جميل هذا الذي نراه اليوم بافتتاح ثلاثة معارض ومؤتمرات في البحرين ويصب في الهدف الذي تسير فيه المملكة إلى تحقيقه وهو جعل البحرين مركزا للمعارض والمؤتمرات الدولية وجعل البحرين التي تملك معظم المؤهلات لأن تكون نقطة انطلاق للمشروعات العمرانية والتمويلية في منطقة الخليج وإبراز وجه البحرين باعتبارها بلداً قادراً على استضافة المؤتمرات العالمية بفاعلية عالية ويجب أن نشجع مثل هذه المؤتمرات كل في مجال عمله لأنه واجب وطني أولا وقبل كل شيء، ولكن قد يكون من الغريب أن تنطلق ثلاثة معارض ومؤتمرات مهمة في آن واحد وفي وقت واحد وفي مكان واحد! وكان من الأفضل لو فصل بين كل مؤتمر ومعرض حتى يتسنى للمستثمرين والتجار الأجانب وكذلك الزوار الراغبين في حضور المؤتمرات الإطلاع على المعروضات الحديثة وخصوصاً أن من بين هذه المعروضات مؤتمر عن إعمار العراق الذي يتطلع إليه كثير من المستثمرين والذي يعتبر فرصة للشركات للحصول على بوابة ونقطة آمنة لانطلاق أعمالها في العراق الذي يعتبر سوقا كبيرة وواعدة على رغم الفوضى التي تسود هذا البلد العربي في الوقت الحاضر، إذ تزهق الأرواح البريئة وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ من قبل قوات الغزو. وقد يكون هناك تأثير سلبي غير مباشر على الفنادق إذ إنها ستخسر لأن الزبائن سيكونون موجودين مرة واحدة بدلا من ثلاث مرات متفرقة وينطبق ذلك أيضا على وكالات السفر والسياحة وسيارات الأجرة وحتى على الصحافيين والقراء، إذ كيف تتم تغطية ثلاثة اجتماعات رئيسية مرة واحدة وهل سيستطيع القراء ملاحقة جميع الموضوعات التي ستطرح للمناقشة في حال نقلها على صفحات الصحف؟ وإذا كان الجواب لا فما الفائدة إذاً؟ قد يكون السبب وراء ذلك التخطيط غير السليم أو الرغبة في جمع الجميع تحت سقف واحد ولكن أعتقد شخصيا أن مؤتمر إعادة إعمار العراق وحده يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أيام. أما مؤتمر الطاقة والماء فيحتاجان إلى أسبوع واحد على الأقل لنشفي غليل العطاشى والمحرومين ونتخلص من المشكلات التي تتعرض لها دولنا تقريبا يوميا بشأن إنتاج وتوزيع الطاقة في دول الخليج وقد مررنا بتجربة الكل ذاق مذاقها وطعمها! والله ولي التوفيق
العدد 738 - الأحد 12 سبتمبر 2004م الموافق 27 رجب 1425هـ