عادة ما يكلف المدربون اللاعبين القيام بأدوار محددة في الملعب وخصوصاً في البطولات القوية مع إعطاء اللاعب مساحة للإبداع والتحرر من التعليمات الصارمة. وكثيراً ما تغيب هذه النقطة عن النقاد والصحافيين عندما يقيمون أدوار ومستويات اللاعبين في البطولات المختلفة. ويظن الكثيرون أن مستوى اللاعب انخفض، ويطالبون المدرب باستبداله والاعتماد على لاعب آخر، بينما يفاجأون أنه يظل في الملعب طوال المباريات لأنه يقوم بالدور التكتيكي المطلوب منه من قبل المدرب على أكمل وجه وبما يخدم الفريق. ولاحظنا ذلك جلياً في مباريات منتخبنا الوطني خلال البطولة الآسيوية الحالية، إذ أدى اللاعبون الأدوار المطلوبة منهم بشكل كبير من الإتقان ما أمن لمنتخبنا الوصول للدور نصف النهائي.
وأصر مدرب منتخبنا ستريشكو على الحفاظ على بعض اللاعبين وعدم استبدالهم طوال المباريات لأنهم يقومون بالأدوار المنوطة بهم، ومنهم الثلاثي محمد سالمين وطلال يوسف وعلاء حبيل، فالجميع ينظر إلى هؤلاء من منظور هجومي فقط بمعنى أنهم إذا أحرزوا الأهداف أو قاموا بصناعتها فإنهم يكونون في مستواهم المعهود، أما إذا لم يقوموا بذلك فإنهم خارج المستوى وهذا غير صحيح. والمتتبع لمباريات المنتخب في الدور الأول يدرك الجهد الكبير الذي يقوم به سالمين في نصف الملعب وخصوصاً من الناحية الدفاعية ومساعدة راشد الدوسري في تغطية الجناحين محمود جلال ومحمد حبيل عندما يتقدمون الى الهجوم، فهو بمثابة حلقة الوصل في وسط الملعب ما أثر كثيراً على دوره الهجومي الذي أشتهر به سالمين معطياً الفرصة إلى طلال وإلى الجناحين للتقدم للهجوم الذي أثمر تسجيل محمد حبيل هدفين في الدورة لحد الآن وهو يلعب في الجناح. وفي المباراة الأخيرة حاول سالمين أن يضاعف جهده في منتصف الملعب والهجوم، ما أدى إلى وقوفه في الفترة الإضافية بعد أن فقد كل لياقته البدنية بسبب المجهود الخارق الذي بذله. وكذلك الحال بالنسبة الى علاء حبيل الذي في اعتقادي أدى دوره كما يجب وإن لم يسجل هو الأهداف فمجهوده الوافر في الهجوم وقتاله على جميع الكرات يعطي زملاءه الفرصة للبروز والتهديف، ولذلك نرى احتفاظ ستريشكو به طوال المباريات لأنه لاعب يرهق المدافعين ومن النوعية التي يحبها المدربون. فالمدرب يضع اللاعب الذي يخدمه وينفذ تكتيكه داخل الملعب ولذلك نراه لا يخرج مثل هؤلاء اللاعبين
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 696 - الأحد 01 أغسطس 2004م الموافق 14 جمادى الآخرة 1425هـ