العدد 727 - الأربعاء 01 سبتمبر 2004م الموافق 16 رجب 1425هـ

«اجتنبوا المكسرات والمخدرات»

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

بالنسبة إلى المخدرات فإن كل إنسان عاقل يتجنبها، ولوحات «لا للمخدرات» مرفوعة في كل مكان، وحملات التوعية الخاصة باجتناب المخدرات كثيرة وكثيرة ومختلفة، إلا أن ما يُحيِّر المرء فيه هو اجتناب المكسرات!

فالمكسرات بمفهومنا المحلي وفي بعض الأقطار الخليجية هي الفستق (البستك) والبيدان والجوز وما شابه ذلك، مما يغطي لبه قشر ينبغي إزالته للتلذذ بطعم اللب (الصلم)... والمكسرات غنية بالبروتينات المغذية وتستخدم بشكل كبير في مناسبات الأفراح ويوصى بها للمتزوجين الجدد، أما عن اجتنابها فعلى القارئ أن يسأل خطيب مسجد «محطة اليوبي» على طريق المدينة المنورة - مكة المكرمة، أو سؤال أحد أبناء عمومته في البحرين، ليعرف سبب اجتناب المكسرات، فالخطيب هو صاحب دعوة اجتناب المكسرات!

والخطيب رحمنا الله وإياه قدم حرف الكاف على السين، وبدلاً من المسكرات أصبحت المكسرات... وأخذ يكرر المكسرات... واجتنبوا المكسرات، وتحدث عن حرمة المكسرات كثيراً! أحد الشباب السعوديين همس لصاحبه، بعد انتهاء الخطبة مازحاً، ماذا بها المكسرات هل دخلت على خط الحرمة الدينية؟ وكانت إجابة زميله: لا أعلم، ولم أفهم الخطبة من أولها إلى آخرها! ومن مفارقة القدر ان هذا الأخ السعودي أحد أخواله من الخطباء المشهود لهم بالكفاءة ولكنه ممنوع من الخطابة لأنه يدعو على الأميركان... ويستجلب مكانه هذا الآسيوي الذي يقلب الحروف فينقلب المعنى رأساً على عقب!

وهذا الخطيب نموذج من الخطباء المفلسين الذين تتلى عليهم خطبهم أو تكتب، لا فرق هنا إذ الموجه واحد، ويقومون بترديدها كالبلهاء، وقد يكون من أخطأ ليس الخطيب بل الذي كتب له الخطبة! وهذا الخطيب الآسيوي لم يكلف نفسه عناء قراءة الخطبة مرة واحدة وإلا لاكتشف الخطأ اللغوي الذي كرر الوقوع فيه مرات عدة.

مثل هؤلاء الخطباء أو خطباء الهواتف النقالة الذين لا يكفون عن التحذير من «المسجات» والأفلام التي تصورها بعض الأجهزة الجديدة ونظام البلوتوث، وهؤلاء كثر في البحرين وليس في الدول القريبة فقط، فخطيب يخصص خطبة الجمعة، والتي يتجمع فيها المسلمون وتعتبر مظاهرة إسلامية واعتصام في المسجد، تنتظر الأمة من هذا الخطيب أن يوجهها في الأمور العظيمة وقضايا الأمة المُلحة... فيقف الخطيب على منبر رسول الله (ص) ليخطب في الناس عن الهواتف النقالة «والمسجات»، حتى وصلت رسالة إلى الناس مفادها أن خطورة الهواتف النقالة أكبر أثراً وأشد فتكاً من الصواريخ النووية الإسرائيلية الموجهة إلى العواصم العربية!

خطب المكسرات لا تختلف كثيراً عن خطب الهواتف النقالة ومسجاتها ومخاطرها، فهذا هو نتاج العقلية المسطحة، والتي لا نتوءات أو إشعاعات فكرية بعيدة المدى تصدرها للعالم الذي حولها، وعوضاً عن تحذير الأمة من المخاطر الحقيقية التي تواجهها يقوم هؤلاء الخطباء بتخدير عقول الناس وصرفهم عن التفكير في المخاطر الحقيقية التي تواجههم.

والسؤال الذي يطرح نفسه على هؤلاء الخطباء: ماذا قدمتم إلى الأمة طوال المدة التي قضيتموها على منبر الرسول (ص)؟ ما هو موقف ونظرة أبناء المسلمين وشبابهم بشأن دينهم إذا ما سمعوا تلك الخطب؟ فالناس وهمومهم وقضاياهم في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر تهيمون

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 727 - الأربعاء 01 سبتمبر 2004م الموافق 16 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً