أصبحت التهديدات الإسرائيلية لسورية تمثل ركناً أساسياً من سياسة حكومتها، وباتت دمشق «الشماعة» التي تحاول «إسرائيل» تعليق نكساتها الأمنية وإخفاقها في منع المقاومة الفلسطينية من الوصول إلى العمق الإسرائيلي.
التهديدات بالعدوان على سورية ليست جديدة، لكنها أخذت بعداً تصعيدياً خطراً هذه المرة وتزامنت مع تصعيد آخر قامت به أميركا تحت ذريعة الحرص على لبنان. اعتادت «إسرائيل» كلما وقعت عملية استشهادية على توزيع التهم إما على السلطة الفلسطينية وإما على سورية وإما حتى على إيران، من دون أن تعود إلى البحث عن أسباب مثل هذه العمليات الفدائية، وكذلك من دون الإشارة إلى أن مثل هذه العمليات لا يمكن أن تُضبط مهما بلغت الإجراءات الأمنية وإقامة الأسوار والحصون.
ومما لاشك فيه أن سياسة الإرهاب والقتل والتدمير التي تنتهجها «إسرائيل» هي السبب الأول والرئيسي لعمليات المقاومة، ومع أنها تدرك تماماً هذه المعادلة، إلا أنها مصممة على الاستمرار في سياسة العدوان والقتل والدمار والإرهاب، وعندما تتلقى صفعة من فدائي فلسطيني تبدأ البحث عن كبش فداء وتمارس هوايتها بتوجيه التهديدات والإنذارات لسورية وغيرها مع إدراكها المسبق بأن دمشق غير مسئولة، وأن من ينفذ هذه العمليات هم أبناء فلسطين أنفسهم الذين لم يجدوا وسيلة يردون فيها الموت المجاني عن شعبهم.
إن تهديدات «إسرائيل» لسورية ليس لها ما يبررها على الإطلاق ومن شأنها تصعيد الوضع في المنطقة بشكل خطير ودفعه نحو حافة الانفجار، كما أن مثل هذه التهديدات لن تفلح في منع المقاومة الفلسطينية من اختراق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية. كان بإمكان الحكومات الإسرائيلية أن تتجنب مثل هذه العمليات وأن تجنب الإسرائيليين الموت، فيما لو امتنعت عن تصدير الموت يومياً
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