العدد 2789 - الأحد 25 أبريل 2010م الموافق 10 جمادى الأولى 1431هـ

التوافق السياسي أو تدخل الملك السبيل لخروج تايلند من أزمتها

أفراد من شرطة مكافحة الشغب التايلندية يستخدمون الدروع لحمايتهم من المطر            (رويترز)
أفراد من شرطة مكافحة الشغب التايلندية يستخدمون الدروع لحمايتهم من المطر (رويترز)

يتحتم على تايلند أن تستعيد شكلاً من التوافق السياسي إن أرادت الخروج من الأزمة وتفادي فلتان الوضع والغرق مجدداً في أعمال عنف دامية سبق وشهدتها مرات عدة، هذا ما يراه المحللون والمتابعون للشأن التايلندي.

فمنذ الهجمات بالقنابل اليدوية الخميس (قتيل و85 جريحاً) وبعد معارك الشارع الدامية في 10 أبريل/ نيسان (25 قتيلاً و800 جريح) التي أغرقت المملكة في أحلك أوقاتها يفضل بعض العناصر في كلا الفريقين الحوار.

لكن الأسوأ لم يكن أبداً بعيداً.

فالمواجهات بين «القمصان الحمر» المعارضين للحكومة وقوات الأمن جنحت مرات عدة في دقائق معدودة إلى تبادل إطلاق نار دام.

وقال الباحث في معهد الدراسات حول جنوب شرق آسيا في سنغافورة، مايكل مونتسانو إن «هذه الأجواء الكرنفالية التي تحولت إلى عنف تأتي من مكان بعيد جداً»، مضيفاً أن «كل تايلند نراها هنا. وهناك دوماً كثير من العنف تحت السطح».

ومنذ قيام النظام الملكي الدستوري في العام 1932 شهدت البلاد العديد من الأزمات السياسية و18 انقلاباً عسكرياً أو محاولة انقلاب.

وينطوي تاريخ «بلد الابتسامة» العزيز على قلوب السياح على محطات دامية ومواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين، و خصوصاً في العام 1992 عندما اضطر الملك بوميبول أدولياديج الذي يعتبر شخصية أساسية لوحدة البلاد، للتدخل من أجل وقف الأعمال العدائية.

لكن هذه المرة لزم الملك الصمت. فهو موجود في المستشفى منذ سبتمبر/ أيلول ولم يتدخل علناً على الرغم من طلبات المعارضة.

واعتبر بول شامبرز من جامعة هايدلبيرغ الألمانية أنه «نظراً إلى ما تحظى به الملكية من احترام (...) يمكن للقصر أن يسهل عملية مقاربة نحو التوافق. ومن دون هذا التدخل فإن العنف قد يستمر».

ومنذ عقود تستفيد نخب بانكوك حول القصر الملكي، من ارستقراط وقضاة والقيادة العسكرية، من الازدهار الاقتصادي، فيما يحرم منه عامة الشعب في الأرياف بشمال وشمال شرق البلاد وقسم من سكان بانكوك ويعتبرون أنهم محتقرون ومهمشون.

وقد تعمقت الهوة مع بروز رئيس الوزراء الشعبوي السابق، تاكسين شيناوترا في بداية الألفية الثانية ثم إعادة انتخابه وإطاحته اثر انقلاب عسكري في العام 2006.

فباعتماده سياسة مواتية للفقراء في الشمال حيث ولد، أيقظ تاكسين شيناوترا ضميرهم السياسي. وعلى الرغم من اتهامه بالمحاباة والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان أصبح «النجم» الساطع في السياسة التايلندية.

وعلى الرغم من نفيه إلى الخارج بقي تاكسين شيناوترا في صلب النزاع. وقال مايكل مونتسانو أن «حقد تاكسين هو أخطر من تاكسين نفسه» لأن «الحكومة مقتنعة بأن تاكسين يقف وراء (الحمر) لا يوجد أي تسوية».

فضلاً عن ذلك فإن البلاد تخشى من صدامات مباشرة بين التايلنديين بعد استخدام القنابل اليدوية الخميس أثناء مواجهات بين متظاهرين مؤيدين للحكومة ومعارضين لها.

وقال جاك إيفانوف، من معهد الأبحاث المعاصرة حول جنوب شرق آسيا «عندما يتولى المواطن مصيره بنفسه لا يكون الأمر جيداً على الإطلاق».

لكن في الأيام المقبلة بإمكان الفاعلين السياسيين ترجيح كفة الميزان بين التوافق أم العنف؟.

وقال مايكل مونتسانو بأسف «هناك شعور في تايلند أنه إن سالت الدماء بشكل كاف سيتمكن الناس من الجلوس والتحادث. إن هذا ما هو بكل وضوح في رأس بعض الأشخاص».

العدد 2789 - الأحد 25 أبريل 2010م الموافق 10 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً