العدد 736 - الجمعة 10 سبتمبر 2004م الموافق 25 رجب 1425هـ

ثقافة دون المستوى

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تفتقر البحرين الى المهرجانات التي تبرز وجهها الحضاري فكل ما يظهر على الساحة هو مجرد مشروعات مهرجانية من دون المستوى بل لا ترتقي إلى المستوى الذي بدأت به بعض الدول العربية مثل لبنان والأردن.

فقد أشرت في مقال سابق إلى طبيعة مهرجانات «بيت الدين» في لبنان التي عروضها الفنية والموسيقية والثقافية لا تقل شأناً عن تلك التي نسمع عنها ونحضرها ان تسنى لنا ذلك في العواصم الأوروبية كلندن وباريس وغيرها.

إن الأسلوب المتبع في تنظيم هذه المهرجانات تتبناه جهات محلية بالتعاون مع جهات أجنبية مختصة في مثل هذه النوعية من المهرجانات تحديداً وخير دليل على ذلك مهرجان «سوق عكاظ» في الأردن الذي تبدأ عروضه خلال الشهر الجاري والذي يلقى كل الدعم رسمياً وأهلياً.

إن المساحات والاستعدادات التي خصصت لإنجاح هذا المهرجان الأردني تكمن في الطاقم المشكل للتنظيم وهو طاقم ليس بعيداً عن هذه الثقافة الراقية أي من مسرحيين وشعراء وكتاب وفنانين وإعلاميين ومهتمين لصنوف الثقافة المختلفة البعيدة عن الابتذال أو الاستخفاف.

فالأردن أصبح يحتضن سنوياً عروضاً لأشهر وأرقى الفرق الفنية التي تقدم لوحات مسرحية استعراضية موسيقية مستوحاة من ثقافات شعوب العالم المختلفة مثلاً «فاير اوف اناضول» فرقة ( نار الأناضول) التركية التي اخترقت مسارح الويست اند في لندن وأصبحت حالياً تنافس «ريفر دانس» فرقة (رقصة النهر) الأيرلندية الشهيرة التي تقدم عروضها أيضاً في معظم مسارح مدن العالم المعروفة من كيوتو إلى نيويورك.

ليس هذا فحسب فالمتابع لبرامج «سوق عكاظ» يجدها تحمل في جعبتها كل ما لذ وطاب من صنوف الثقافة الراقية والفن الملتزم بأنواعه من موسيقى وأوبرا ولوحات استعراضية إلى الشعر الذي يلقى صدى في المهجر من أصحاب الأصول العربية كالشاعرة سهير حمد وغيرها وغيرها.

ربما روجت بما فيه الكفاية عن «عكاظ» الأردن لكن لا ننسى ان لبنان كان ولايزال سباقا في مثل هذه الأمور وحبذا لو تلتفت الجهات المعنية في بلدنا إلى ذلك.

فإن استمروا في تقديم مهرجانات أو بالأحرى «بازار» صغير (سوق) بوصفه مهرجاناً مع جلب مجموعة من الفرق الرخيصة والمبتذلة لملء برامج (المهرجان)... فإن ذلك سيؤثر على صورة البحرين الحضارية ان استمر الحال في تنظيم مهرجانات تحتال على الذوق العام ولا تعطيه فرصة في ان يثق في ما قد يقدم له في بلده...

هناك من أبناء البحرين من يريد ان يقدم بكل أمانة هذه الثقافة وكانت هناك محاولات سابقة لكنها كانت مرة أو مرتين ثم أحبطت على رغم وجود النية لتحقيقها... فإلى متى سنبقى على هذا الحال؟

وأين الوجه الحضارى الذي تسعى إليه الجهات المعنية لإبرازه في دعم حركة السياحة في البلاد؟

كلها تساؤلات تنتظر الإجابة... لكن بإمكاننا ان نستفيد من تجربة «عكاظ» الأردن

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 736 - الجمعة 10 سبتمبر 2004م الموافق 25 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً