عدد من الدول في أنحاء العالم خطت إلى الأمام من خلال توضيح رؤيتها وما تريد أن تكون عليه في العام 2020 أو في أي عام آخر في المستقبل. ومن الدول الناجحة في هذا المجال ماليزيا وسنغافورة ودبي، وانضمت أخيراً إليها عمان وقطر اللتان بدأتا تتحدثان عن الموضوع نفسه. وأمس أعلن «منتدى دبي الاستراتيجي» أنه قرر تنظيم مؤتمر لمدة ثلاثة أيام ما بين 13 و15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل تحت عنوان «العالم العربي 2020»، والذي سيتطرق إلى آفاق التغيير حتى العام 2020، وكيف استعدت البلدان العربية (أو لم تستعد) لهذا التغيير. وقال بيان صادر عن المنظمين إن قائمة المدعوين تشمل رؤساء وزراء ووزراء ومسئولين كباراً ورؤساء شركات كبرى ونخبة من صناع القرار أو المؤثرين في صنع القرار، وإنهم سيتداولون السيناريوهات والوضع الحالي بكل صراحة ووضوح، وسيقدمون رؤى مشتركة معتمدة على الخبرة المكتسبة من مختلف التجارب الماثلة أمامنا.
خلال الأسابيع الماضية كانت هناك ايضا حوارات شملت جمعية الإداريين البحرينية وغرفة التجارة والصناعة وآخرين، ودار خلالها الحوار حول فكرة عقد مؤتمر مطلع العام المقبل تحت عنوان «البحرين 2020»، ورحبت عدة مؤسسات معنية بالفكرة وأبدى عدد منهم استعداده لدعم مثل هذا المؤتمر الذي يتطلب حضور صناع القرار. الفكرة مازالت على طاولة المناقشات المستمرة وهي في مرحلة تتطلب دعم الجهات المعنية لكي نستطيع أن نوضح الطريق بشكل علمي وجماعي، ونستطيع من خلال ذلك دعم برامج التنمية المستديمة لكي نتخطى الصعاب ونخلق أجواءً حميمة للمستثمرين بما يرفع مستوى المعيشة ويستوعب الباحثين عن عمل بمعدل عشرة آلاف شخص سنوياً على الأقل.
بداية الطريق تبدو دائماً صعبة، ولكن الصعوبات تتذلل أمام الهمم العالية. ونحن في البحرين لا تنقصنا الهمم أو الطاقات ولا تنقصنا الأفكار أو الخبرات، فلدينا ما لدى غيرنا وربما أكثر... ما نحن بحاجة إليه هو التوقف عن التغني بالماضي ولعن الحاضر، وأن نركز على المستقبل الذي نصنعه بأيدينا وهو ماثل أمامنا.
غرفة التجارة قالت إنها تود الاهتمام بالسياسة وهذا حقها، واهتمامها بالسياسة يتطلب اهتمامها بالاستراتيجية العليا بعيدة المدى، وهو ما تبحثه وتناقشه مؤتمرات مثل «العالم العربي 2020» أو «البحرين 2020». فأكثر المتضررين من عدم وضوح الرؤية هم التجار والمستثمرون الذين يعتمدون على التخطيط بعيد المدى قبل أن يبدأوا مشروعات كبرى تتطلب الملايين من الدنانير لتحريكها.
إننا بحاجة إلى مؤتمر يتحدث عن العام 2020 أكثر من غيرنا، والمؤسسات الاقتصادية معنية جميعها بهذا الأمر أكثر من غيرها، وأملنا أن تبدأ مساندة فكرة المشروع التي تتداولها جمعية الإداريين وغرفة التجارة. ولكي تساند المؤسسات الاقتصادية مثل هذا المشروع فانها مطالبة بأن تسارع في الدعم، فالبحرين ومستقبلها يعنياننا جميعاً، ويجب علينا أن نفكر كما يفكر غيرنا في خدمة بلادنا على أسس متينة.
مؤتمر يتحدث عن بحرين المستقبل أصبح حاجة ملحة ولا يمكن أن نتهاون في الأمر، وما علينا إلا أن نلحق بالركب الناجح الذي أثبت أن وضع الرؤية وتوضيح الخطة المستقبلية هو الحجر الأساس قبل أن نباشر تنفيذ المشروعات المتفرقة في أهدافها والتي قد تضرنا بدلاً من أن تنفعنا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 695 - السبت 31 يوليو 2004م الموافق 13 جمادى الآخرة 1425هـ