الحلم المزعج كان حقيقة. انه الحلم الذي مازال حارس منتخب بايرن ميونيخ وألمانيا أوليفر كان يتذكره بل لن ينساه طيلة حياته. تدور تفاصيل الحلم في أستاد يوكوهاما في اليابان وخلال المباراة النهائية لبطولة العالم بين ألمانيا والبرازيل. حتى وصول ألمانيا إلى النهائي بصورة فاجأت المراقبين كافة كان أوليفر كان صاحب الفضل في عدم خروج فريقه من المسابقة في وقت مبكر. في المباراة النهائية وقف أوليفر كان في مواجهة المنافس الكبير. ما الذي حصل في هذه المباراة؟ في الدقيقة 67 سدد البرازيلي ريفالدو كرة ليست خطرة من خارج المربع الكبير حاول أوليفر كان إمساكها لكنها ارتدت من صدره وتدحرجت لتجد المهاجم الظاهرة رونالدو بانتظارها وأودعها من دون تردد الشباك الألمانية محققا الهدف الأول للبرازيل.
في هذه اللحظة أدرك أوليفر كان أن كل ما حصل عليه من إشادة وتقدير من قبل وسائل الإعلام العالمية تحطم نتيجة هذا الخطأ وكما يقول المثل خطأ الشاطر بألف. ما حصل لاحقا يعرفه الجميع إذ لم يكتف رونالدو بهدف واحد، وقبل نهاية المباراة أضاف هدفا ثانيا وفازت البرازيل للمرة الخامسة بكأس العالم على ألمانيا التي فازت بالبطولة العالمية ثلاث مرات وستكون الدولة المضيفة للبطولة المقبلة في صيف العام 2006.
لأن ألمانيا عملا بقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم لن تلعب مباريات التأهل كونها مؤهلة تلقائيا بوصفها الدولة المضيفة فإن أمام المدرب الألماني الجديد يورغين كلينسمان أقل من عامين لتحضير التشكيلة الألمانية وكل مباراة تكتسب أهمية خاصة. اللقاء أمام البرازيل مساء اليوم الأربعاء في الملعب الأولمبي بمدينة برلين وأمام 75 ألف متفرج. يأمل كلينسمان أن ينتهي المسلسل السلبي لهزائم المنتخب الألماني أمام المنتخبات الكبيرة إذ خسر الألمان 8 مرات في المقابلات التسع التي جرت أمام الكبار وتعادلوا في مباراة واحدة أمام هولندا 1/1 في إطار البطولة الأوروبية في الصيف الماضي. سجل المقابلات مع البرازيل لصالح البرازيليين الذين تقابلوا مرة واحدة مع ألمانيا في بطولة عالمية وكانت في صيف العام 2002 وانتهت لصالح رونالدو ورفاقه الذين وصلوا إلى برلين أمس الأول بعد تغلبهم على بوليفيا 3/1 واستعادت البرازيل صدارة مجموعة أميركا الجنوبية متقدمة بنقطة واحدة على غريمها اللدود الأرجنتين.
ما حصل بعد اللقاء ضد بوليفيا كان ملفتا للنظر. بعد أن أعلن الحكم نهاية المباراة معلنا فوز البرازيل ووضع صفارته في جيبه وحمل الكرة متجها إلى غرفة الملابس كما فعل ذلك سائر اللاعبين، هرع حارس مرمى بوليفيا ليوناردو فرنانديز إلى المصورين طالبا رؤية حصاد المباراة من الصور. قبل بدء المباراة أوصى حارس المرمى البوليفي المولود في الأرجنتين، أحد المصورين كي يلتقط صورا له يظهر فيها قرب المهاجم البرازيلي رونالدو.
وكلما رفع لاعب برازيلي الكرة من منطقة الرمية الركنية صرخ فرنانديز: «صورة... الآن». أحد المصورين البرازيليين الذي التقط الكثير من الصور التي تلبي رغبة فرنانديز تطوع وأهدى الأخير قميص المنتخب البرازيلي الذي كان يرتديه ووعده بأن يرسل إليه الصور على بريده الإلكتروني. ضحك رونالدو حين سمع القصة من المصور البرازيلي وعلق بضحكة واستغرب أن يعرب فرنانديز عن إعجابه برونالدو على رغم أنه بسبب أصله الأرجنتيني ينبغي أن يعادي البرازيليين. وقال فرنانديز للصحافيين: انه حلم كل لاعب كرة أن يلعب ضد أفضل اللاعبين في العالم. ردا على سؤال من يكون أفضل مهاجم في العالم أجاب فرنانديز: أولا رونالدو... وثانيا... لا أحد بعده.
