العدد 726 - الثلثاء 31 أغسطس 2004م الموافق 15 رجب 1425هـ

دروس من أثينا... للجمهور

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يساورني شعور بشأن ما إذا استفاد المعنيون بالرياضة من الدروس الكثيرة التي قدمتها دورة الألعاب الأولمبية التي اختتمت أخيراً في أثينا، سوا للاعبين أو الجمهور أو حتى الحكام وكذلك المشاهد الرياضي والمسئول في النقل التلفزيوني.

وسأبدأ اليوم بالحديث عن الدرس الأول وهو إلى اللاعبين أولاً وهم العنصر الأساسي الأول لممارسة الرياضة بشتى أنواعها. لقد رأينا في لاعبي الدورة الأولمبية أموراً كثيرة تمكن أي لاعب من النهوض بمستواه والصعود عالياً إلى عالم المشاهير، فالصبر والشجاعة والعزيمة وعدم التهاون في الخصم وتعاون الفريق بأكمله والعطاء بكل صدق وغيرها الكثير من أجل الخروج على أقل التقادير بالمنافسة على المراكز الأولى حتى ولو لم يفز اللاعب بأية شيء، فسيكون خالداً في ذاكرة الأيام وسيتحدث الجميع عنه وعن ما صنع.

ولكي نربط الكلام النظري بالواقع العملي لابد لنا أن نتذكر بعض الأمثلة عن ما نقول، فها هو الصغير السن والكبير الفعل السباح الأميركي فليبس عمل المستحيل وحصد الميدالية تلو الأخرى، وكل ذلك جاء بفضل العزيمة التي ظهرت للملأ منذ أول مشاركة له في الأولمبياد، وعدم تهاونه بمنافسيه الذين كانوا أبطالاً سابقين أمثال الأسترالي أيان ثورب إذ تمكن من الانتصار عليهم، ولنا في عدائنا المغربي هشام الكروج مثالاً آخر ضربه لنا في العزم والإرادة القوية الصلبة التي لا تتزعزع إذ حقق الإنجاز الصعب وأصبح أفضل رياضي عربي في الوقت الحاضر.

ليس فقط ما نستفيده العزيمة والصبر وغيرهما مما سبق ذكره، فهناك الاستفادة من الخطط التكتيكية التي تلعب بها الفرق من أجل الفوز ولنا أن نستذكر مثلاً فوز الفريق الكرواتي لكرة اليد على الألمان في المباراة النهائية بعدما كانوا هم المتأخرين، ونرى كيف تأتي الأهداف بحرفنة كبيرة تتطلب الجرأة والشجاعة، فلاعبو الجناح على سبيل المثال كانوا يسجلون من أوضاع صعبة وتغلبوا على الدفاع والحراسة القوية وسجلوا من زاوية الصفر الصعبة، لأن ذلك يحتاج إلى تعود على الجرأة في الدخول والتصرف الصحيح في الكرة، أيضاً يمكننا أن نتذكر كيف قدم الحراس مباريات ولا أروع من دون خوف والثبات أمام الهجمات الخطيرة.

نتذكر أيضاً كيف حدثت بعض المناوشات بين بعض اللاعبين في المباراة، لكنهم خرجوا في الأخير مقتنعين بالنتيجة مصافحين الخاسر والغالب معاً من دون وضع الحواجز، كل ذلك يتطلب اللعب بصدق وروح رياضية من أجل تقديم الصورة الجيدة عن اللعبة التي يمارسها

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 726 - الثلثاء 31 أغسطس 2004م الموافق 15 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً