العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ

كاتبة «قوس قزحية»!

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

ها هي «الوسط» تكمل عامها الثاني، وها هي شاشتنا الملونة تكمل مسيرة بدأتها مع تلك البدايات، وها نحن نواصل الترصد لكل ما هو ذو قيمة على الشاشات صغيرها وكبيرها. شاشتنا «القوس قزحية» (كما أطلق عليها جعفر الجمري قبل العام) تميزت بالكثير بدليل ما جاء في شهادات صدرت بحقها، لعل أهمها ما جاء عبر رسائل لانزال نعتز بها ونحمل منها نسخاً في الذاكرة الملموسة وغير الملموسة، كتلك التي وصلت من القاص المبدع أمين صالح ومن الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد، والتي لاتزال تزين مكتبي وتدفعني للمضي قدماً والإمعان في ارتكاب الكتابة، غير آبهة بما يقفز هنا وهناك من وسط سطور يبدو بعضها أحمق ساذجاً ويبدو البعض متحاملاً أو غافلاً متغافلاً عن أهمية ما اقترفه بمعدل اسبوعي على هذه الصفحة وهو ما يعبر عن واقع واضح كوضوح الشمس قد تعمى عنه القلوب، لكن العيون لا تخطئ أثره.

وعودة الى الجمري، فإننا لا نزال على هذه الصفحة «نترصد شحذ حواسنا لنخرج برؤى نعلن بها اننا لسنا من مواطني الهامش وشعوب الفرجة»، واننا لسنا بسذاجة ما قد يتصوره صانعو الأيديولوجيات ومصدروها.

عامان مرا، عشنا خلالهما ساعات جميلة وأخرى قاتمة، طالعتنا صورة مشرقة وأخرى كالحة في السواد، همنا بها حباً أو كرهناها، استفزتنا أو لم تحرك فينا ساكناً، لكننا على أية حال حرصنا على نقل كل انفعالاتنا وتفاعلاتنا معها.

لم يكن الأمر سهلاً وما كان الطريق معبداً، بوجود من يرى في هذا العالم مساحة للخروج عن ملة القوم، هؤلاء نادوا بلا لتمرين عضلات أعيننا في جميع الاتجاهات ودعوا ولايزالون كذلك الى اللا لادارة الرؤوس للخلف او حتى لليمين أو اليسار، واللا لفتح الأعين وغسلها من القذى، واللا لتمرين عضلات اللسان وصقلها.

لا يمكن الكتابة هنا، بل هي منقصة ووزر لا يجوز اقترافه، والحديث بجرأة على هذه الصفحة هو من المحرمات ومن النواقص في حق هذا أو ذاك وهو بالنسبة إلى الكثيرين مدعاة لاستعراض نسب هذا الكاتب أو ذاك، واتهامه بما لا يليق إما بالتلميح والإشارة أو الإعلان صراحة عما تجول به النفوس!!

وأعود لأستعير كلمات جعفر الجمري لأقول: «ان سكينة ما تستوطنني وتكاد تلقي بالمتزمتين ممن يناصبون عداء اللون والرؤية، الى الرمادي من الوقت والمعنى».

لم أكتب ما يشين وما يستحق الاشارة الى نسبي وأصلي وكل ما يمت لي بصلة وتذكيري بذلك بين الفينة والأخرى، لم أنس كل ذلك ومازلت أحمل احتراما كبيراً وحباً لا تصفه الكلمات لمن أعطاني الاسم واللقب، ولمن أورثني الاصرار على نقل الرسالة وحملها. كتبت ما اعتقده من منطلق مسئولية تجاه هذه الأمة التي لم تعد تميز ما يقدم لها ما دام يعرض بالألوان التي تعمي القلوب قبل أن تعمي الأبصار. مازلت لا أرى ضيراً في الكتابة ومازلت شادة الرحال مواصلة المسير ومازلت هنا أحدق عبر هذه الشاشة القوس قزحية كل أحد وأربعاء، ومازلت أدعو الى فتح الأعين واسعة وكسر أقفال الأفواه لتحرير ألسنتها. مازلت أنا وسأظل كذلك محررة صفحة السينما..

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 733 - الثلثاء 07 سبتمبر 2004م الموافق 22 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً