دعا النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس (الأحد) الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اتخاذ قرار استراتيجي باستئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون شروط مسبقة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شالوم تأكيده على ضرورة إرجاء مناقشة قضية القدس إلى مرحلة التسوية الدائمة بدلاً من جعلها شرطاً مسبقاً لاستئناف المفاوضات.

وفي وقت سابق، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقاء مع الموفد الأميركي إلى المنطقة جورج ميتشل عن الأمل في «تحريك» عملية السلام مع الفلسطينيين «في الأيام المقبلة».

من جهتها، أكدت كتائب «عزالدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في شريط فيديو أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط «سيلقى مصير الطيار الصهيوني رون آراد» الذي فقد في لبنان في 1982 إذا واصلت إسرائيل «مماطلتها»، مهددة بأسر مزيد من الجنود.

مواجهات في القدس والرئاسة الفلسطينية تنفي تلقيها عرض إقامة دولة مؤقتة

نتنياهو يتحدث عن قرار وشيك بشأن استئناف عملية السلام

القدس المحتلة، رام الله - أ ف ب، د ب أ

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بعد لقاء مع الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل أمس (الأحد) عن الأمل في «تحريك» عملية السلام مع الفلسطينيين «في الأيام المقبلة».

وصرح نتنياهو للصحافيين في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية «نريد أن نبدأ فوراً عملية السلام. الولايات المتحدة تريد ذلك أيضاً. آمل أن يكون لدى الفلسطينيين الرغبة ذاتها». وأضاف «سنعرف في الأيام المقبلة إذا تم تحريك عملية السلام».

من جانبه أكد ميتشل في بيان أن محادثاته مع المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت «مثمرة وإيجابية» دون مزيد من التفاصيل. وقالت مصادر فلسطينية إنه سيعود إلى المنطقة مطلع مايو/ أيار المقبل. من جهته، صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات لـ «فرانس برس» أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس دعي لزيارة الولايات المتحدة في مايو للقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما وأن عباس قبل هذه الدعوة التي لم يحدد موعدها بعد. إلا أن الجانب الفلسطيني ما زال حذراً بشأن استئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ نهاية 2008.

وقال عريقات إنه لا يتوقع أن تبدأ المفاوضات مع إسرائيل في الأيام المقبلة، موضحاً أن ميتشل سيعود بداية مايو لاستكمال الجهود لبدء المحادثات. وقال «محادثاتنا مستمرة مع الجانب الأميركي (...) إلا أننا لا نتوقع أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة خلال الأيام القليلة المقبلة».

وأكد أن «القيادة الفلسطينية تبذل كل جهد ممكن لإنجاح جهود الرئيس أوباما ومبعوثه ميتشل»، مشدداً على أن «نجاح الرئيس أوباما يعني الاستقلال والحرية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي». وقال إنه التقى ميتشل مرتين خلال مهمته هذه، موضحاً أنه «ستكون لنا لقاءات يومية مع نائبه ديفيد هيل».

واتهم عريقات إسرائيل بأنها «تحاول أن توهم المجتمع الدولي بأنها موافقة على المفاوضات لكن في الحقيقة أن الذي يعرقل بدء المفاوضات هو حكومة إسرائيل وممارساتها».

وأكد مجدداً أنه «سيصار إلى انطلاق فوري للمفاوضات إن توقفت كل النشاطات الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية». وأضاف «نريد أن تحقق مهمة ميتشل انفراجة حقيقية ونريد بدء المفاوضات غير المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي ونريد ترسيم حدود الدولتين».

وتابع عريقات أن «الذي نريده من الإدارة الأميركية هو أن تلزم حكومة إسرائيل بإعطاء فرصة للسلام والمفاوضات بوقف كل الأنشطة الاستيطانية». وأكد أن «المطلوب الآن هو أن تضمن إدارة الرئيس أوباما أن تكف إسرائيل عن كل استفزازاتها من خلال وقف شامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس ووقف هدم البيوت وتهجير السكان الفلسطينيين ووقف بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس في مستوطنة رمات شلوم».

ونفت الرئاسة الفلسطينية (الأحد) أن يكون نتنياهو قدم عرضاً للرئيس عباس عبر ميتشل لإعلان دولة بحدود مؤقتة. لكن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة أكد في تصريحات لصحيفة «الأيام» الصادرة في رام الله على أن الموقف الفلسطيني من أي طرح بإقامة دولة فلسطينية حدود مؤقتة «واضح ومعروف وهو الرفض».

وقال أبوردينة إن القيادة الفلسطينية ترفض الدخول في أية مفاوضات لا تشمل جميع قضايا الحل النهائي وتستثني مدينة القدس وأن أي عرض من هذا القبيل مرفوض. وأضاف أن «الدولة ذات الحدود المؤقتة تعني التنازل عن القدس وهو حل مرفوض ولن يِسمح لأحد بالقبول بمثل هذا الطرح إنه يعني تدمير القضية الفلسطينية».

من جهتها، أكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن «إسرائيل لم تطرح على القيادة الفلسطينية فكرة إقامة دولة بحدود مؤقتة بل عرضت عليها اقتراحاً آخر ينص على توسيع صيغة جنين النموذجية بمعنى تسليم الفلسطينيين المسئولية الأمنية عن أية منطقة يثبتون فيها قدرتهم على حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر إن «الجانب الفلسطيني لم يرد بعد على هذا الاقتراح». ومن جهته، رفض مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية في رام الله أمس خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة. وأكد المجلس برئاسة سلام فياض رئيس الوزراء رفضه القاطع لما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة وتمسكه بأسس ومرجعيات عملية السلام المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإصراره على إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة العام 1967 وعلى رأسها القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. وشدد المجلس على «الترابط بين مسارات المقاومة الشعبية السلمية المناهضة للاحتلال والاستيطان، ومسار الإعداد لقيام دولة فلسطين ومسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، مع كل الأطراف الدولية وفي كل المحافل، لضمان إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967».

في غضون ذلك، جرت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين رشقوهم بالحجارة (الأحد) قرب تظاهرة نظمها إسرائيليون من اليمين المتطرفة في حي سلوان العربي بالقدس الشرقية المحتلة. وجرت الاشتباكات على بعد مئات الأمتار من مكان التظاهرة التي رفع المشاركون خلالها الأعلام والقوا بياناً أكدوا فيه «السيادة اليهودية على المدينة بأكملها». ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو حدوث اعتقالات.

واستقطبت التظاهرة اليمينية اعتراضات من عدة جهات إسرائيلية من بينها حكومة نتنياهو الذي سعى إلى عدم تنظيمها.

كما قالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت أمس ستة فلسطينيين بينهم مسئول ملف القدس في حركة «فتح» حاتم عبدالقادر. وجرت الاعتقالات في وادي حلوة بمدينة القدس التي شهدت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أسفرت عن عمليات الاعتقال وإصابة شاب فلسطيني برصاصة مطاطية.

وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي توغل معززاً بعدة آليات عسكرية في محورين مختلفين من مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة.