كان يوم أمس الأول استثنائيا بمقياس الأيام التي سبقته، فعلى رغم الأوضاع التي كانت متفجرة في العراق، تحول الصراع إلى محاولات كسر عظم وفرض إرادات. كما أن الساحة الفلسطينية كانت مستقرة نوعا ما على رغم إضراب الأسرى الفلسطينيين.

فلسطينيا عادت عمليات التفجير الاستشهادية وطالت هذه المرة وبعد غيبة حافلتين في بئر السبع أسفرت عن مقتل 15 وإصابة 80 من الركاب والمارة. وتبنت حركة «حماس» العملية باعتبارها تجيء انتقاما لقتل قوات جيش الاحتلال لكوكبة من قادتها السياسيين في الفترة الماضية.

في العراق وفيما ضجت الساحة العالمية والعربية والإسلامية على وجه الخصوص جراء إقدام جماعة ما ولأهداف غير معقولة بخطف صحافيين فرنسيين بحجة الضغط على باريس لإلغاء قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس، فوجئ العالم بإقدام جماعة أخرى بإعدام 12 رهينة نيبالية كانت تحتجزهم منذ مدة دفعة واحدة لان بلادهم رفضت سحب قواتها من العراق.

روسيا التي اعترفت بعد حين بان تحطم طائرتين للركاب في يوم واحد الأسبوع الماضي كان بسبب عمل إرهابي صدمت وهي تستضيف قمة ثلاثية يحضرها إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، بوقوع عمل إرهابي وانتحاري في وسط العاصمة (موسكو) أودى بحياة ثمانية أشخاص وأصاب العشرات بجروح كمحصلة أولية.

أكثر من عشرين نفساً بشرية ازهقت في يوم واحد جراء سياسات وأفكار متباينة لكن تبقى حقيقة أن يكون الأبرياء ضحايا لعبة الكبار غير مبررة لجميع الناس باعتبارها عملاً غير إنساني