ولد وآثار الإعاقة سطحية خلف رقبته، عاش مع الإعاقة أو العيب الخلقي حتى أصبحت شيئاً مألوفاً... علي لا يعرف مدى خطورة الإعاقة، فتراه يلهو ويلعب من دون أن يلتفت إلى ما حل برقبته.
الوالد أحمد جمعة يسرد تفاصيل الحكاية المؤلمة: «وُلد علي في المستشفى العسكري، وفي ذلك الوقت لم تكد الإعاقة تلحظ بالعين، وتم تحويله إلى مستشفى السلمانية الطبي بعد فترة. وعندما عاين الطبيب محل الإعاقة، أكد أنها إصابة عادية، وسرعان ما ستزول من مكانها عندما يتقدم الطفل في العمر. واستمرت المواعيد والتردد على الطبيب منذ الشهور الأولى، وكنا ندخل على الطبيب نفسه كل ستة شهور، وعندما يقع نظره على الإعاقة يبتسم ويقول إنها ستزول قريبا، ولا داعي للقلق».
واستطرد جمعة: «بعد تردد طال، وبعد كلام لم نعد نرغب في سماعه لأن الأمر أصبح كالكابوس، فنحن ننتظر أن تزول الإصابة ولكنها لم تتغير. ننام في الليل ونتمنى أن نستيقظ في الصباح لنجد طفلنا كبقية الأطفال، ولكن الإعاقة تكبر في كل يوم، حتى أصبحت كالكرة الملتصقة برقبة علي... بعد أن يأسنا من السلمانية، توجهت بالطفل إلى مستشفى المواساة في المملكة العربية السعودية، وما أن نظر الطبيب إلى الإعاقة حتى أكد أن علي يحتاج إلى جراحة عاجلة، وإلا أن الإعاقة ستكبر لتؤثر على الأجهزة الأخرى. وبعد عدة مواعيد مع الطبيب نفسه، توجهت إلى الأردن، وأكد لنا الأطباء الحاجة إلى جراحة عاجلة».
وقال: «رجعنا إلى البحرين، ودخلنا على الطبيب المعالج نفسه، أطلعناه على التقارير وعندها أقر بضرورة إجراء العملية للطفل. وحينها انتابنا القلق من إجراء العملية، فما الذي يضمن لنا سلامة طفلنا إذا ما أجرى له الطبيب الذي أكد لنا مراراً وتكراراً أن الإعاقة ستزول، وعندما اطلع على تقارير الأطباء في الخارج أقر بضرورة العملية الجراحية. وسألنا الطبيب عن السبب الذي دعاه إلى عدم إجراء العملية عندما كان علي طفلاً صغيراً، لأنها ستكون أكثر سهولة بحسب الأطباء في الخارج، إذ يحتمل أن يفقد الطفل الكثير من الدماء نظراً إلى مكان الإعاقة في الرقبة، وإمكان إزالة عدد من العروق، ما يزيد الوضع خطورة. ولكن الطبيب أخبرنا بأنه ظن أن الإعاقة من النوع الذي سرعان ما يزول، ولا يمكن له أن يجزم بأنها بحاجة إلى عملية لأنه ليس منجماً. ولكن ما الذي يضمن لنا خروج الطفل سالماً؟». وأشار جمعة إلى أنه «من المفترض أن تجرى العملية لعلي في الشهر الماضي، لكن لصعوبة الظروف لم نتمكن من أخذه إلى موعد الجراحة. ولو توافرت لنا الإمكانات المادية لما تركنا طفلنا يعيش مع هذا الكابوس الذي نخشى أن يدخل نفقاً لا مخرجاً منه... التقارير التي بحوزتنا تؤكد معاناة طفلنا من وجود وحمة دموية منذ الولادة في الرقبة من الخلف، والمريض بحاجة إلى علاج عن طريق الليزر، كما أنه بحاجة إلى متابعة بانتظام وذلك لملاحظة التغير في الحجم، وقد تحتاج إلى تدخل جراحي في أي وقت».وتناشد عائلة الطفل «علي» عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، التدخل لوضع حد لمعاناة الطفل... كما وجهت النداء إلى كل قلب عطوف، وكل يد كريمة
العدد 737 - السبت 11 سبتمبر 2004م الموافق 26 رجب 1425هـ