العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

لفراقك محزونون يا أبا باقر

 

(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).

ليس صبر الفقيد بأقل من صبر فاقديه في مصيبتهم، فلطالما رمقته العيون وجبل الصبر يتربع فوق آلام معاناته الصحية، ولطالما حيّا الوجوه ورباطة جأشه تملك عليهم لحظاتهم، ولطالما أطلت ابتسامته فوق ثغر اتخذ الابتسامة توأماً، بهذا الصبر تملك زمام آلامه وطوعها احتساباً ورضاً بما يقسم الله، وبهذه الابتسامة استملك قلوب المحيطين به وطبع صوراً متفرقة منها في كل ذاكرة، لا تغمض العينان إلا وتبرز تلك الملامح الوديعة في ثناياها لهذه الخصال ولخصال كثيرة أخرى ترى الخطب عظيماً في قلوب القريبين منه، يحسبون فراقه حلماً يراودهم ولايزال، لا ينفكون تلاحقهم لحظات الأنس برفقته وتقرع آذانهم نبرات صوته العذبة فتوجع أفئدتهم وترقرق الدموع فوق صفحات خدودهم...

عزيز على من شاركوه رحلة الغربة والهجرة أن يرحل به الموت ويخلفهم يستعيدون أياماً امتزجت حلاوة الكفاح فيها بمرارة الضيق والمشقة وعناء البعد عن الوطن، عزيز عليهم أن يخطفه الموت وأمانيهم لما تزل غير مكتملة لتوها شبّ غصنها في طريق البذل والعطاء، رفقاؤك هاهنا يمضغون الغربة ويعصف بهم الحنين ويتشوقون إلى رؤياك...

المخلصون يعملون بهدوء ودون ضجيج متوجهين إلى وجه واحدٍ أحد، يتفانون في العمل الطيب كفقيدنا الراحل تبحث عنه فتجد أياديه تفيض بالأيادي وإسداء الجميل في صمت وخفاء، يعرفه من تلقوا سيل الإحسان من كفه، لا يمل من بسط راحته بالعطايا وتقديم المعونة، أينما تبحث عن سند في مهمة تجده حاضراً وأينما تفتش عن كاشف للكربة ترى ابتسامته تنزل عليك برداً وسلاماً...

سنة البشر أن لا يتنبهون لقيمة ما يملكون إلا عندما يفقدونه، هنالك يجزعون ويندمون، الكثيرون منا عرفوا مكانة فقيدنا حينما عايشوه لهذا تجد أسفهم على رحيله يفوق من تنبهوا لمكانته بعد رحيله بدرجات، فلا عجب إن قصر الثناء عن بلوغ حقه.

أبا باقر... تبقى ألقاً لا تشاهده العيون كل يوم وتبقى حياةً مليئة بالمكرمات وتبقى مثلاً للطامحين في دخول سجل الخالدين أن يقتدوا به، كثيرون عاشوا لأنفسهم فماتوا موتاً بارداً لم يشعر به أحد، أما أنت فعشت لغيرك، يتنفس الآخرون بأنفاسك، أعطيت نفسك للجميع وعندما غادرت غادرت وقد أوريت في الجميع جمر الحسرة على غيابك.

أبا باقر... إن الكلمات لتبدو صغيرة عن أن تفيك حق معانيك، وإن المعاني لتقف حائرة في الوصول لكامل صفاتك النبيلة، فماذا عساه أن يقول الشعراء كي تكشف للباقين في هذه الدنيا وأنت تغادرها من جمال روحك المحمدية، وما قدر القوافي لتقف تنشد قريضاً فيك ولكنها سنة الدنيا أن نطلق العنان لمشاعرنا في البوح بما تختلج به من أحاسيس وفي إعطاء الشعر مساحة لتقديم أجمل صور الرثاء، ونحن نودعك تودعك الحوزة وطلابها وتودعك الصلاة ومحرابها، نودعك وعيون الثاكلين مترعة بالدموع وكلما دخلنا المحراب وجدناك صلاةً عامرة بالخشوع، نودعك ويصك أسماعنا أنين محرابك الثاكل...

