قليل أن تجد في عالم الملتميديا هناك من يتفرغ لهذا العمل وقليل أن ترى من يبدع، إلا أن هذا القليل هو كثير أن نراه بين شباب البحرين الطموح في تغيير معنى ومفهومية هذه الثقافة من أنواع الإعلام الجديد أو ما يسمونه نيوميديا، محمد الصقر وبراء عبدالله شابان بحرينيان استطاعا بمجهودهما الخاص الذاتي وبتمويل منهما فقط فتح شركة لهما أسمياها قفزة، متخصصة في مجال الأستديو والرسوم المتحركة، والإعلانات والأفلام القصيرة، ومجال الإعلام المرئي والإنتاج الإلكتروني، والهندسة المعمارية والآثار البصرية.

‎«قفزة» اسم ذو طابع بحريني يفهم منه منذ الوهلة الأولى أن تقفز فوق الإبداع والطموح لتجد لك مكاناً مع المبدعين، «قفزة» هي الخيال الممزوج بالواقع هو أن تستلهم منه الأفكار لتبدع بما تراه الأعين ليمتزج الخيال بالواقع، فمع الرئيس التنفيذي لشركة قفزة محمد الصقر، ومدير التسويق والعلاقات العامة براء عبدالله كان لنا هذا اللقاء:

‎بداية نطرح فكرة هذا المشروع، فيتحدث محمد الصقر بأن بدايته كانت قبل سنوات، وعمل على عمل بسيط والتعلم على البرامج المستخدمة مثل فلاش، فقام بعمل فيلم قصير كارتوني عن أصدقائه وكان القصد منه هو عمل فكاهي يسخر من أصدقائه، ولكن عندما اكتشف بعد عرضه عليهم بأنهم يباركون له ويشجعونه في المضي بهذا المشروع، ذهل من الرد المعاكس من طرف أصدقائه، وبعدها قام بالتفكير كيف يقوم بتطوير هذه الأفكار من مجرد شيء بسيط إلى عمل يضاهي المحترفين.

‎بدأ محمد الصقر مشواره العمل منذ تخرجه من جامعة البحرين تخصص خدمة اجتماعية، وهو هاوٍ للرسم والجرافيك، وكان قبل أن يتخرج يعمل على برامج التصميم والتعلم منها، وأكثر تعلمي كان عن طريق مواقع إنترنت، وللأسف لا يوجد معهد متخصص في البحرين أو مكان يحتضن المبدعين أو‎الهاوين لصقل مهاراتهم الابداعية.‎ وكان من الصعب حقاً، في وقت ما كنا نظن أنه كان شبه مستحيل، وبأن هذا حماسنا لرسومات التصميم والجرافيك قد يستمر لمجرد أن يكون هواية، وعلى الأكثر ويمكن استخدامه من قبل المؤسسات والشركات الأخرى.

‎من جهته، يتحدث براء عبدالله، بأن هناك لدينا اتصالات مع شركات يابانية وصينية وأميركية لتبادل الخبرات وأخذ بعض المعلومات منهم، وهنا لابد أن نشير بأن الخبرات البحرينية لها دور كبير في هذه البرامج وهي مؤهلة إلى قيادة الساحة البحرينية وأن تخطو خطوات سريعة لتجعل البحرين في المراكز الأولى في هذه البرامج.

‎محمد وبراء يتفقون على أن هناك أرضية صالحة للعمل في البحرين وأن هناك بحرينيين قادرين على النهوض والتعامل مع هذه البرامج بكل حرفية وتطور ويرفضان العمل خارج البحرين لما يكنانه من حب لهذه الأرض، وبالتالي يتحدثان بأنهم بحاجة إلى من يحتضن الشباب المبدع الطموح القادر على خلق جو لهم وصقل مواهبهم، وأحياناً يحتاج الشباب للدعم المعنوي، ولكن أيضاً الدعم المعنوي والمادي إذا اجتمعا أصبح للشباب دافع وأرضية مهيأة لهم للإنتاج والإبداع.

هل هناك سوق بحرينية لهذا الإنتاج من هذه البرامج؟

‎- حالياً السوق جديد عليها هذه البرامج، يقول براء، بأن من تتحدث إليهم عن هذه الأعمال التي نقدمها تجدهم لا يعرفون من هذه البرامج سواء الاسم، أو فقط يعرفون أن هذه البرامج تقوم بعمل الهندسات المعمارية كتصميم للمنازل، بينما باستطاعتنا إنتاج أفلام ومدن ومزج بين الواقع والخيال، أفلام ومسلسلات قادرين على أن نحيي الماضي بأسلوب فكاهي وأسلوب كوميدي، أيضاً قادرين على أن نضاهي الخبرات الأجنبية وأن نبحرن هذه الأعمال ونجعلها بحرينية كاملة.

إن البحرينيين قادرين على الإنتاج وينقصهم فقط ثقة المجتمع بهم سواء من ناحية الوزارات الحكومية أو الشركات وأيضاً الأفراد في المجتمع، فقط لو استطاع المجتمع أن يثق فيهم سوف يكون لنا سوق عالمية في البحرين بأيدٍ بحرينية محترفة.

