يقولون إنه اللاعب رقم (12) في لعبة كرة القدم، وانه اللاعب رقم (7) في لعبة اليد والطائرة والسلة، وانه العنصر الذي يساهم بشكل كبير في رقي ونمو وتطور المسابقات المختلفة على حد سواء.
انه الجمهور، فهو الذي يعطي المنافسة الحماس، وهو الذي يزيد من عزم اللاعبين ويشد من أزرهم وتحقيقهم الفوز، وهم الذين دائما ما كنا نسمع أن اللاعبين يسعون إلى الفوز من أجل إسعاده.
الدرس الثالث الذي نستفيده من دورة الألعاب الأولمبية التي اختتمت أخيراً في أثينا هو للجمهور الذي يعتبر بلا شك عصب اللعبة في كل الدول التي تمارس الرياضة بشتى أنواعها.
لقد رأينا كيف كان الجمهور اليوناني مؤثرا جدا على منافسات الألعاب الأولمبية وكانت المقاعد الخالية واضحة في كثير من المباريات النسائية وخصوصا كرة القدم، ولكن على العكس كان الجمهور فعالا في منافسات الرجال وشجع بكل ما اوتيت من قوة وحماسة.
لقد رأينا كيف كان الجمهور المختلف الأصناف والألوان ومن بلدان شتى يجلسون إلى جانب بعضهم بعضاً من دون أن يكون لذلك أي خطر على المباريات في أن يتشابك جمهور الفريقين في المدرجات، ومن دون أن يضع المنظمون إلى جانبهم رجال الشرطة لمنع حدوث ذلك، كما لم يضع المنظمون أسياجا تحيط الملعب من أجل منع الجمهور من الدخول لضرب الحكم أو اللاعبين أو غيره.
هذا هو التشجيع الصحيح والنموذجي الذي يرفع مستوى اللعبة ويطورها، ذلك أن الجمهور كان يعرف أن مشاهدة المباراة هي من أجل تشجيع الفريق أولا، والترفيه عن النفس ثانيا من أجل الابتعاد عن المشكلات التي تحيط بالإنسان من كل صوب.
لو افترضنا أننا عملنا في مسابقاتنا على وضع مقاعد جمهور الفريقين إلى جانب بعضهما، أو أن نلغي السياج المحيط بملعب المدينة والاستاد الوطني وكذلك في الصالة الرياضية بالجفير لجعلنا نتساءل هل سيخرج الجمهور واللاعبون والحكام كذلك من المباراة سالمين، لأن التشجيع في بلدنا يشابه ما يحصل في الكرة الإنجليزية، ألا وهو التشجيع المتعصب، الذي يجعل الفرد في حال غير طبيعية نتيجة لعبه مع ناد منافس له بشكل دام.
هذا بالتأكيد يذكرنا بما حدث في الموسم الماضي من حوادث مؤسفة في جميع المسابقات، وكيف عانت الفرق مسئولية من القرارات التي توقعها الاتحادات على الأندية التي قد لا تكون هي السبب.
ونحن مقبلون على الدخول في معترك المنافسات في اللعبات المختلفة، نتمنى أن يكون الجمهور استفاد جيداً من إحدى الدروس التي قدمها جمهور أثينا، علنا نخرج من الموسم المقبل بصفحة بيضاء ناصعة خالية من الشوائب
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 730 - السبت 04 سبتمبر 2004م الموافق 19 رجب 1425هـ