وداعاً أبا باقر... شيعتك قلوبنا إلى جنتك الموعودة في زمرة محمد وآل محمد الطاهرين.

وداعاً يا من أثكلت محبيك وزرعت في حلوقهم شجىً، ولكن ما يخفف الخطب ويهونه أنك وفدت على وجه كريم وسادةٍ أزكياء سيكرمونك بفضل ما بذلته في خدمة خطهم ونشر شريعتهم... سلام عليك يوم ولدت وسلام عليك يوم عملت لخدمة شريعة سيد المرسلين وسلام عليك يوم مت وسلام عليك يوم تبعث حياً...

عبدالشهيد الثور


إلغاء تراخيص 7 معاهد تعليمية

 

قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء ترخيص 7 معاهد تعليمية، ابتداء من الشهر الجاري، نتيجة عدم التزامها بشروط الترخيص وذلك بناء على تقرير المتابعات المرفوعة من فريق العمل المختص بمراجعة المعاهد التعليمية، بشأن أداء هذه المعاهد ومدى التزامها بشروط الترخيص. وهذه المعاهد هي مركز أوكسبرغ، معهد البوليغلوت، مركز اللغة الإنجليزية، معهد البيان، مدرسة الخط العربي، مؤسسة التعليم الأهلية، مدرسة جمعية البحرين للفن المعاصر».

عند قراءة الخبر اعتقدت أن هناك خطأ ما وخاصة في التوقيت، فقرار التربية والتعليم بغلق 7 معاهد تعليمية ابتداء من شهر أبريل/ نيسان 2010 فيه شبهة ما، فمن المؤكد أن هناك 5 معاهد مغلقة منذ 2008، مركز اوكسبرغ، معهد البوليغلوت، معهد البيان، مؤسسة التعليم الأهلية ومعهد الخط العربي، حتى المؤسستين الباقيتين أيضا مغلقتان، فلماذا هذا التصريح ؟ هل هو للاستهلاك المحلي، أو مجرد دعاية وزارية، كان من الأجدر على وزارة التربية والتعليم إلغاء الجامعات الخاصة المشبوهة والمخالفة والمتجاوزة للنظم والقوانين الأكاديمية والتي أساءت إلى سمعة البحرين أخلاقيا وتعليميا.

هناك قصور واضح إداريا وأكاديميا، ولا اعتقد أن وضع التعليم سيتطور وينمو، إذا كانت الأسس التي يتم الاعتماد عليها ضعيفة وهشة، وحسب الاهواء.

خالد قمبر


نصائح العمر إليكم...

 

التركيز كما هو معروف في الكثير من البحوث العلمية هو: القدرة على حصر الذهن في موضوع معين، ثم القدرة على أن تملي على العقل واجبه وأن تكفل طاعته... وللتركيزخطوات على الإنسان اتباعها منها: اهتم بما تريد أن تفعل بعناية، غرق في العمل الذي تؤديه، لا تؤدي إلا عملاً واحداً في الوقت الواحد، أبعد ناظريك عن كل ما يشتت فكرك.


الحب

 

- الحب كلمة من حرفين ولكنها تعني معاني جميلة وكثيرة في هذه الحياة، إن وجد الحب وجد الخير والصلاح و الالتزام بالأوامر الإلهية على نحو.

- الحب: نقيض البغض، والحب الوداد والمحبة، والمحبة أيضاً: اسم للحب، وأما محبة العبد لله تعالى فحالة يجدها في قلبه يحصل منها تعظيم له وإيثار رضاه والاستئناس بذكره.

- وأما مفهوم المحبوبية: فهي الأخذ بمجاميع القلب وسيطرة على المشاعر والأحاسيس، فهي عاطفة جياشة تنبع من الأعماق فتخلب اللب وتوجه تصرفات الإنسان وسلوكه وفق ماهو محبوب، ولكي يكون الشخص محبوباً لابد أن يكون رائعاً في تصرفاته وأفعاله وسلوكه جميلاً في أخلاقه وصفاته، وهذا ما حث عليه ديننا الحنيف بأن يكون المسلم محباً خلوقاً ذا خلق حسن ومرتقياً بحياته المديدة.