هذا الرأي كان رونالدو قد أكد عليه خلال المباراة التي افتتح فيها التسجيل للبرازيل بعد مضي 48 ثانية على صفارة البداية. الهدف السريع لرونالدو دفعه إلى التصريح وهو يضحك: واجهتنا بعض المشكلات قبل أن نسجل الهدف الأول. هز رونالدينهو أيضا شباك بوليفيا في الدقيقة 14 من ضربة جزاء تبعه هدف ثالث في الدقيقة 44 للمهاجم أدريانو وبعد 4 دقائق سجل المنتخب البوليفي هدفه الوحيد بعد أن انعكست كرة ارتطمت بقدم المدافع أدميلسون. أن يأتي منتخب البرازيل للقاء ألمانيا على أمل أن يلعب رونالدو ورفاقه المباراة النهائية لبطولة العالم المقبلة في برلين وقد حقق تحت إشراف المدرب كارلوس بيرايرا نتائج جيدة في الفترة الأخيرة.
تتصدر البرازيل مجموعة أميركا الجنوبية وفاز فريقها من دون رونالدو ورونالدينهو وروبيرتو كارلوس ببطولة أميركا الجنوبية في يوليو/ تموز الماضي. لا شيء يثير قلق بيرايرا أكثر من أن تستمر الأمور على هذا المنوال والمهم أن وسائل الإعلام البرازيلية راضية كل الرضا عن بيرايرا. في البرازيل يعتبر مدرب المنتخب بمستوى رئيس للوزراء يحاسب على كل صغيرة وكبيرة والويل إذا غضبت وسائل الإعلام عليه.
هذه الأيام لا تغدق وسائل الإعلام البرازيلية الثناء على بيرايرا فحسب بل إن من أسرار نجاح المنتخب البرازيلي حاليا أن رونالدو في أوج تألقه. لم يعد المهاجم الظاهرة البالغ 27 عاما من العمر ثقيل الوزن يجد صعوبة في الركض بل لوحظ أنه بات رشيقا وضاعف سرعته على أرض الملعب. السبب أن رونالدو يسبح في سابع سماء نتيجة وقوعه في غرام مذيعة تلفزيونية برازيلية اسمها دانييلا سيساريللي. المطلق رونالدو مرتبط بعلاقة مع هذه الفتاة منذ ثلاثة أشهر ولاحظ الشعب البرازيلي أثر هذا الحب على رونالدو حتى أن بيرايرا شكر دانييلا رسميا على الجهد الذي قامت به إذ أصبح رونالدو رشيقا. يجد بيرايرا أن هذه العلاقة ساعدت رونالدو على استعادة الثقة بنفسه. ذهب المدرب البرازيلي رينيه سيمويش الذي قاد منتخب نساء البرازيل للفوز بالميدالية الفضية في أولمبياد أثينا إلى حد أنه وصف خطيبة رونالدو بأنها أفضل مدرب للياقة البدنية في البرازيل.
اضطر العاشق رونالدو إلى مشاركة دانييلا رياضتها المفضلة: العدو لأنه لا يقدر على فراقها لحظة واحدة وقد صاحبته في المشوار الطويل إلى برلين. قال رونالدو ضاحكا: الرجل العاشق يفقد قدرته على التحكم بالأمور. جاء هذا في حديث مع مجلة «تي في غلوبو» البرازيلية التي كشف رونالدو لها موعد زفافه من دانييلا وهو الثاني من يناير/ كانون الثاني المقبل ليس في ريو دي جانيرو وليس في مدريد بل في باريس عاصمة الرومانسية. قالت دانييلا انها تتعلم الكلمات الفرنسية التي ستتبادلها مع الشخص الذي سيدير حفل الزواج المدني وخصوصاً كلمة پui أي نعم.
المنتخب الألماني يستعد منذ أسبوعين لهذه المباراة بينما المنتخب البرازيلي اكتفى بإجراء تدريبات خفيفة للتعرف على الملعب الأولمبي في برلين. سيشرك المدرب بيرايرا اللاعب الموهوب روبينهو (بيليه الصغير) بسبب الشبه الكبير بينه وبين بيليه في شبابه وكذلك اللاعب الموهوب راي من نادي سانتوس الذي لعب له بيليه حتى اعتزاله. على رغم أن بيرايرا قرر عدم الاستعانة بلاعبي المنتخب الذين يلعبون في بايرن ميونيخ الألماني وا سي ميلانو الإيطالي إلا أن هؤلاء اللاعبين سيحضرون المباراة كمشاهدين وسيحصلون على فرصة لالتقاط صور تذكارية مع رونالدو على العكس من حارس مرمى بوليفيا، فرنانديز. ذلك أن خسارة بوليفيا أمام البرازيل دفعت بها إلى قاع قائمة مجموعة أميركا الجنوبية
العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