قد تكون الإشكالية التي عانى منها الآلاف من طلبة جامعة البحرين في عملية التسجيل للفصل الدراسي الأول من السنة الأكاديمية الجديدة مهمة للغاية. وأعني مهمة للطلبة بشكل أساسي، فقد أعطت هذه الأزمة الطلبة فرصة للتعرف على قدراتهم وإمكاناتهم الضعيفة، وكذلك كشفت عن محدودية الدور الذي تلعبه الجمعيات الشبابية في مجال الدفاع عن قضايا الشباب والطلبة، على رغم أن معظم أعضائها من الطلبة إما في المدارس أو الجامعات.
فلم نرَ دوراً معلناً لعموم الطلبة في معالجة الإشكالية، وكذلك الجمعيات الشبابية، ومجلس الطلبة بجامعة البحرين. وكان التفاعل مجرد حال شاسعة من التذمر والاستياء لا أكثر، وهو ما يعكس مدى الاهتمام والتفكير الذي تشغله مثل هذه القضايا لدى الطلبة والشباب.
أخبرني أحدهم بأن عموم الشباب قد استفادوا من هذه الأزمة، أو بحسب تعبيره (لقد تلقينا صفعة قوية، نأمل أن نصحو بعدها سريعاً). ولكن هذا الإدراك المتأخر، جاء ليبين ضرورة الإسراع في معالجة الأزمة الأهم التي يعاني منها الشباب، فهم مازالوا غير منظمين على رغم قابليتهم العالية، ونسبتهم السكانية المرتفعة. والقدرة على التأثير المتاحة لهم، والمعطلة من قبلهم.
في البلدان المتقدمة نرى الحركات الشبابية والطلابية تساهم في معالجة المشكلات، ولها آراء واضحة، وأجندة محددة، ومواقف ثابتة حتى تحقق مآربها. ولكننا في البحرين نجد أن هذه الحركات إن وجدت تطالب بما تطالب به الجمعيات السياسية التي مازالت في مرحلة تأسيسها. وبالتالي يظل الطلاب والشباب واقفين بين حيرة ودهاليز الجمعيات السياسية ونزاعاتها مع الحكومة، وبين مصالحهم المعطلة. والمحصلة النهائية أن يصبحوا صفر اليدين؟
العدد 738 - الأحد 12 سبتمبر 2004م الموافق 27 رجب 1425هـ