وقع أمس الأول انفجاران باستخدام سيارتين مفخختين أمام مصرفين في جدة لم يسفرا إلا عن إصابة سائق إحدى السيارتين. وتزامن الانفجاران مع الذكرى الثالثة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة. ولو حدث أن انفجار السيارتين المفخختين كان بمقدار الحوادث السابقة، لكان راح ضحيتهما مئات الناس إن لم يكن آلاف.
لوحظ في الفترة الأخيرة أن الحوادث الأمنية «الإرهابية» في السعودية التي ينفذها تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية أصبحت في حجمها والخسائر الناجمة عنها أقل بكثير من مثيلاتها في السابق. وأرجع المحللون ذلك إلى الهجمة القوية التي شنتها قوات الأمن في المملكة على قيادات التنظيم وعناصره ما أدى إلى تصفية الكثير منهم. كما استسلم البعض من قياداته الموجودة في الخارج نتيجة للعفو الملكي الذي منح لهم لمدة شهر. إلى ذلك نجحت قوات الأمن السعودية في إحباط الكثير من العمليات التي كان يمكن أن تودي بحياة الكثير من الأبرياء.
ونتيجة لكل العناصر الآنفة الذكر يرى المحللون أن تنظيم «القاعدة» ضعف في السعودية وأن الموجودين من عناصره وقياداته لا يمتلكون القدرة التنظيمية والتخطيطية والتحريضية بحيث ينفذون هجمات مشابهة للسابقة.
هذه وجهة نظر وجيهة وواردة جدا، ولكن يبقى هناك سؤال مهم وهو هل فعلا ضعف التنظيم ولم يعد قادرا على العدوان أم أنه في فترة حضانة لإنتاج إرهابيين جدد؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 738 - الأحد 12 سبتمبر 2004م الموافق 27 رجب 1425هـ