلم من فراغ، هناك عوائل في البحرين ستكفر بكل شيء، والحديث يقول «لولا الخبز لما عُبد الله» فليُتبرَّع إلى الخارج ولكن ليس على حساب هؤلاء وبهكذا اندفاع. ثم إن خروجنا من دوائر التأثير سيزيدنا ضعفاً ولاسيما أن هناك أعداداً كبيرة مازالت تعمل وتصفق وتهيئ الجو لندخل الشَرَك ذاته... الناس لا تتحمل تهميشاً على هذا التهميش. ومن يعمل على خلق الجو مبكراً للخروج من دائرة التأثير فليهيئ منزله لتلقي شكاوى المواطنين اليومية وما يعانونه في الوزارات من ظلم إداري ومن شوفينيات ومن ضغط، وعليه أن يذهب بنفسه لحل مشكلات الناس وتهدئة أوجاعهم وليلاحق معهم ذلك، لأن الحمل كبير وثقيل وموجع لا يتحمل البتة المزايدات السياسية. ما أسهل أن أطلق التصريحات ولكن الكلام عما سيجري من تداعيات على القاعدة الشعبية، وضع الناس لا يتحمل أكثر ومن عنده بديل فليرينا بديلاً من خلاله نستطيع أن نطعم الناس خبزاً ونوفر لهم أعمالاً ونضغط من خلاله لحلحلة آلامهم.

كم من مسيرة خرجت من أجل فلسطين ولبنان والبوسنة والهرسك و... الخ. والسؤال: هل خرجت مسيرة في يوم من الأيام لسياسة وزير فاسد أو لغلاء مواد البناء أو لما حصل للتقاعد والتأمينات أو ما حصل للأوقاف أو للتمييز الطائفي في شحن المؤسسات الجديدة؟ أبداً لا يحصل لأننا بوسنيون أشد من البوسنة وقس على ذلك. فلنقارن أنفسنا بما حققه السيدفضل الله في لبنان من مشروعات خدمية ومبرات ومؤسسسات ومطاعم، ولنقس ذلك على واقعنا. الله أعطاهم عقولاً وأعطانا عقولاً، فلماذا لا نبدأ العمل؟

إشارات

- شكر يقدم لموظفي التقاعد لحلهم قضية المواطن البحريني (ي، ج).

- متى سيصرف الوقت الإضافي لحراس المدارس، وأين هو وعد 23 يناير/ كانون الثاني بشأن الدرجة الرابعة؟ لماذا التسويف يا تربية؟

- مستشار الشئون الإدارية والمالية لمؤسسة ما يتفق مع موظف من شركة (...) بصفته الشخصية لعمل حسابات نهاية السنة المالية بدلاً عن إدارته المعنية بهذا العمل مقابل (...).

- منصب مدير تنفيذي أصبح أي كلام في احدى الوزارات وأي موظف عادي يصل إليه. هنيئاً للواسطات!

- ما قصة موظفين يُجبرون على التقاعد المبكر وبأساليب ملتوية؟

- هل صحيح أن حُجّاب المحاكم يعانون الأمرّين؟

- هل صحيح أن كأس آسيا يعرض على تلفزيون البحرين من دون إعلانات تجارية؟... لا بأس لنسأل قسم التسويق عن ذلك.

- المنتخب البحريني فرض اسم البحرين في كل العالم بفوزه على أوزبكستان، بينما تعجز عن ذلك آلاف الإعلانات التجارية. ألا يستحق هؤلاء بعض المكافئات؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 696 - الأحد 01 أغسطس 2004م الموافق 14 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً