العدد 2789 - الأحد 25 أبريل 2010م الموافق 10 جمادى الأولى 1431هـ

الحجاب في كوسوفو يعيد قضية علمانية الدولة إلى الواجهة

الطالبةآريتا حليمي         (أ.ف.ب)
الطالبةآريتا حليمي (أ.ف.ب)

أثار رفض شابة كوسوفية نزع حجابها في المدرسة ومنعها من ارتياد المدرسة جدلاً حاداً بشأن الطبيعة العلمانية للدولة الجديدة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها.

وتروي الشابة آريتا حليمي البالغة الـ 17 من العمر كيف تم إبلاغها في يناير/ كانون الثاني أنه لا يمكنها دخول مدرستها في فيتينا في شرق كوسوفو قرب بلدة دروبيش حيث تقيم أسرتها.

وصرحت لوكالة «فرانس برس» أن «عناصر الأمن قالوا لي أنه لا يمكنني دخول المدرسة بالحجاب». وأضافت «قالوا لي إنهم تلقوا التعليمات من مدير المدرسة. ورفضت نزع الحجاب ومذذاك لم أتمكن من العودة إلى المدرسة».

ووحدها آريتا بين شقيقتها الأربع ترتدي الحجاب.

ورغم صدور قرار من المحكمة لصالحها ترفض المدرسة السماح لاريتا بالالتحاق بالحصص الدراسية مشيرة إلى أن دستور كوسوفو يفصل بوضوح الدين عن الدولة.

وقال مدير مدرسة فيتينا، فهري كريمي «دولتنا علمانية ونحن نحترم الدستور».

ومنعت طالبات أخريات من دخول المدرسة لرفضهن نزع الحجاب، إلا أن حالة آريتا هي الأولى منذ إعلان استقلال كوسوفو في فبراير/ شباط 2008.

وهذا ربما هو سبب إثارة موقف الشابة جدلاً كبيراً لأنه يتجاوز حالة آريتا ويتعلق خصوصاً بعلمانية دولة كوسوفو.

وتتخذ الشخصيات السياسية والدينية والصحافيون والحقوقيون والمتخصصون في علم الاجتماع مواقف مختلفة من هذا الملف.

ويدعم البعض سلطات كوسوفو في هذه القضية ويذكرون بأن الدستور ينص على أن كوسوفو دولة «محايدة في المسائل الدينية».

ويشدد أنصار آريتا من جانبهم على الحق في حرية المعتقد والتعليم مؤكدين أن القضاء وقف إلى جانب الشابة.

وبحسب خبير علم الاجتماع الكوسوفي، فاضل مالوكو فإن واضعي دستور كوسوفو كانوا على عجلة من أمرهم في التأكيد على علمانية البلاد «تفادياً لأي اتهامات بالسعي إلى إقامة دولة إسلامية».

ونادراً ما ترتدي الشابات والنساء الحجاب في كوسوفو، و خصوصاً في المدن.

وفي فيتينا الآراء متضاربة بشأن قضية آريتا.

وقال الإمام المحلي، فهيم عباسي «إنه مساس بحقوق الإنسان. الحجاب ليس رمزاً بل أنه إلزامي للمؤمنين».

لكن المدرسة ترفض الانتقادات الموجهة إليها.

وقال مدير المدرسة «لم نرفض لها حق التعليم لأنه في وسعها تقديم الامتحانات».

أما آريتا فتبقى في منزلها وترتاد المسجد حيث تدرس القرآن.

وتنوي آريتا تقديم امتحانات نهاية السنة. وقالت «لا أريد نزع الحجاب لأنه جزء من هويتي».

ويؤيد بعض زملاء آريتا عودتها إلى المدرسة لكن البعض الآخر يعارض ذلك.

وقالت مغدالينا (18 سنة) «أعارض عودتها إلى المدرسة لأنه في هذه الحال سيرتدي الجميع الحجاب في المدرسة التي ستتحول إلى مؤسسة تربوية دينية».

وذكرت آماندا أجوازي (18 سنة) «إذا سمح لها بارتداء الحجاب سيضع آخرون الصليب وستظهر الخلافات».

ويؤكد مراقبون في فيتينا أن السلطات المحلية همها الأول هو عدم زعزعة العلاقات بين الغالبية المسلمة والأقلية الكاثوليكية.

وقال الصحافي إبراهيم صفي الدين إن «هاتين المجموعتين تعيشان جنباً إلى جنب دون وقوع أي حوادث طائفية».

العدد 2789 - الأحد 25 أبريل 2010م الموافق 10 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:58 ص

      حتى لو تبرأ المسلمون من الأرهاب ما هو الضمان أن يسمح بالحجاب ؟

      المسلمون الذين يعيشون في الغرب ليسو كلهم من الوهابيين، فمنهم من هو متحول إلى الإسلام، ومنهم الصوفي، و منهم الشيعي و هؤلاء كلهم مشمولين بالمنع، و حتى لو تبرأ المسلمون من الأرهاب و تبرأت الفتيات المعتدلات من الأرهاب ما هو الضمان أن يسمح بالحجاب ؟ أما النقاب فليس من الحكمة لبسه في الغرب.

    • زائر 12 | 4:11 ص

      بو جاسم(السلفية والنقاب الأرهابي)

      أخواني لننظر للمسألة من ناحية أخرى بعيداً عن شوشرة المتأسلمين ذو الحناجر الحمارية ولنسأل:
      1-لماذا الغرب الآن يريد منع النقاب والحجاب ويكره المسلمين؟
      الجواب بسبب إرهاب الوهابية وتفجيراتهم للقطارات والطائرات والأنفاق هؤلاء هم العدو الأول للمسلمين وليس الغرب الذي يريد أن يدافع عن مواطنيه من إرهاب دموي متطرف أرهابي سلفي!
      المشكلة هي السلفية الوهابية وتغطيتهم من قلة قليلة من السنة المنخدعين بهم وبنفاقهم.
      الحجاب والنقاب ليس إلا مرحلة ستتبعها مراحل أن لم يتبرأ المسلمون من الأرهاب الوهابي

    • زائر 11 | 3:41 ص

      وا مصيبتاه

      لقد أعطيتم الدول الدينية و الأوصولية صكاً بالبراءة إلا أن يكون فرض الحجاب على جميع النساء تعديا على حريات النساء باسم العلمانية مرة أخرى, فالعلمانية هي الحكم لأن كل ما يفعله المليح مليح.

    • زائر 10 | 3:29 ص

      وا مصيبتاه

      الدولة العلمانية تحظر الحجاب لأنها علمانية هل معنى ذلك أن العلمانيين يوافقون و يباركون الدول الدينية مثل جمهورية إيران الإسلامية و المملكة العربية السعودية على فرض الحجاب على جميع النساء و طردهم من الدراسة، بل و ملاحقة المواطنين - بما يكفله القانون الديني - في كل ما يرونه مخالف للقانون الديني، و حظر جميع الأنشطة اللادينية.

    • زائر 9 | 3:26 ص

      وا مصيبتاه

      لقد أعطيتم الدول الدينية و الأوصولية صكاً بالبراءة إلا أن يكون فرض الحجاب على جميع النساء تعديا على حريات النساء باسم العلمانية مرة أخرى, فالعلمانية هي الحكم لأن كل ما يفعله المليح مليح.

    • زائر 8 | 3:25 ص

      وا مصيبتاه

      الدولة العلمانية تحظر الحجاب لأنها علمانية هل معنى ذلك أن العلمانيين يوافقون و يباركون الدول الدينية مثل جمهورية إيران الإسلامية و المملكة العربية السعودية على فرض الحجاب على جميع النساء و طردهم من الدراسة، بل و ملاحقة المواطنين - بما يكفله القانون الديني - في كل ما يرونه مخالف للقانون الديني، و حظر جميع الأنشطة اللادينية.

    • زائر 7 | 3:05 ص

      14 نور :: العداء للإسلام و معطياته

      تتشدق الدول الغربية بالعراقة و الحريات وهم من أشد الخصوم للإسلام و يحاربون الإسلام بكل وجوهه وخصوصاً رموز الإسلام كالحجاب و النقاب وغيرها من الرموز التي تدعوا المسلمات للحشمة و الوقار وبذلك تتعرى وجوه الكفار بحقدهم علينا كل يوم و لا حل نراه في الأفق فحكوماتنا الإسلامية لم تتكلم ولم تعترض ولم تشجب ولم تتفوه حتى بعدم القبول فهل تعتقدون بأن حكومات الغدر و الكفر سعيرون مسلمينا لديهم أي إهتمام و السلام على من عقل الكلام.

    • زائر 5 | 2:50 ص

      ما علاقة علمانية الدولة بالحجاب

      تذكروا أن أول دولة أصولية علمانية منعت الحجاب هي فرنسا، أسمته منع الرموز الدينية المبالغ فيها، أي حجاب الفتيات بكافة أشكاله، أما القلنسوة اليهودية والصليب المتوسط، فلا بأس، لأنها رموزاً دينية غير مبالغ فيها. قانون مفصل لرمز ديني واحد.

    • زائر 4 | 2:49 ص

      ما علاقة علمانية الدولة بالحجاب

      ها نحن أمام دولة كانت تعاني من استبداد الصرب و بطشهم، ضاقت أمام قطعة قماش على رأس فتاة، لماذا؟ للقضاء على الفكر الأصولي المتخلف، و إبعاد شبح الإرهاب، رغم صدور قرار من المحكمة يسمح للفتاة، و يقول مدير المدرسة : إن دولتنا علمانية ونحن نحترم الدستور، أي دستور هذا الذي يناقض قرار القضاء؟ بل إنه العقيدة و الدين العلماني. و الدولة التي تمنع فتاة من لبس ثوب قصير أو طويل، أو لبس حجاب أو نزعه ليست محايدة .

    • زائر 3 | 2:48 ص

      ما علاقة علمانية الدولة بالحجاب

      العلمانية هي ألا يكون للدين دخل في القانون و تشريعات الدولة، وهذا يعني أن الدولة لا تأمر و لا تنهى هن الحجاب، فما دخل علمانية الدولة في الحجاب؟ إذاً ماهي الحرية الشخصية؟ الأصولية هي الأصولية دينية كانت أم علمانية - كما يقول الدكتور محمد جابر النصاري – و ها نحن أمام الأصولية العلمانية للدولة، تباركها أصولية بعض المثقفين و المربين و الكتاب و رجال العسكر.

    • زائر 2 | 2:45 ص

      ما علاقة علمانية الدولة بالحجاب

      يراد استخدام العلمانية كعقيدة و دين ضد الحريات الدينية. إن لم يكن هذا هو الدين العلماني، فما هو الدين؟ فكما تغيض الفتاة بثيابها القصيرة الشخصية الأصولية، تغيض الفتاة بحجابها الشخصية العلمانية، ولو أجاز القانون الفتاتين، فما هو الدين إذاً؟

    • زائر 1 | 1:34 ص

      المسلمون من يناصرهم - عبدالكريم اللواما

      المسلمون الاغلبيه وحقوقهم ضائعه . لماذا لم يتم فصل المدارس الدينيه .والانتهاء من هذا الاحتقان الطائفي .

اقرأ ايضاً