فاجأتنا الأندية القطرية باستقطاب نجومنا الكرويين الذين سطروا ملحمة التألق والإبداع في المستحقات الخليجية والآسيوية وخصوصاً في الصين، إذ قامت وفودها بزيارات مكوكية وسريعة تحمل معها العروض التي يسيل لها لعاب نجومنا ما جعلتهم في موقفٍ لا يحسد عليه فكانت الموافقة على هذه العروض الثمينة سريعة لا تحتمل التأجيل إذ ان الفرص تمر مر السحاب ما جعل الشارع الرياضي يتساءل عبر تداوله لهذه القضية المهمة عن جدوى نجاح هذه التجربة الوليدة وان كان هناك بعض اللاعبين سبق لهم الاحتراف لكن ما نعنيه هو هذا العدد الكبير لنجومنا الداخلين في عالم الاحتراف إذ صار (الشارع) بين معارض وموافق ومنتقد وهناك من ينظر إلى الموضوع من زاوية المستقبل المجهول للمنتخب في مستحقاته المقبلة عندما يرحل هؤلاء إلى فرقهم الجديدة إضافة إلى خلو الدوري الممتاز منهم خلال الموسم المقبل والذي قد يترك آثاراً سلبية على المستوى الفني كما كان عليه الموسم الماضي.
ومع أن هذه الهجرة الجماعية لنجومنا إلى عالم الاحتراف ما هي ألا فخر لنا واعتزاز ورفع لهاماتنا وزيادة في رصيدنا الإعلامي والفني وهم يستحقون ذلك وهو عربون لتألقهم وبروزهم بشكل كبير في البطولات الماضية والتي شهد لها الإعلام الآسيوي ووقف لها محترماً ومقدراً ما قدمه الفريق ابّان البطولة الآسيوية في الصين إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي لولا خطأ الوقت القاتل في مباراة اليابان، وعلى رغم هذه العروض التي تلقاها نجومنا وموافقتهم عليها ومن ثم توقيعها فإننا نطالب اتحاد الكرة بأن تكون لديه استراتيجية واضحة بعد هذه الهجرة الجماعية التي لم نألفها من قبل وخطة محكمة لإعداد الفريق لمباراة سورية المهمة والمصيرية وما بعدها حين التأهل للدور الثاني إذ من غير المعقول أن نترك الأمور إلى فعل الظروف وهذا لا يجوز أبداً إذ لابد لنجومنا ان يعرفوا برنامجهم المستقبلي وهم مع فرقهم والذي سيغيّر الكثير من نمط الأسلوب باتباع مدارس جديدة عبر مدربي الفرق هناك بالإضافة إلى المنشآت الصالحة للعب وهذا يعطي اللاعب الدافع الكبير في الإبداع، وهذه ناحية إيجابية مهمة يجب الحفاظ عليها واستغلالها إيجابياً في صالح الفريق وحتى الجو المحيط لهم يجب وضعه في الاعتبار والأهمية بالإضافة إلى وضع خطة واستراتيجية للدوري الممتاز المقبل في ظل غياب معظم النجوم عنه لاستقطاب الجماهير وإدخال روح المنافسة القوية من خلال وضع الحلول الكفيلة برفع المستوى الفني، لذلك نطالب بتشكيل لجنة مختصة بدراسة هذا الوضع سريعاً ليكون منتخبنا موجوداً في المنافسة القوية للتأهل لنهائيات كأس العالم 2006 وإبقاء الدوري الممتاز تحت لهب المنافسة وهو عامل مؤثر لرفع المستوى وإعطاء اللاعبين الآخرين الدافع القوي إلى التألق والبروز والدخول في عالم الاحتراف من جديد
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 737 - السبت 11 سبتمبر 2004م الموافق 26 رجب 1425هـ