قامت مجموعة من المسلحين الشيشانيين والأنغوش وأبناء بعض القوميات الأخرى أمس الأول باحتجاز مئات من الطلاب والمدرسين في مدرسة بيسلان في أوسيتيا الشمالية الواقعة في جنوب روسيا. وتهدف هذه المجموعة من هذه العملية إلى الضغط على الحكومة الروسية لإطلاق سراح بعض المعتقلين في أنغوشيا وأن تنسحب روسيا من الشيشان.
وذكرت قناة «الجزيرة» أمس أن المجموعة التي قامت بعملية احتجاز الرهائن هي المجموعة الثانية لما يسمى فرقة «شهداء رياض الصالحين» التي قامت الفرقة الأولى منها في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 بعملية المسرح في موسكو.
وجميعنا يتذكر كيف انتهت «مأساة» تحرير مسرح موسكو، فقد راح ضحية التحرير باستخدام الغاز الروسي الصنع الجديد مئات من المحتجزين إضافة إلى الخاطفين.
وعلى رغم الأهداف التي يطلقها الأشخاص الذين يقومون بهذه العمليات والهدف من ورائها وأهميته، إلا أنه لا يجوز توريط المدنيين في الصراعات بين المنظمات والدول أو الدول الساعية للاستقلال والدول المسيطرة لأن المدني في النهاية سيكون مجرد ضحية يهدر دمه، إذ إن الدولة «القوية» لن تفكر كثيراً في الأرواح بقدر تفكيرها في مصالحها والحفاظ على جبروتها وعدم الرضوخ للمطالب وإن كانت «مشروعة». وهذا ما حدث فعلاً في «مأساة» المسرح وغيرها من حوادث الصراع الروسي - الشيشاني، وهذه حلقة في الصراع السياسي الفكري الديني الممتد والذي لا يبدو أنه سينتهي قريباً.
فهل ستكون نهاية تخليص رهائن مدرسة بيسلان، كنهاية تخليص رهائن مسرح موسكو، ويدفع الأبرياء ثمن الصراع؟ محتمل جداً
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 728 - الخميس 02 سبتمبر 2004م الموافق 17 رجب 1425هـ