لم يكن الليل
هامساً كما عهدته
كان فحيحاً
يتدثّر بالضجر...
لم يكن مراهقاً كقهوتي
كان قليلاً
على القلب
يكاد مساؤه
لا يغطّي ارتباكة الشجر
لم يكن بطول قامتي
كان قصيراً
لا يكفي... حتى لإعداد كوب من السهر...
لم يكن الليل ليلاً
بل كان
دمعة في نهر
أفق يتهيأ للصلاة
تمشي
كأنها تسوق أمامها
رتلاً من القطا
كأنها تدسّ في الكلمات
تفاصيل المطر...
ترفع السماء عن جفنيها...
لتراها النجوم...
وتستخير خطاها...
تمشي
فتنحني الشرفات
لتسمع هسيس صمتها...
تمشي...
كأنها الأفق
يتهيأ للصلاة
ريش الأعذار
تجهّش في بهو النّص
فيخرج
الشاعر من فم القصائد
تجهش
فيرقب السطر مآل فتية تساقطوا
ببطء الذاكرة
تجهش بالبكاء
فيوشك الكلام أن يصير حماماً
يلهو بهديل الأفق
لئلا يخذله
ريش الأعذار
قبل دخول التجربة