لست أذكرها إلا التي
كنت تغويها فتمتثلُ...
أيُّ الخطى ... السرْو؟
والنعناع ما انكسرتْ فيه المياه
وماءٌ فيك يشتعلُ...
أضفْ إلى البحر بحرا
كنت تحسبه سجّادة الريح
ما صلّى عليك سوى
هذا الفضاء
ومن سجّادة الريح
هذا الكون يُخْتزلُ...
أطلقْ مداكَ ودعْ بابين:
باب عبور لي لأوصده
في وجه حزني
وباباً لي سأرفعه
في زمهرير شتات
ريثما تصلُ...
لوّحتُ بالحزن
بالكاسات أتركها مصابة بي
ووحدي من يرى امرأة
في الياسمين
على بابين كنْتُهُما يوماً
فأيُّ الكأس تشربني لو انكسرت
وأي الحزن يُحْتَمَلُ؟
هذا الهواء ثقيلٌ
كلما ارتفعت روحي إلى الله
أعضائي مسمّرةٌ على الطريق إليه
ليتني أصلُ ...
الليل يصعد بي
نحو الممر ولا
ضوءٌ يعلمني بحر النشيد
ولا حضنٌ ولا قُبَلُ...
كمن يهندس للوردة تراباً وفضاء لائقين بها... كمن يستيقظ فجراً ليقرأ على الناس في نومهم نص أول الوقت... كمن يرسم بيتاً فيما هو لا يملك مترا من ملاذ... كمن يترك جسده في مهب الأوبئة، ويحرص في الآن ذاته على جمع ملصقات التحذير الطبي... كمن يسأل سيدا كيف حظي بكل نصوص السؤدد... كمن يلقي عن كاهله كوابيس متربصة به... كمن يبرر للهشيم مواصلة سحر المحْو... كمن ينذر دمه للمواجهات الخاسرة... كمن أغوته نسوة يعانين ضمورا في الملامح... كمن يشطر أيامه ليحظى بوقت إضافي... كمن يرى في الشرر تهجئة لدرس الطاقة... كمن يترك ضوءه في البيت ليذهب في درس الارتطام... كمن بيته بلا نوافذ محاكاة لاختبار القبر... كمن يصمت فيما دويّه حديث الجهة الأخرى من العالم... كمن يتبادل الانخاب مع مخلوقات لا تُرى... كمن هو في الهباء من المسافة متوهما الوصول... كمن يترك اصدقاءه عرضة للشكوك وهو يدوّن قائمة بأسماء أعدائه... كمنجم يضيف الى كنوزه أجساداً عربدت في رؤوسها الفتنة... كمن هو منهك بالسفر وهو لمّا يبرح عتبة داره... كمن يبصر في العتمة السميكة... كمن يشهر هداه بنار سجّرها للضّالين... كندى تمتنّ له الوردة حتى مطلع القطف... كمؤرخ يمسك بالمستقبل وهو يرصد الغابر من الوقت. هكذا أبدأ صباح النص
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