مما لاشك فيه أن موجات الإرهاب والقتل غير المسبوقة التي ضربت عصب الحياة في السعودية صيف هذا العام قد تركت بصماتها البشعة على مختلف أوجه الحياة في المملكة السعودية التي كانت رمزاً للهدوء والسكينة.
غير أن السؤال الأكثر أهمية، وربما هو الذي دفع بالإرهابيين والقتلة إلى ممارسة أعمالهم تلك، مازال حائراً يبحث عن إجابة، وهو: هل أصابت الضربات الإرهابية الاقتصاد السعودي في مقتل؟
تقارير وكالات الأنباء تقول غير ذلك، إذ نقلت أمس عن رئيس مؤسسة «سيسكوم» للتجارة الإلكترونية السعودية وليد أبا الخيل قوله: «السوق بخير». وأضاف «إن نسبة 1 في المئة فقط من السوق عانت من الاضطرابات، لكن السوق المالية التي حققت نمواً نسبته 50 في المئة في العام الماضي لم تتأثر على الإطلاق». وفي الواقع فإن «المتجول في الرياض يلفته أن هذه المدينة لا يبدو عليها التأثر، فالشوارع مكتظة والمحلات التجارية تشهد حركة نشطة تستمر حتى ساعات الليل المتقدمة».
وفي كل الأحوال، خرجت السعودية من الأزمة أكثر قوة وأمضى عزيمة. غير أن الاقتصاد سيظل يدفع الثمن، ولو بعد حين. ذلك لأن الأجانب لا يمكن أن يعودوا إلى ممارسة مهماتهم وأعمالهم ما لم يستشعروا الأمن حقيقة، كما أن الشركات والمستثمرين لن يغامروا بأموالهم وممتلكاتهم إن لم يكونوا أكثر اطمئناناً عليها. لقد أصابت العمليات الإرهابية أول ما أصابت الاقتصاد، إلا أن الأمل مازال قوياً بأن تستعيد السلطات السعودية زمام المبادرة وتشيع الأمل بالأمان لتدور حركة الاقتصاد، الذي ظل يحقق نمواً لافتاً خلال السنوات القليلة الماضية، لينهض مجدداً كطائر العنقاء من رماد العمليات الإرهابية التي تستهدف قتل الأمل والعزيمة والرخاء
العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