ان النقلة النوعية التي أوجدتها «الوسط» في عالم الصحافة المحلية اليوم هي نقلة ستظل عالقة في اذهان الجميع ولا يمكن أن يغفلها الصحافيون تحديدا الذين هم أفضل حالا من حيث المناخ المهني والمعنوي والمادي.
وحتى مكاتبهم التي كانت رثة في الماضي أصبحت اليوم عصربة وجديدة تحترم انسانيتهم التي كانت مهضومة من قبل إدارة المؤسسات الصحافية التي كانوا يعملون فيها إذ انها اضطرت إلى التغيير بسبب ما أوجدته «الوسط» من تحسين لصورة الصحافي البحريني الذي ظل أما في الظل لا يأيه به أحد أو منافقا يثير القلاقل.
أن هذا التغيير قد صاحب الصحافة المكتوبة فقط التي ظلت لسنوات طويلة أسيرة الخبر الرسمي أو العلاقات العامة لهذه الجهة أوتلك، حتى بدت روح التنافس تنجلي بين صحافي لأخر سواء كان عمله ميدانيا أو مختزلا على هيئة مقال، أي بين الحقيقة والكذب وبين النقد والمدح.
فالقارئ هو الذي يحكم في النهاية وهو الذي يقرر أن أراد أن يقرأ هذا الصحيفة أم تلك... كل ذلك بسبب التنوع الحاصل في الصحافة المكتوبة وخير شاهد على ذلك واقعة أزمة انقطاع الكهرباء عن البلاد أو ما يعرف بـ «الاثنين الأسود» التي عكست الاختلافات بين الصحف المحلية وكيفية تتناولها للحدث من وجهة نظرها.
للأسف لم يؤثر هذا التغيير على باقي وسائل الإعلام الأخرى مثل الإذاعة والتلفزيون وحتى وكالة الأنباء البحرينية التي لاتزال أسيرة «الرسميات» في أخبارها من دون سبق أو تميز يلحظ.
أن نفس الابتداع مات في نفوس العاملين في هذه الجهات بسبب غياب المنظومة الإعلامية والاستراتيجية المواكبة لاجواء الانفتاح بعكس ما نتلمسه في واقع الصحافة المكتوبة.
أن كانت هناك نية للاستعانة والاستفادة من خبرات الفضائيات الأخرى مثل «العربية» التي يتردد اسمها هذه الأيام داخل أروفة وزارة الإعلام... فهل يعني أن عدوى ما طرأ في «المكتوب» سينقل إلى «المرئي» و»المسموع»؟ يعني هل ستواكب نشرة الأخبار في فضائيتنا الفضائيات الخليجية الرسمية الأخرى كأبوظبي الإماراتية والإخبارية السعودية، والأخيرة كانت قد استعانت بـ «العربية» للتطوير...؟ هل الأخبار المحلية الرسمية لن تأخذ نصف ساعة في كل نشرة أخبار.
كلها تساؤلات نوجهها إلى المسئولين المعنيين خصوصا ان البحرين نالت ثقة المجتمع الدولي في الكثير من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية... وبمناسبة دخول «الوسط» عامها الثالث اليوم... نأمل كصحافيين وإعلاميين أن تتغير الإستراتيجية الإعلامية بشكل عام على غرار صحافتنا... فقليل من الجرأة وقليل من الابتكار هو ما يتطلع إليه أهل البحرين وليس فقط الاستفادة من خبرات الغير لاننا لو لم نواكب التغيير فأن ذلك أهدار للوقت وللمال... أليس كذلك؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