قراءة القرآن

 

القرآن هو الناموس الإلهي والمنبع الفياض لهداية البشر وسعادتهم وتعظيمه تعظيم لله سبحانه والاهتمام به اهتمام بأمر الله تعالى إذ إنه يحتوي على الفيض الإلهي الذي لا يمكن البشر الاستغناء عنه. فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) قال: عليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ وارقَ فكلما قرأ آية رقي درجة.

ولقراءة القرآن فضل كبير فإنها حصن حصين للقارئ ولأهل بيته ومن يتعلق به، علماً بأن القرآن هو هبة السماء البشرية لأن في قراءته زيادة في الحسنات ومحواً للسيئات ورقياً في الدرجات.

إن قراءة القرآن تفتح آفاق الذهن وتجعل النور في البصر والبصيرة والقراءة في نفسها دليل على الاهتمام بالإسلام ونشره وهي تذكر القارئ والمستمع بآيات التخويف والعذاب لمن يشذ عن النهج القويم، وهو الشافع والمشفع وعامل مهم في نجاح الإنسان في آخرته وعلو درجته فينطق في الآخرة وينجي صاحبه من الهلكة ويأخذ بيده.


استغلال الوقت بشيء مفيد

 

الوقت هو عدم تضييع أي دقيقة دون الانشغال في عمل مفيد سواء أكانت فائدته دنيوية أم أخروية وإلا ضاع جزء من العمر سدى، فرأس مال الفرد الناجح عمره، ومن خصائص الوقت سرعة انقضائه فهو يمر مر السحاب ويجري جري الرياح، وليس بالإمكان استعادته أو تعويضه وهو أثمن ما يملكه المرء، فالواجب على الفرد أن يعرف قيمة أيامه وساعاته ويستغلها أحسن استغلال وبذلك يحقق النجاح مع الوقت، ولاستغلال الوقت آداب يجب مراعاتها، ومنها:

اختيار وقت معين وذلك لراحة والأعصاب ولتنطلق بعد ذلك نشيطاً إلى العمل من جديد...

تعويد اللسان على ذكر الله عز وجل والصلاة على النبي وعترته في كل مكان...

تحديد وقت معين يومياً لمحاسبة النفس فيه، تحديد وقت في كل يوم لقراءة القرآن والأذكار، تحديد ساعات لقراءة الكتب المفيدة...

تحديد وقتا لزيارة الأهل والأقرباء...

ومن الضروري جداً المحافظة على العمر بعيداً عن التلف والضياع باستعماله في البناء والعطاء والعمل الصالح فالوقت هو الحياة... ولضمان مستقبل حقيقي وهو الدار الآخرة ورضا الخالق عز وجل.


الفناء قضاء الله في الكون

 

لا يمكن الفرار من الموت فهو يأتي إلى الجميع فلا يمنعه مانع ولا يحجزه حاجز ومهما كان هذا الإنسان غنياً أم فقيراً، كبيراً أم صغيراً في رحم أمه أم على وجه الأرض مؤمناً أم كافراً فلا بد للجميع من هذه الساعة لأن قدرة الله وحكمته هي التي قدرت الموت وهذه القدرة فوق كل قدرة، يقول تبارك وتعالى: (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة).

منى الحايكي


تنقية المنهج بالفكر الإسلامي قمة الحضارة والتقدم

 

يذكر فهمي هويدي في كتابه إيران من الداخل أن الجمهورية الإسلامية واجهت صعوبة في تكييف الثقافة الجامعية والثقافة الإسلامية، مما حدا بالحكومة إلى تشكيل لجان وفرق كبيرة لإنقاذ المنهج الجامعي من تغلغل الفكر الثقافي الغربي بتصحيح ما هو خاطئ واستبدال ما هو فاسد. يذكر أنها جابهت مشكلة أخرى وهي «الدكتور» المعلم الأستاذ الجامعي، بمعنى أن المعلمين كانوا من عهد الشاه وأفكارهم مستمدة من التعليم الغربي المسيطر السابق في إيران، وهكذا تم استبدال العديد منهم مع الاستفادة من الخبراء في مواقعهم، حتى أنتجت جامعاتهم معلمين من إنتاج منهجية جمهورية إسلامية.

