اختتم منتدى باربار البيئي فعالياته أمس (السبت) في كل من دوحة ومحمية عراد بمحافظة المحرق، ومنتزه عذاري، بحضور نائب راعي المنتدى المدير العام للإدارة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية عادل الزياني، ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى البيئي الثالث 2010 علي حسن محمد، والعضو المنتدب لـ «منارة للتطوير» حسن البستكي، والرئيس التنفيذي لشركة مرسى السيف عبدالرحمن الجسمي، وعدد كبير من المسئولين والمختصين في الجانب البيئي وأعضاء المجالس البلدية وأساتذة الجامعات ومديري المدارس الثانوية المشاركة في فعاليات المنتدى.

وأشاد رئيس اللجنة العليا لمنتدى باربار البيئي الثالث علي حسن محمد، في كلمة له، بالتفاعل الكبير الذي حظي به المنتدى والفعاليات المصاحبة له والتي امتدت لخمسة أيام متتالية شهدت فيها أيام المهرجان العديد من الفقرات العلمية والترفيهية والمسابقات العلمية والثقافية والفنية وانتشرت أماكن الفعاليات في أكثر من محافظة، وشاركت الأسر البحرينية والمقيمة وكذلك الأجانب من الجنسيات الآسيوية والأوروبية والغربية الذين أشادوا كثيراً بفكرة قيام المنتدى على هذا النحو الذي أتاح الفرصة لعدد كبير من الناس في المشاركة وخاصة الأطفال وطلبة الجامعات والمدارس الثانوية والأسر.

وأضاف محمد «إننا في نادي باربار الثقافي الرياضي استطعنا استقطاب العديد من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والجهات العلمية والأكاديمية من أجل التحاور والتشاور فيما يخدم المملكة وفي أهم الجوانب المتمثلة في الحفاظ على البيئة، ومن خلال هذا المنتدى الجامع تمكنا أن نوجد أرضية كبيرة للتعاون والتكاتف معاً لتحقيق أهداف نادي باربار».

من جانبه نقل الزياني تحيات راعي المنتدى رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، وتهاني سموه باختتام المنتدى البيئي الثالث بنجاح، مشيداً بنادي باربار الثقافي الرياضي على الأعمال التي يقوم بها في ترقية المجتمع من خلال الحفاظ على البيئة والوقوف بقوة تجاه التحديات التي تواجهها.

الزياني: الشركات مسئولة عن حماية البيئة في جميع مراحل عملها

وقال الزياني: «نحن من خلال تعاوننا ورعايتنا لمثل هذه المنتديات البيئية نعمل على إشراك كل أفراد ومؤسسات المجتمع في المشروع الوطني الكبير وهو حماية وتنمية البيئة في الوطن، وفي قناعتنا الراسخة أن هذه الجهود تستلزم مشاركة الجميع، فالكل شريك ومسئول تجاه أي جزء صغيراً كان أو كبيراً، نحتاج إلى الصدق والمسئولية في العمل، فكل وزارة معنية بالأمور البيئية في مهمات وزارتها، والشركات مسئولة أيضاً في حماية البيئة والمحافظة على مواردها في جميع مراحل عملها، والمجتمع بأفراده ومؤسساته لهم الدور المهم كرقيب ومشارك فعال في السلوك والممارسات التي تناسب وتحمي بيئتنا المحلية والعالمية، كذلك نحسب أن الشركات الوطنية مطالبة بتحمل مسئوليتها تجاه هذا المجال الحيوي والمشاركات التي تمت في هذا المنتدى دلت على وعي وإدراك الشركات بدورها في حماية البيئة».

البستكي: سنشارك في فعاليات

المنتدى بالسنوات المقبلة

من جانبه قال العضو المنتدب لمنارة للتطوير حسن البستكي: «لاشك في أننا في المنارة للتطوير كنا أكثر سعادة من غيرنا بالمشاركة في رعاية هذا المنتدى البيئي المهم الذي أصبح من الفعاليات التي سنحرص على الاهتمام به في السنوات المقبلة، وقد استشعرنا أهمية هذه المشاركة من خلال الفعاليات التي أقيمت والفقرات المصاحبة لها العملية والثقافية والفنية وقد رأينا ازدحام الأسر في ساحل قرية باربار وازدحام الأطفال ومشاركتهم الفاعلة في الرسم والتلوين وكنا نرى الطلبة والطالبات يعملون بجهد شديد في وضع لمسة من إبداعاتهم على اللوحات التي وفرتها اللجنة الفنية لهم، كما رأينا المشاركة الفاعلة للمواطنين والمقيمين على حد سواء في الفعالية التي أقيمت بمجمع سيتي سنتر وما رافقها من أحساس بأهمية مشاركة كل أفراد المجتمع في مثل هذه المنتديات السنوية التي تعالج الهموم البيئية التي هي من أهم الهموم الوطنية ذلك لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتنا اليومية». وأوضح أن «الشركات التي تعمل في مجال التطوير العقاري يهمها في المقام الأول العامل البيئي ومن هنا نقول نحن في شركة المنارة العقارية نؤمن إيماناً قاطعاً بضرورة الحفاظ على البيئة والعمل بشكل حثيث لدرء الأخطار الناجمة عن الإهمال البيئي، وكما هو معروف أن العمل العقاري الحديث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمفاهيم المتطورة التي تجعل من البيئة أحد الأضلع الرئيسية في عملية الاختيار السليم للعقار والبيئة والمحيطة به، وإن المشاريع التطويرية التي تقام حالياً في المملكة تساهم في تطوير عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المدى البعيد وليس القصير فقط، كما تؤثر إيجابياً على توازن البيئة على المدى القصير بل مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، والأخذ في الاعتبار الطرق والأساليب الصحيحة بتطوير المشاريع التي يمكن أن تساهم وتعالج البيئة البحرية وتكاثر الثروة السمكية في المدى البعيد»، مشيراً إلى أن إقامة المنتديات المتخصصة في المجال البيئي تؤدي دوراً كبيراً في تثقيف المواطنين في التعامل مع البيئة التي تحيط بهم، والتعامل الأفضل مع الموارد الطبيعية التي بحوزتهم بالترشيد الأمثل لهذه الموارد والتعامل معها بحكمة في ظل تحديات تواجه العالم وخاصة فيما يتعلق بالمياه وصلاحيتها للاستخدام، والعمل على مكافحة كل الأسباب التي تؤدي للتلوث.

