توفي أمس المفكر البريطاني فرد هاليداي الذي كان «موسوعة علمية» متحركة وناطقة باثنتي عشرة لغة، وكان صديقاً لشعوب المنطقة، وللبحرينيين، وكان متواصلاً مع الكثير من القيادات الرسمية والمعارضة والمفكرين والأكاديميين في مختلف المناطق التي يهتم بها، ومن بينها البحرين.
تعرّفت إليه كما تعرّف إليه غيري، عبر مقابلاته في الإعلام، وعبر كتبه وكتاباته... وفي تسعينيات القرن الماضي، عندما كنت أنشط في لندن، كان إحدى الشخصيات المؤثرة الذين التقيت بهم في منزله مع عدد من الأصدقاء، وفي الندوات والفعاليات. كان من الذين يستشيرهم حزب العمال في الشئون الخارجية، وأتذكر أنه في العام 1997 كان يتحدث عن «البعد الأخلاقي» الجديد في السياسة البريطانية، والاستماع إليه كان يُغْني المرء بالكثير من المعلومات والتحليلات المعمقة حول مختلف القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.
آخر مرة رأيته في البحرين في 14 فبراير/ شباط 2004، وكان حينها مدعوّاً من مركز البحرين للدراسات والبحوث ليتحدث في ندوة بعنوان «الإصلاح في الخليج» بفندق كراون بلازا، وكان بعد ذلك قد توجه إلى قطر للمشاركة في «منتدى الدوحة للتنمية» والذي عقد بين 16 و18 فبراير 2004، وتحدث في ذلك المنتدى جنباً إلى جنب مع نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، والوزير اللبناني السابق غسان سلامة، والرئيس السابق لجنوب إفريقيا دي كليرك وغيرهم من الشخصيات الأخرى.
أثناء تواجده في البحرين تحدثت معه كثيراً قبيل سفره، وحينها كانت البحرين منشغلة بـ «المؤتمر الدستوري»، وقرار الحكومة آنذاك عدم السماح لبعض الذين استضافتهم الجمعيات السياسية المعارضة دخول البحرين، وعرج الحديث كثيراً على كيفية فهم الأمور المعقدة في بلدان مختلفة... والغريب أن شخصية مثل «هاليداي» لم يكن ضيفاً على مؤتمر للمعارضة، وإنما كان ضيفاً على مركز دراسات تابع للحكومة (في التاريخ نفسه)، وهذا التباين جرّنا حينها إلى حديث متشعب. وفي ختام الجلسة التي طالت أكثر من ساعتين أخرج من حقيبته مجموعة قيّمة من صوره الخاصة تعود إلى فترات من حياته، بعضها أثناء تواجده في اليمن وظفار في سبعينيات القرن الماضي... أمسكت بعدد منها ونسختها على وجه السرعة وخزّنتها في الكمبيوتر، ويوم أمس عدت لأزور أرشيفي ووجدت بعضاً منها واستذكرت بعضاً من أحاديثه.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2790 - الإثنين 26 أبريل 2010م الموافق 11 جمادى الأولى 1431هـ
فعلاً إنه موسوعه بمعنى الكلمه
فعلاً إنه موسوعه بمعنى الكلمه و رحيله هو خساره كبيره للإنسنانيه بشكل عام. كان لي شرف مقابلته أثناء الدراسه في الجامعه الأمريكيه في واشنطون في إحدى المحاضرات التي ألقاها هناك.
هاليدي نابغه
مفكر كبير وصديق ونصير لشعوب,رحيل مثل هذه الشخصيه خساره كبيره فعلا
وهو حقا موسوعه متحركه من اشرت دكتور اذ يتكلم 12 لغه
تمنيت ان احظي بلقاءه او احضر احدى ندواته