إن ذلك كان في الثمانينيات، فنقطة التحول لما هو أحدث ومنتج قد بدأ قديماً وها هو اليوم يقدم لبلاده الطالب الإسلامي المنتج، ان بلادنا العربية الإسلامية تشهد تعمق الانفصال بين المنهجية الثقافية المقررة والعقل المرسل «المعلم» للمرسل إليه «الطالب» وتصادم الثقافات المزمعة كالعلمانية والليبرالية والإسلامية والداروينية في المجتمع الجامعي، فأستاذ جامعي يؤمن بالداروينية «النظرية» التي استنبطها داروين بان الإنسان أصله كان «قرداً» ثم اعتدل ظهره مع الزمن ليصبح إنساناً، ثم إن تصادم هذه النظرية وبعض المناهج الإسلامية التي تؤمن بان الإنسان هو بشر من نسل النبي آدم وزوجته حواء (ع)، «القرد» ليس له عقل، «الإنسان» له عقل، «الإنسان» يبحث عن مستقبل يكون فيه أسرته ويؤمن حياتهم، «القرد» يبحث عن الطعام ليعيش، «الإنسان» يتعلم يقرأ يكتب، «القرد» لا يقرأ لا يكتب ولا يتعلم أصلاً، فأين ثرى القرد من ثريا الإنسان؟

مزيج من الأنسجة غير المتلائمة بين ما يتلقاه الطالب وبين ما هو مكتوب وما يؤمن به الأستاذ، وإذ إن الدين هو الاعتدال فهو لا ينفي الديانات والتيارات والثقافات الأخرى، فالنبي محمد (ص) تعايش اليهود في دولته وهم على يهوديتهم مقابل دفع ضريبة مالية بين فترة وأخرى، وهي ضريبة مفروضة على المسلمين أيضاً كالزكاة والخمس، نعم المنهجية الإسلامية لا تنفي الآخر لكنها تمتلك تصحيحاً للعقيدة الإنسانية في كافة مجالاتها، وبهذا هي لا تنفي آراء الديانات الأخرى لها بل تستقبلها في جو حضاري يؤمن بحرية الحوار العقلاني لمعرفة الحقيقة، نعم المنهجية الإسلامية طبقت في المناهج التعليمية في إيران وحتى إن نسفت مناهج أخرى فهذا لا يعني أن تلك المناهج هي الإسلام عينه، فالإسلام منهج ومن يطبقه منهج آخر، كيف يفهم الآخر منهج الإسلام، هي تطبيقات تتمرن حتى الوصول للمنهجية الاعتدالية الإسلامية.

ان تثقيف جيل تثقيفاً صحيحاً يتم بتكريس أكفأ الخبرات التعليمية للمدارس الابتدائية ثم الأقل خبرة في الإعدادية ثم الاقل اقل خبرة في المرحلة الجامعية، هذه المنهجية التي أخذت على عاتقها ألمانيا، تنتج جيلا كفوءاً منذ الابتدائية، إذ تحتاج مناهجنا التعليمية إلى وقفة جادة من أصحاب الشأن لصياغة متلائمة ومتطلبات هذا العصر، مستنبطة من المنهج المجهول في بلاد «الإسلام». نحتاج إلى ممارسة منهجية الإسلام التي لم تتنفس الصعداء لنقيم السنوات التي تليها بمدى المفارقة بينها وبين اليوم، نحتاج إلى لجان كفوءة تختار معلمين ينتهجون فكراً مختلفاً عما هو متداول في أوساط الثقافة الجامعية اليوم، نعم هناك الأستاذ ذو التوجه الإسلامي لكنه يفتقر إلى مناهج تستند للفكر الإسلامي. ان تنقية المنهج بالفكر الإسلامي ليس تخلفاً أو إرهاباً، انما قمع الفكر الإسلامي «الوليد - المتولد» في إيران هو التخلف وعدم قبول الآخر!

