المؤتمر التاسع والثلاثون للمعلنين الدوليين المنعقد بين 7 و10 سبتمبر/ أيلول الجاري، شهد حضور مئات الشركات الإعلانية من مختلف أنحاء العالم، وتم الإعلان خلاله أن المؤتمر المقبل سيعقد في دبي.
ومثَّل البحرين، في المؤتمر رئيس جمعية المعلنين البحرينية خميس المقلة، وهو عضو في مجلس الإدارة العالمي، المسئول عن انعقاد المؤتمر. وعند الحديث معه عن السبب في اختيار دبي دون غيرها، تتكشف الكثير من المعلومات التي يمكننا الاستفادة منها، لعلنا نستقطب هذه الصناعة المهمة إلى البحرين.
دبي استقطبت شركات الإعلانات اللبنانية منذ مطلع الثمانينات، وعندما تأسست جمعية المعلنين في دبي اعترفت بها الحكومة بصفتها «المهنية» وأعطتها صلاحيات تنظيم المهنة، وهو عكس ما لدينا في البحرين، إذ مازالت جمعية المعلنين غير قادرة على أداء دورها.
جمعية المعلنين في دبي لديها 260 عضواً، بينما البحرين لديها 40 عضواً، وأحد مؤسسي جمعية دبي المرحوم سمير فارس (توفي منذ فترة غير قصيرة)، واعتمدت جمعية المعلنين الدولية (الجمعية الأم) جائزة باسم «جائزة سمير فارس»، وهي تمنح كل سنتين لشخصية مهمة في سوق الإعلان. ويوم أمس الأول منحت الجائزة لناشر مجلة «الإيكونوميست» البريطانية ديفيد هانغر الذي كان فخوراً بها أمام الحاضرين.
الجائزة مكتوب عليها اسم سمير فارس، ومكتوب عليها اسم جمعية المعلنين في لبنان، وجمعية المعلنين في دبي. وفوق ذلك، منحت الهيئة المنظمة للمؤتمر جمعية المعلنين في دبي جائزة عن دورها في خدمة سوق الإعلان... وهكذا تكرر اسم دبي مرات ومرات أثناء المؤتمر وأمام الحشود التي قدمت من كل مكان.
رئيس جمعية المعلنين البحرينية خميس المقلة، وبصفته أحد أعضاء مجلس الإدارة الدولي، لديه ثقل داخل هذه السوق، وهو بإمكانه اقتراح اسم البحرين منطلقاً لفعالية مماثلة، ولكن هذا الأمر يتطلب مساندة من الحكومة. فنحن بحاجة إلى تنظيم هذه المهنة، وبحاجة إلى دعم الحكومة للجمعية، لكي تستطيع أن تقوم بدور مشابه لما تقوم به جمعية المعلنين في دبي.
إننا فرحون بأن إحدى دور الجوار تمتلك الجاذبية لمثل هذه الصناعة، ونعتقد أن البحرين بإمكانها أن تعزز السوق وخصوصاً أن جميع العوامل الأساسية متوافرة لدينا. ثم إننا مُقدمون على توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وهذا بالإمكان أن يساعد البحرين أيضاً في تحقيق موقع في عدة صناعات مطلوبة عالمياً.
سوق الإعلان في البحرين سوق واعدة، ولكنها بحاجة إلى تنظيم أكثر وتعزيز وتطوير، فنحن نتقدم - خليجياً - على قطر وعُمان، وهناك مؤسسات بحرينية تمارس نشاطاتها في عدة بلدان، ما يعزز قوة الإعلان في البحرين، ولكننا في السنتين الأخيرتين شاهدنا كيف تجتذب دبي الإعلانات، حتى أن عدداً من المؤسسات في البحرين يرسل إعلاناته من دبي إلى البحرين ليعلن في البحرين!
ربما لا يكون هناك عيب في ذلك، لأننا نعيش في عصر العولمة الاقتصادية، ولكن بإمكاننا أن نتحول إلى مركز جذب يتكامل مع دبي ومع المراكز الأخرى، وهو ما نأمل أن تتوجه إليه الحكومة من خلال دعم جمعية المعلنين لتنظيم المهنة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 736 - الجمعة 10 سبتمبر 2004م الموافق 25 رجب 1425هـ