الجسمي: المنتدى يخلق تأثيراً

في المجتمع بضرورة الاهتمام بالبيئة

أما رئيس مجلس إدارة مرسى السيف عبدالرحمن محمد الجسمي فقال: «إن مشاركتنا في رعاية المنتدى البيئي الثالث 2010 فرصة للرعاية البلاتينية التي تنبع من قناعتنا الشديدة لكل الجهود الرامية للحافظ على البيئة، وقد سعدنا حقيقة بالمشاركة في هذا المنتدى البيئي الزاخر بالمشاركات العلمية والأكاديمية والفنية والثقافية، وبالشكل الذي يخلق تأثيراً قوياً في المجتمع بضرورة الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها».

ولفت رئيس مجلس الإدارة إلى أن «الاهتمام بالبيئة يمثل قمة الاهتمامات الوطنية في معالجة الانعكاسات السلبية التي بدأت تظهر بشكل كبير على مستوى كل بلد على حدة أو على المستوى العالمي من جهة أخرى، وهذا يتطلب تضافر الجهود عبر المنتديات المتخصصة والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية التي تتناول مشكلات البيئة والإجراءات التي يمكن اتخاذها لوقف التدهور البيئي عموماً، ويمكن القول إن البرامج والندوات والمحاضرات التخصصية التي تسلط الضوء للمحافظة على البيئة تأخذ شكلاً تصاعدياً وتهدف إلى إيجاد سلوكيات سواء كانت على صعيد الفرد أو المجتمع للتنبه إلى المخاطر التي تنجم عن الجهل المتعمد أو غير المتعمد للمشكلات البيئية».

وأشار الجسمي إلى أن الحركة الدؤوبة التي قامت بها اللجنة العليا المنظمة للمنتدى والتفاعل الإعلامي مع أطروحات نادي باربار الثقافي الرياضي حفزتنا للمشاركة في إقامة هذه الفعالية ذات الفائدة المجتمعية الكبيرة والتي يجني ثمارها الوطن والمواطنين، وقد شهدنا التفاعل الإعلامي والجماهيري مع كل الفقرات التي أقيمت ضمن البرنامج العام للمنتدى، الأمر الذي يشير إلى أن الخبرة والاحتكاك التي يحظى بها النادي قد مكنته من الأخذ بأسباب النجاح وأن يخرج المنتدى بهذه الصورة الجميلة.

الحواج: منتدى باربار البيئي

أحدث حراكاً بيئياً كبيراً

وفي كلمته في الحفل الختامي أكد رئيس الجامعة الأهلية عبدالله يوسف الحواج أن «منتدى باربار البيئي الثالث 2010 قد أحدث حراكاً بيئياً كبيراً شارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات العلمية والأكاديمية والأسر البحرينية والمقيمة والأجانب، وأعتقد أننا مطالبون بالاستفادة من حجم هذه المشاركات في مقبل الأيام»،

وعدّد الدكتور الحواج الإيجابيات الكثيرة لانعقاد منتدى باربار البيئي في هذا الوقت بالذات، وخصوصاً مشاركة الأسر والأطفال وطلبة الجامعات والمدارس الثانوية، مشيراً إلى أن الطلبة في هذه السنة أكثر حاجة لمعرفة المشاكل البيئية التي تواجه المجتمع البحريني، وأن المعرفة التي حصل عليها المواطنون من خلال فعاليات هذا المنتدى البيئي تساهم بقدر كبير في زيادة حالة الوعي البيئي بالنسبة للمجتمع بكامله.

وأشار إلى أن ثمة تحديات محلية وإقليمية ودولية كبيرة تدق ناقوس الخطر في الاحتفاظ بالبيئة سليمة ومعافاة من كل ما يتسبب في وجود أضرار على المواطنين في حياتهم اليومية.

وشدد رئيس الجامعة الأهلية على أهمية انعقاد المؤتمرات والملتقيات البيئية التي تقام في المملكة من فترة لأخرى ويشارك فيها الخبراء وذوو الاختصاص لمعالجة الأوضاع البيئية التي تعاني منها البحرين كسائر دول العالم بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث. وفي الصدد ذاته شهد كل من منتزه عذاري ودوحة ومحمية عراد مشاركة فاعلة للأسر والأطفال خصوصاً الذين تسلموا تذاكر الدخول المجانية لمنتزه عذاري حيث استمتعوا باللعب المجاني أيضاً وقضوا ساعات جميلة وقد بدأت من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الثامنة مساءً.

يشار إلى أن منتدى باربار البيئي الثالث 2010 دشن أعماله يوم الثلثاء الماضي برعاية الممثل الشخصي لجلالة الملك سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة وشهد حضوراً كبيراً من الجهات الرسمية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني وحظي باهتمام إعلامي لافت