فرنسا بطلة العالم العام 1998 وأوروبا 2000 ومتصدرة التصنيف العالمي سابقا تتمكن أمس الأول من هزيمة جزر فارو الضعيفة جدا بصعوبة وبشق النفس بهدفين من دون مقابل على رغم أنها لعبت بكامل نجومها وبمدربها الجديد دومينيك الذي خلف سانتيني على رأس الجهاز الفني لمنتخب الديوك الفرنسية.
وسبق هذا الفوز تعادل فرنسا على ملعبها الشهير «سان دوني» مع «إسرائيل» الضعيفة أوروبياً الأسبوع الماضي. هذه النتائج الهزيلة لمنتخب كان يعد الأفضل عالمياً قبل 4 سنوات تثبت - بما لا يدع مجالاً للشك - أن العصر الذهبي الفرنسي قد ولى إلى أجل ليس بقريب، بانتظار بزوغ نجوم جدد أمثال بلاتيني وزيدان ليحملوا الراية الفرنسية من جديد. وبعد إخفاق كأس العالم العام 2002 ظن البعض أن هذا الإخفاق لم يكن إلا كبوة جواد، وأن منتخب الديوك سيعود إلى سابق مستواه وتألقه في البطولة الأوروبية العام الجاري. وفي البطولة الأوروبية واصل الفرنسيون ضياعهم وتراجعهم على رغم مشاركة زيدان الذي اعتبروا غيابه عن المباراتين الأوليتين في كأس العالم سبب الإخفاق الفرنسي، متناسين أن هذا المنتخب عجز عن تسجيل ولو هدف واحد في كأس العالم على رغم أنه حامل اللقب والمرشح الأول ولم يحصد إلا نقطة واحدة من تعادل سلبي. وتكرر السيناريو نفسه في البطولة الأخيرة في البرتغال إذ خرج الفرنسيون من دور الثمانية وبأداء ضعيف ولم يستحقوا حتى تخطي الدور الأول لولا أن خدمهم الحظ. وعلى رغم تعاقب المدربين وتغيير بعض اللاعبين ظل الأداء الفرنسي ضعيفاً ليعلن نهاية عصر فرنسي ذهبي لا يتكرر إلا بعد زمن طويل.
والمتتبع لتاريخ الكرة الفرنسية يدرك أنها تنتج بين فترات متباعدة أجيالاً ذهبية قادرة على تحقيق الإنجازات المبهرة ثم تغيب فترة طويلة قبل أن تعاود الظهور. فمنذ أفول نجم بلاتيني ورفاقه العام 1986 ظلت الكرة الفرنسية تراوح مكانها وعجزت عن التأهل لكأس العالم، إلى أن جاء عصر زيدان ورفاقه العام 1998 في فرنسا وحققوا المعجزة وأعادوا الأمجاد الفرنسية التي انتهت سريعاً هذه المرة، على أمل ظهور منقذ جديد يعيد لفرنسا هيبتها ومكانتها.
وفي البحرين نتمنى أن نستفيد من التجربة الفرنسية لنعمل من الآن على إعداد الأجيال المتعاقبة التي تؤمن الاستمرار حتى لا نضطر إلى انتظار عصر ذهبي آخر، كما ينتظر الفرنسيون عصرهم الذهبي بين عشرات السنين المتعاقبة
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 735 - الخميس 09 سبتمبر 2004م الموافق 24 رجب 1425هـ