مع هذا اليوم تكمل «الوسط» عامها الثاني منذ أن انطلقت في 7 سبتمبر/ أيلول ,,2002. عامان يكتملان على «الوسط» وهما من أفضل ما وفقني الله للعمل فيه... بدأ النشاط التأسيسي من خلال مجموعة آمنت بمشروع صحافي يواكب الحركة الإصلاحية التي دشنها جلالة الملك... مشروع يعتمد الاستقلالية في التغطية الصحافية ويرفع راية «السلطة الرابعة» بمسئولية وطنية وإيمان راسخ بأن البحرين كانت الأولى في هذا المجال وتستحق أن تكون الأولى على الدوام.
من هو الصحافي؟ وما هي الصحافة؟ واية صحيفة نريد؟
اسئلة كثيرة كانت تطرح نفسها على المشروع، ولو أن هذه الأسئلة بحثت عن أجوبة في النصوص القانونية والأعراف آنذاك لما تحركت الجهود الخيرة خطوة واحدة.
لقد آمن المؤسسون بأن الممارسة هي الأساس واعتمدوا على الطاقات البحرينية، مع دعم استراتيجي من طاقات عربية اختيرت خصيصاً لتدشين مشروع «الوسط».
فترة التأسيس استمرت ستة أشهر، كانت فرق العمل تنشط كخلايا نحل على جميع الجهات، هذا في الوقت الذي كانت أعمال البناء والإنشاءات وإزعاج أصوات المطارق تقرع آذان العاملين في كل الأقسام من الإعلان إلى التحرير، ومن الإنتاج إلى التوزيع، ومن الدعم الإداري إلى الأرشيف إلى كل مرفق آخر كان يتأسس وينمو بسرعة.
أيام وساعات مضت بسرعة، وانتهت الستة أشهر التأسيسية بولادة الأعداد الصفرية ثم انطلاق «الوسط» في السوق...
ما هي الآمال؟ وهل تحققت؟ هذه هي الأسئلة التي تنهال عليّ وأقلبها في ذهني هذه الأيام...
البداية كانت بحماس منقطع النظير من المؤسسين ومن المشاركين في الجهود... وهو حماس لم يهبط مستواه، بل انه في ازدياد.
تعلمنا الكثير خلال عامين من العمل المتواصل، ربط الليل بالنهار، والنهار بالليل، في دورة عمل تستمر طوال ساعات اليوم من دون انقطاع. تعلمنا أن الصحافي «ضمير الأمة» ونجاحه يعتمد على بقائه مخلصاً لأهداف أمته وبلده... تعلمنا أن الناس تدعم الإخلاص وتتفهم الحدود التي تمنع الصحافي من الصعود إلى مستويات أعلى في بعض الاحيان... تعلمنا أن أهل البحرين مجتمع غني في كل جانب لو قورن بدول متقدمة... شعب يتفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية والعربية، ويتفاعل مع قضاياه المحلية، ويتذوق المقال والخبر والتحليل، وينتقد ويمدح بانطلاق وبروح مرحة تستخدم النكتة للتخفيف من ضغوط الحياة ومتطلباتها.
الصحافيون في «الوسط» يبدأون بدايات متواضعة وخلال أسابيع يصعدون كالنجوم اللامعة... التنفيذيون والممارسون للأعمال المختلفة يعملون بكل إخلاص واجتهاد ويحققون لأنفسهم النجاح، ومن خلال ذلك يخلقون النجاح لـ «الوسط»... فهم مثال رائع ومتطور للعمل بإخلاص من خلال ثقافة الفريق الواحد المستشعر للمسئولية والمبدع باستمرار...
سنتان تنقضي بسرعة، والطموح يزداد مع ازدياد جهد وإبداع كل من ساهم ويساهم في النجاح الذي انتشر إلى خارج «الوسط» من خلال المنافسة التي انتعشت مع انتعاش أجواء الانفتاح.
قبل سنتين لم يكن الخبر الأول سوى ما يقدمه «مظروف» وزارة الإعلام الرسمي... أما اليوم فإن الخبر الأول والثاني والثالث هو ما تقرره كل صحيفة لاجتذاب جمهورها... فشكراً لكل القراء الذين هم سر النجاح، وشكراً لكل من عمل لانجاح المشروع ممن قدم ما استطاع تقديمه، ويستعد لتقديم المزيد... شكراً لكم جميعاً
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 731 - الأحد 05 سبتمبر 2004م الموافق 20 رجب 1425هـ