مهدي عبدالأمير


مواقف خاطئة

 

حوار الطرشان بين أميركا وإيران ...يحكى أن هناك مجموعة أصدقاء أحدهم أطرش (أصم ) قال له أحدهم يوما:

سنذهب هذه الليلة إلى البر لنسهر، فقال الأطرش سأذهب معكم إلى البحر، قال صديقه: لن نذهب للبحر بل سنذهب إلى البر.قال الأطرش: إذا اصطدتم سمكاً فأعطوني إدام.

هذه الحكاية تشبه تماماً ما يدور بين أميركا وإيران، فالمسئولون الإيرانيون ابتداءً من المرشد الأعلى حتى أصغر مسئول يقولون بالصوت العالي :إننا نريد العلم النووي من بدايته الى نهايته، نريده في بلدنا في معاهدنا في كلياتنا في جامعاتنا في مختبراتنا في منشآتنا التي ننشئها لهذا الغرض ولا نريد صناعة أسلحة نووية أو قنابل ذرية لأنها عندنا من الصناعات المحرمة. فترد عليها أميركا إنكم تسعون لصناعة قنابل ذرية وأسلحة نووية فتقول إيران :إذا لم تثقوا فيما نقول فابعثوا علماءكم وخبراءكم ليراقبونا فمواقعنا ومحطاتنا مفتوحة لكل المراقبين. فترد عليها أميركا :أنتم تسعون لصناعة الأسلحة النووية والقنابل الذرية التي تهدد أمن المنطقة وأمن العالم، وأميركا ليست طرشاء ولكنها تتطارش فما السبب ؟

إذا عرف السبب بطل العجب ...السبب هو «إسرائيل» فمادامت إيران تعادي «إسرائيل» وتقدم المساعدات لأعدائها الألداء، سورية، «حزب الله»، «حماس» فلن ترضى عنها أميركا ولا الدول الغربية الأخرى لأن العلاقة بين «إسرائيل» وأميركا والدول الغربية ليست علاقة صداقة أو تحالف و إنما هي علاقة عضوية أي علاقة قرابة ونسب فأميركا هي أم «إسرائيل»والدول الغربية خالاتها والمسئولون في تلك الدول يصرحون دائما بأنهم ملتزمون بأمن «إسرائيل» وسلامتها وتفوقها وهم الذين أنشأوها وهم الذين يمدونها بالأموال الطائلة ويزودونها بالأسلحة المتطورة لتبقى هي الأقوى والأمنع دائما وأبدا.والإسرائيليون الذين احتلوا فلسطين وشردوا أهلها ظلما وعدوانا هم أبناء و اخوان لتلك الشعوب التي قدموا منها ولهم فيها نفوذ واسع سياسي واقتصادي .

هذا هو السبب الحقيقي لعدم رضا أميركا والدول الغربية عن إيران وما المشروع النووي الإيراني إلا حجة يعلنونها لتأليب الرأي العام العالمي عليها .ولو تحولت عداوة إيران لـ «إسرائيل» لصداقة واعترفت بها وأقامت معها علاقات دبلوماسية كما هو الحال مع بعض الدول العربية لتحول سخط أميركا والدول الغربية على إيران لرضا عنها وما أثيرت أبدا مشكلة المشروع النووي الإيراني ولاحقوق الإنسان المسلوبة في إيران على حد زعم أميركا والدول الغربية .

العرب أضاعوا البوصلة ...على ضوء ما تقدم نفهم الموقف الأميركي والأوروبي من إيران ولكننا لا نفهم موقف العرب منها المتماهي تماما مع موقف أميركا وأوروبا فـ»إسرائيل»هي بنت أميركا والدول الأوروبية وصنيعتها ولكنها ليست كذلك بالنسبة للدول العربية ، بل هي في الحقيقة عدوتها لأنها تحتل فلسطين البلد العربي المسلم وتحتل القدس المدينة التي باركها الله وتحتل المسجد الأقصى المبارك مسرى الرسول محمد (ص ) وأولى قبلتي المسلمين وثالث الحرمين الشريفين، احتلتها بقوة السلاح وبدعم أميركا والدول الغربية وشردت أهلها وصادرت أموالهم وأملاكهم وأراضيهم، وهي لا تخفي أطماعها فيما حولها من البلدان العربية .

