الحلم أصبح حقيقة... وأخيرا ترجمت خطط أميركا على الواقع وعاد الصديق العدو سابقا إبان الحرب الباردة (الاتحاد السوفياتي) إلى دائرة الحليف ضد العدو الجديد الموحد «الإرهاب»، عادت روسيا وأعلنت هي الأخرى حربها ضد الإرهاب وضرب مواقع تواجده في أية بقعة في العالم من دون تردد ومهاجمة معاقلهم قبل أن يدنو من محيط وحدود ديارهم، المعادلة أصبحت متوازنة فغرب المحيط الأطلسي...يتربع الحليف الرئيسي لمبدأ الضربات الاستباقية الذي اعتمدته واشنطن بعد هزة اعتداءات سبتمبر/أيلول 2001، أما الشرق فأصبحت روسيا خير معين لها.

فعشية ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر يبدو أن الهدية العظمى التي لن تُنسى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية هي عودة حليف وعدو إلى دائرة الضوء والاتفاق على نظرية أسهمت في إشعال فتيل الحرب في المجتمع الدولي ونقله نحو شفير الهاوية من حرب ضد أفغانستان إلى العراق... والله العالم من بقي الآن مدرج على قائمة الإرهابيين وفق تصنيف مشترك وموحد بين قوتين عظميين هما روسيا وأميركا معا مجددا بعد انقطاع طويل الأمد.

القرار الروسي نال تأييد أميركي ودعم بريطاني لأن -حسب وصفهما - موسكو من حقها الدفاع عن أمن أراضيها من أي خطر محتمل يقلق ويثير ريبة بداخلها، إذ شهدت روسيا حديثا هجمات إرهابية متسلسلة لا تتجاوز الفترة بين كل حادثة وأخرى سوى مدة قصيرة لا تزيد عن 48 ساعة فمن حادثة انفجار الطائرتين الروسيتين إلى مذبحة رهائن مدرسة بيسلان في أوسيتيا الشمالية.

فنجاح واشنطن في كسب دعم موسكو لمبدأ الهجمات الوقائية جاء في فترة قياسية تصب في صالح المرشح الجمهوري والرئيس الحالي جورج بوش لعدة أسباب أهمها أنه يتخلل فترة ذكرى اعتداءات سبتمبر وأيضا قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني. وبالتأكيد سيؤثر ذلك في تقييم وتقرير مصير بوش، فقد كسب نقطة الحرب ضد الإرهاب من منافسه الديمقراطي جون كيري الذي تعتمد أجندته الإصلاح الداخلي والاقتصادي