‎ هل حصلتم على الكثير من الدعم؟

‎- لم نحصل على دعم، وعلى هذا استطعنا أن نقف بعملنا هذا وإن شاء الله نصل للأفضل بمجهودنا وثقة المجتمع فينا، وصلنا إلى ما يكفي للحصول على دعم مشاريعنا، ويكفي أننا نتلقى الدعم المعنوي من العديد من الأفراد والمنظمات التي ترغب في العمل الفني لدينا، ونحن حقاً ممتنون لهم...

‎ ماهو عملكم الذي تقومون به وماهو الفرق بين شركتكم والشركات المتنافسة؟

- نحن نختلف عن أي أستديو أو شركة أخرى، شركة قفزة لديها تنوع في التخصصات مثل تأثيرات بصرية المتخصصة في الإعلانات التجارية، والرسوم المتحركة، والهندسة المعمارية، ونحن واثقون من أن نقول إن لدينا القدرة على التعامل والتخصص وعلى كل ما ذكر. ‎وهناك شيء آخر هو أن معظم الشركات تركز على بناء علاقات مع الشركات والمنظمات والتي ستكون في مصلحتهم، ونحن تمارس نفس الأسلوب ولكن بالإضافة إلى ذلك نحن مهتمون أيضاً في بناء علاقة مع الجمهور، وكذلك مع المواهب والموسيقيين والكتاب والفنانين وحتى مع الناس الذين لا علاقة لهم بالفن، ولكن لا تزال مهتمة في مشاهدة الرسوم المتحركة، فإننا نحب أن نتحدث إلى الناس خارج دائرة علاقات أعمالنا، لأن في نهاية المطاف نحن جزء من الجمهور وما ننتجه وسوف يعرض على الجمهور، وأقل ما يمكننا فعله هو على الأقل الاستماع إلى ما تودّ أن ترى.

‎ أين تجدون أنفسكم مع الشركات المنافسة؟

‎- مقارنة بين شركتنا قفزة والشركات الأخرى المنافسة في البحرين، إننا نثبت للمتخصصين في مجالاتنا رؤيتنا في الأعمال الفنية، وإنه لشرف عظيم لنا أن نتعاون مع منافسين آخرين، وعندنا بالبحرين الكثير من المواهب المبدعة، لقد قابلنا عدد من من تقدموا للعمل عندنا ومن قمنا بالتعاون مهم وجدنا الكثير من هذه المواهب مدفونه، وللأسف لو هناك مؤسسات تجمع هذه المواهب لاستطاعت أن تنجز وتبدع وهنا يكمل بعضنا الآخر عن طريق المنافسة الشريفة، وهنا تستطيع كل مؤسسة طرح منتوجاتها للجمهور المستهدف.

‎ هل لديكم دراسة جدوى للسوق؟

‎- نعم لدينا دراسة جدوى ولدينا إستراتيجية، فقط ينقصنا الدعم المعنوي والمادي والاحتضان من الجهات المعنية بالدولة، البحرين تستطيع أن تحضن إمكانياتنا وتسخيرها، نحن لا نقوم بعرض إعلانات وبنرات للترويج لنا، نحن عملنا هو الذي يكشف عن إبداعنا وهو الذي يعرفنا على الآخرين، تلفزيون البحرين باستطاعته التعاون معنا، نستطيع أن نثبت لهم أننا نستطيع أن ننتج ونبدع في الأفلام أو الأعمال الخاصة بالجرافيك و 3 دي، ونحن الآن نعكف على إنتاج مسلسل «أم هلال» بطريقة جديدة وأسلوب جديد فكاهي كوميدي.

‎إننا الآن نقوم بعمل الكثير من المشاريع، وحالياً نحن ننجز أربعة مشاريع وخاصة لدينا مشروع كبير سنعلن عنه قريباً، وأيضاً مسلسلات وأفلام.

‎ هل أنتم تهدفون للسوق المحلية أم العربية أم العالمية؟

‎- طبعاً دراستنا للجدوى، نهتم للسوق البحرينية أولاً ثم الخليجية والعالمية، السوق البحرينية أرض خصبة للإنتاج وبالتالي فقط يراد لها مسألة وقت ليستوعب الجمهور أهمية هذا الإنتاج الذي نقوم به وحينها سنجد في السوق الكثير من الأعمال التي نتمنى أن نصل للعالمية بمجهودات وأيدٍ بحرينية.

‎ ماهي خططكم المستقبلية؟

‎- لدينا خطط لأفلام الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى خطط لسلسة لأفلام قصيرة، والرسوم المتحركة والتأثيرات البصرية المتاحة ويكون أكثر وداً.

‎كذلك نود أن نقول إننا سعداء أن نكون جزءاً من هذه السوق، لتقديم فعلاً ما نحب القيام به لعامة الناس والمؤسسات والشركات، أن نكون جزءاً من هذه البيئة الداعمة.