العرب يجرون خلف السراب ،العرب يجرون وراء سراب الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياه كما يصفها الأميركان والأوروبيون وتحدد «إسرائيل»معالمها النهائية كالآتي :تقام تلك الدولة على 20 في المئة فقط من مساحة فلسطين، القدس شرقها وغربها العاصمة الأبدية لإسرائيل، لاعودة للاجئين الفلسطينين، لاعودة لحدود سبعة وستين وإنما تعوض بعض الأراضي بأرض أخرى، الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح إلا من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي تكفل حفظ الأمن الداخلي، السياسة الخارجية للدولة الفلسطينية تتفق تماما مع سياسة «إسرائيل»، التعليم والثقافة بما فيها التعليم الديني لا يتعارض مع منطلقات دولة «إسرائيل» .

هذه هي الدولة الفلسطينية التي قد تتكرم بها «إسرائيل»على الفلسطينين وتتفاوض معهم عليها وهي أقل بكثير من حكم ذاتي مقابل اعتراف الفلسطينيين والعرب جميعا بدولة «إسرائيل»اليهودية وإقامة علاقات سياسية واقتصادية معها ووقف ما تسميه «إسرائيل» العنف ضدها والتحريض عليها في العالم العربي والإسلامي .

العرب ملكيون أكثر من الملك ففي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات شرائح كثيرة ومهمة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية تطالب حكوماتها بتغيير سياساتها الخاطئة الداعمة لإسرائيل لأن تلك السياسات ألحقت أفدح الأضرار باقتصاد تلك الدول وبسمعتها وبصدقيتها كدول ديمقراطية تسعى لنشر الأمن والعدل والحرية والسلام في العالم تستمر الدول العربية في البحث عن السلام مع إسرائيل في مشوار طويل يحقق لإسرائيل جميع أهدافها وغاياتها وأطماعها ولا يحقق للعرب شيئا غيرالإهانة والذلة وضياع الحقوق .

فهل لدى العرب الاستعداد لمراجعة مواقفهم قبل فوات الأوان والاستجابة لنداء الشاعر الغيور على أمته

أخـــــي جاوز الظالمون المدى

فحق الجهاد و حــــق الفدا

أنتركهم يغــــــــصبون العروبة

مجد الأبــــــــوة والسـؤددا

وليسوا بغير صليل الـــــسيوف

يجيبون صوتا لنا أو صدا

أو يصمون آذانهم ويشيحون بوجوهم عنه فيجيبه شاعر آخر ..

لقد أسمعت لو ناديت حــــــــــيا

ولــــكن لا حياة لمن تنادي

محمد علي رضي


الاحتيال (3)

 

استكمالاً لسلسلة المقالات الخاصة بجرائم الاحتيال، وبعد أن تم عرض تعريف التدليس والكذب وأساليبها، ووسائل طرق الاحتيال والكذب، سوف نلقى الضوء اليوم على المظاهر الخارجية التي تؤدي إلى الاستيلاء على مال منقول مملوك للغير بخداع المجني عليه ودفعه إلى تسليم ماله إلى الجاني وبدون وجه حق.

تعتبر المظاهر الخارجية أحد أهم عناصر الطرق الاحتيالية، وأهمية هذه المظاهر أنه تستمد منها الأدلة على صحة الأكاذيب، وعن طريقها تسبغ على الأكاذيب قوة الإقناع، لذا الكذب المجرد لا يكفي لتحقيق الطرق الاحتيالية، والكتمان لا يكفي أيضاً، وعليه يجب أن لا يستسلم الشخص الطبيعي إلى مجرد زعم لا يؤيده دليل، فالإفراط في الثقة المالية هو تصرف على غير ما يفعل الناس عادة.

والمظاهر الخارجية لها كياناً مستقل عن الكذب ،فهي ليست ترديد له أو إشارة إليه وإنما هي جديد يضاف إليه، فيعطيه قيمة في الإقناع وهذه العناصر قد تستمد من تدخل شخص ثالث يؤيد الكذب فهو يبدو في نظر المجني عليه غير ذي مصلحة، فهو شخص محايد، بل إنه يبدو وكأن الذي حركه إلى التدخل هو الرغبة في الخير أو في تحقيق مصلحة المجني عليه خاصة، ولذلك استعانة المتهم بشخص ثالث تعني خطورته الإجرامية في مجال الذكاء الضار وقد يستعين المتهم بأشياء تؤيد نصبه، ومثال على ذلك أن يزور المتهم المحرر الذي يدعم به أكاذيبه ومثال آخر من يقف على مقربة من سوق خيري أو مكان نزلت به كارثة ويطلب التبرعات عن طريق وهم المجني عليه أنه يجمعها لحساب هذا السوق الخيري أو الحفلة الخيرية أو لحساب المنكوبين بهذه الكارثة، وإذا استعان المتهم بشيء ذي كيان مادي أبرز للمجني عليه، وأبرز له الصلة بينه وبين كذبه واستمد منه الدليل على صحته، فإن الطرق الاحتيالية تقوم بذلك. فمن يعدّ أوراقاً أو مظروفات دون في أعلاها اسم وزارة أو شركة ليقنع المجني عليه أنه ينتمي لهذه الوزارة أو أنه موظف في شركة تجارية تضمن له ربحاً فإنه بذلك يكون مرتكباً نشاط الاحتيال.

ولاشك أن الأشياء المادية قد لا تكون كتابه، وإنما تكون شيئاً يقدر المتهم صلاحيته لإقناع المجني عليه بكذبة كمن يدعي القدرة على الشفاء من الأمراض ثم يدعم ادعاءه بسماعة طبية يحملها ومعطف أبيض أو من جهة أخرى من يدعي اتصاله بالجن ويعد موقداً للبخور وبجانب ذلك مسجلاً صوتياً في جانب الغرفة تنطلق منه أصوات غريبة توهم المجني عليه بصدق ألاعيب المشعوذ أو مدعى رخصة الطب فإن كل ذلك نصب واحتيال.

حتى أن النهج الخاص في الحياة يكون احتيالاً فإذا اتخذ شخص لنفسه في الحياة أسلوباً خاصاً يوحي للمجني عليه بصدق أكاذيبه فإنه يعد بذلك اتخذ سلوكاً متميزاً في الكذب وأدل مثال على ذلك من يحيط نفسه بمظاهر الترف والبذخ في مسكنه وملبسه ليوهم الناس بثرائه فيحملهم بذلك على إعطائه أموالاً لاستثمارها فإنه يكون نصّاباً ومن يتخذ لنفسه مظهراً من مظاهر أهل الورع والتقوى فيطيل لحيته ويكثر من التردد على أماكن العبادة ليوهم الناس بأنه يستطيع أن يقضي حوائجهم بدعواته وصلته الروحية نظير مال يدفع إليه فإنه نصاب ومحتال وحينما تكون جريمة النصب خطيرة ومتشعبة تتصدى لها شعبة الجرائم المالية بإدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية لما لديها من خبراء متميزون في مجال مكافحة جرائم المال ولا شك أن التعامل التجاري في أي بلد في العالم يعتمد على الثقة بين التجار والثقة هي سمعة التاجر لذا ننصح أثناء الدخول في أي مشروع تجاري بالتعامل مع التجار ذوي الثقة المالية والسمعة الحسنة والذين لا توجد عليهم قضايا مالية.

العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:27 ص

      نصائح العمر اليكم

      سلمت أناملكِ أختي منى الحايكي.. تعجبني دائماً كتاباتكِ.. والى الامام دوماً

اقرأ ايضاً