في يوم عمل مكثف التقت في فندق شاطئ الجميرة بمدينة دبي، نخبة مختارة من المهنيين ورجال الأعمال، توزعوا بين عروض وورش عمل فعاليات «استراتيجيو الأمن 2010: ضمانة الأعمال والفرص»، التي دعت لها ونظمتها شركة سي. بي . آي (Corporate Publishing International). ولعل أفضل من وصفها كان مدير خدمات التسويق الاستراتيجي في سي بي آي سريجيث نامبيار (Sreejith Nambiar)، في مقدمة نشرة الفعالية المعنونة «هل نحن على أبواب التأسيس لثورة حماية المعلومات»، والتي قال فيها: «يبدو أننا ننحو بهذا الاتجاه. فعلى الرغم أننا في سوق تتميز باكتضاضها بأنشطة الأمن، لكننا في سي بي آي نجحنا في معرفة من أين تؤكل الكتف عندما دعينا للقاء استراتيجيوا الأمن 2010. وهذا ليس مجرد لغو، فتجربة الحوارات التي دارت على صفحة الويب، الذي بنيناه، خلال الأشهر الأربعة التي سبقت اللقاء، نجحت في بناء مجتمع تخيلي مستقبلي التفكير وضع أمامه موضوعات أمن الاستراتيجيات على قائمة أولوياته».
الجميل في الفعالية، كان ذلك الموقع (http://www.networkworldme.com/v1/securitystrategist/Default.aspx) المكتظ بالمعلومات المفيدة الذي بنته سي بي آي، والذي نشرت فيه مجموعة من الدراسات التي وصفتها بمواد تستحق القراءة قبل المشاركة في الفعالية ومن بين أهمها: (حماية المعلومات في المؤسسات) و(وضع حماية قواعد البيانات في أعلى درجات سلم أولويات أمن تقنيات المعلومات)، (وثلاث موجات ونظام دفاعي واحد).
تميزت الفعالية بالمتحدثين الرئيسيين فيها من امثال المدير التنفيذي في إدارة تطوير التكنولوجيا في هيئة تنظيم الاتصالات بدولة الإمارات محمد غيث، ونائب الرئيس لشئون تقنيات المعلومات في شركة ألومنيوم دبي (دوبال) محمد الملا، سوية مع نائب الرئيس، ورئيس إدارة المعلومات في بنك أبوظبي التجاري فيجي موهان، ومدير استشارات المبيعات في شركة أوراكل علاء فهمي. تحدث هؤلاء وآخرون عن تجاربهم في حماية المعلومات، أو شروط توفير بيئة آمنة لها في مؤسساتهم. وكما تكشف قائمة أسماء المتحدثين الرسميين، فقد شملوا القطاعات الرئيسية في المجتمع، فإلى جانب مؤسسات الدولة، او مؤسسات المجتمع المدني، هناك الشركات التي تنوعت بين الصناعية مثل «دوبال»، والمالية مثل «البنك الوطني العربي» ، بالإضافة إلى شركات البرمجيات والحلول من مستوى آي بي إم وأراكل وتيبنغ بوينت (Tipping Point ).
حوت نشرة الفعالية ملخصات مجموعة من أوراق العمل التي أصدرتها تلك المؤسسات والنابعة من تجاربها العملية الحية. لكن الملفت للنظر هو ذلك التناسب الطردي بين تنامي استخدامات الويب، وزيادة الأخطار. هذه العلاقة أشارت لها ورقة تيبغ بوينت بشكل محدد في ورقة عملها المنشورة على الويب، التي أشارت فيها إلى أننا بقدر ما يزداد حضورنا على الإنترنت، بقدر ما نفتح شاهية القراصنة والمتسللين من أجل اختراق مواقعنا والعبث بمحتوياتها او الخدمات التي تقدمها تلك المواقع.وهذا الأمر يحتم علينا توفير برمجيات وحلول القادرة على نشر الأمان في قلوب زبائننا كي لا يعزفوا، خشية من الاختراقات، عن استخدامها، والاستفادة مما تقدمه من أجل تطوير أعمالهم وتوسيع نطاقها على الصعيدين الجغرافي والقطاعي.
مقالة شركة جونيبر للشبكات (Juniper NETWORKS) تتناول قضايا مراكز المعلومات، وتطرح في ورقتها المعنونة قضايا أمنية، تؤخذ بعين الاعتبار عند بناء مراكز البيانات العاملة بالحوسبة السحابية Security Considerations for Cloud- Ready Data Centers)). ولابد لنا هنا من التوقف عند تقنيات وخدمات الحوسبة السحابة، لإنها الموجة الجديدة في ميدان تقنية المعلومات والاتصالات. وفي السياق ذاته، تتحدث الشركة في مقالة إعلانية عن كيفية حماية البخار (How to Secure the Vapour)، في إشارة قوية إلى قدرة برمجياتها وتطبيقاتها على توفير حماية متقدمة لحوسبة السحاب.
الأمر الملفت للنظر في ما طرحه المشاركون من متحدثين ومستمعين، هو اتفاقهم، أنه وبغض النظر عن مستوى وتطور برمجيات وحيطان النار التي تقام من اجل حماية المعلومات، تفقد تلك الجدران المنيعة قوتها وفعاليتها أمام الإنسان، الذي يبقى هو المتحكم القوى وصاحب الكلمة الأخيرة في توفير أقوى أشكال الحماية للمعلومات.
من بين الأسئلة التي توقف عند الإجابة عليها المشاركون هو «أين نرسم الخط الفاصل بين الحرص على حماية المعلومات، ودرجة الشفافية التي تضمن وصول من يحتاج للمعلومة لها في الوقت المناسب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الرسمية؟»
الملفت للنظر،أنه بينما كان عنوان الفعالية يتعلق بحماية الاستراتيجيات، فقد كانت جميع الأوراق والمناقشات، تتحدث عن دور تقنية المعلومات والاتصالات في توفير تلك الحماية، بمعنى أن هناك إجماعاً غير متفق عليه بشكل مسبق، على أن تقنية المعلومات والاتصالات أصبحت اليوم في صلب أية استراتيجية يتم إقرارها في القطاعين الخاص والعام على حد سواء، من اجل توفير الحماية المطلوبة للاستراتيجيات والمعلومات التي تقدمها والخدمات التي توفرها.
وأفضل ما يمكن اختتام هذه التغطية به، هو ما جاء في كلمة نامبيار الافتتاحية التي قال فيها، بعد ان أشار إلى غنى الفعالية بمتحدثيها وموضوعاتها «الأمور لا تتوقف هنا، عند انفضاض الجمع، بل تستمر على الويب، حيث تتواصل النقاشات، وتتغير معها قوانين اللعبة في الفعاليات الإقليمية... راقبوا هذا الفضاء!».
الجميل والمفيد في تلك الفعالية، أنها كانت تتناول تجارب حية عاشها المتحدثون، الذين عمدوا بشكل واضح إلى تحاشي القضايا النظرية، ففي نهاية المطاف هم جاؤوا كي يخاطبوا ويبحثوا عن زبائن محتملين لبرمجياتهم وحلولهم.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