العدد 728 - الخميس 02 سبتمبر 2004م الموافق 17 رجب 1425هـ

دروس من أثينا... للجهاز الفني

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لك أن تشاهد أيها المشاهد بالعين التي تراها مناسبة إلى منافسات الألعاب الأولمبية التي اختتمت الأسبوع الماضي في أثينا، ولك أن تتمتع بمشاهدة المنافسات القوية والمباريات الحاسمة والمصيرية، ولك أن تشاهدها من أجل مضيعة الوقت، لكن هناك من يتابع ذلك من أجل هدف هو أبعد من مجرد المشاهدة. الدرس الثاني التي يمكننا أن نتعلمه من أثينا هو للأجهزة الفنية والإدارية المسئولة عن أي فريق، خصوصا من أهمية الدور الذي يلعبه المدرب وحتى مدير الفريق في لعب دور مهم في ترجيح كفة فريقه على منافسيه، إذ نأمل من المدربين أن تكون استفادتهم من الدورة الأولمبية بالشكل الإيجابي الذي يساهم في رفع مستوى فكر المدرب وجهازه الفني والذي بالطبع سيعود بالفائدة على المدرب بالدرجة الأولى ومن ثم اللاعب والدوري الذي يلعب فيه، فتقوى المنافسة بقوة المدرب وتوجيهات التي ربما يكون بإمكانها قلب موازين المباراة. والأمثلة عن ذلك كثيرة، ولنا أن نستعرض بعضا منها، فقد رأينا كيف استطاع مدرب الفريق الكرواتي لكرة اليد من قلب تأخره في المباراة بتوجيهاته التي كان لها السر في الفوز على رغم قوة الفريق الألماني وحنكة مدربه أيضا، إذ اختلف أداء الفريق في الشوط الثاني عنه في الأول وطبق عملية الدفاع والهجوم بالشكل الممتاز الذي مكنه من الخروج فائزا، وهذه هي ميزة المدربين، ولنا أن نستذكر مدرب البرازيل لكرة الطائرة وماذا فعل في المباراة النهائية التي فاز فيها على فريق إيطاليا بثلاثة أشواط لشوط واحد على رغم خوضه مباراة ماراثونية قبل أيام قليلة من المباراة النهائية والتي بالتأكيد عرف كل منهما نقاط ضعف الآخر، لكن المغزى كيف استفاد المدرب البرازيلي من هذه الأخطاء من أجل الفوز وإنهاء المباراة من دون تكرار الموقف السابق.

أن كانت هذه الأمثلة لمدربين في ألعاب جماعية، فلنا أن نقدر ما قام به مدرب العداءة رقية الغسرة طاجين من العمل على تحسين مستوى العداءة وهذا ما أظهرته في مجموعتها القوية وخروجها من السباق برقم شخصي جديد ومركز خامس جيد خصوصا مع أول مشاركة قوية للغسرة بعيدا عن البطولات العربية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. إن فكر المدرب الواضح والاستراتيجية التي يعمل بها مع لاعبيه في المباريات أمر مهم من أجل تحقيق انسجام كامل يؤدي إلى العمل كالجسد الواحد، فشعور المدرب كأنه الأخ الأكبر للاعبين يجعل الأمر سهلا على كل الأطراف وخصوصا المدرب في فهم اللاعبين لفكره، وسعادته خير دليل على ذلك، إذ شوهد مدرب اللاعب المصري الفائز بالميدالية الذهبية في المصارعة سعيدا بفوز لاعبه الذي قام بطرحه أرضا من باب الفرحة، أو ذلك المدرب الألماني للفروسية وكيف قذف به أفراد فريقه في بكرة الماء وهم سعداء بفوزه. إن هذا ما يزيد من عمق العلاقة بين اللاعب والمدرب والذي سيؤدي بلا شك للنتائج المرجوة وهذا هو المطلوب

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 728 - الخميس 02 سبتمبر 2004م الموافق 17 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً