العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ

«بلدي الجنوبية»: زيارة عاجلة لمعاينة تلوث ساحل عسكر

صورة توضح موقع الساحل المحاذي لشركة بابكو
صورة توضح موقع الساحل المحاذي لشركة بابكو

قال رئيس مجلس بلدي الجنوبية علي المهندي إنه سيتم تنظيم زيارة عاجلة لمعرفة نسبة التلوث في ساحل عسكر المحاذي لشركة بابكو، ولمعرفة ما يحدث هناك. مبدياً استغرابه من وجود مثل هذه الرواسب القاعية الخطِرة في الساحل.

وأضاف أن هذا الساحل من أغنى السواحل بسبب تنوع الثروة السمكية فيه، وأنه سيتم التنسيق مع الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية من أجل التعرف على الوضع البيئي لهذا الساحل، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد ذلك.

وتخوف المهندي من انتقال الرواسب القاعية إلى الأحياء البحرية، والتي بدورها ستنتقل إلى الإنسان.

إلى ذلك، حذر بيئيون من انتقال الرواسب القاعية لساحل عسكر المحاذي لشركة «بابكو» إلى باقي سواحل البحرين، متوقعين أنه في حال انتقلت هذه الرواسب فإنه من الصعب السيطرة عليها.


تخوفوا من خطورتها وحملوا غياب القوانين المسئولية

بيئيون يحذرون من انتقال رواسب الساحل المحاذي لـ «بابكو» لباقي السواحل

الوسط – فاطمة عبدالله

حذر عدد من البيئيين من انتقال الرواسب القاعية للساحل المحاذي لشركة «بابكو» إلى باقي سواحل مملكة البحرين، متوقعين أنه في حال انتقلت هذه الرواسب فإنه من الصعب السيطرة عليها.

وقال الناشط البيئي غازي المرباطي: «إن انتقال الرواسب القاعية سيكون عبر الأحياء البحرية التي تتنقل بين السواحل، فعندما تتحرك هذه الأسماك فهي تتحرك بمجموعات كبيرة من منطقة لأخرى، لذا فإن الرواسب القاعية ستتنقل إلى باقي السواحل، إن المشكلة أن الرواسب القاعية الموجودة في الساحل المحاذي لشركة بابكو والتي لوثت قرية عسكر وجزيرة الشيخ إبراهيم هي رواسب خطيرة وتحمل في طياتها المركبات الهيدروكربونية الخطيرة التي قد تسبب مرض السرطان للعديد من الكائنات البحرية كالشعاب المرجانية والأسماك».

وأضاف المرباطي في حديث لـ «الوسط» أن «تيارات المياه قد تكون الناقل الرئيسي لهذه الرواسب، إذ إن تيارات المياه المشتركة بين السواحل ستحمل الرواسب القاعية وتنقلها من ساحل إلى آخر».

وأشار المرباطي إلى أن هناك تخوفاً بانتقال الرواسب، وخصوصاً أنها عبارة عن مركبات هيدروكربونية متعددة الحلقات تسبب أمراضاً سرطانية إلى الأحياء البحرية ما سيؤدي إلى نفوق الأسماك، علماً بأن الأخيرة تتغذى على مكونات هذه الرواسب والتي هي عبارة عن خليط من الكيماويات والتي من الممكن أن تنتقل من الأحياء إلى الإنسان في نهاية المنظومة الغذائية.

وأوضح المرباطي أن معظم سواحل مملكة البحرين تعاني من الترسبات القاعية والتي هي ترسبات غير طبيعية وقد تختلف من ساحل إلى آخر وبنسبة متفاوتة، مشيراً إلى أن الساحل المحاذي لشركة «بابكو» من أكثر السواحل التي سجلت فيه حالياً نسب كبيرة من الرواسب القاعية، وذلك بحسب دراسة الخبير البيئي حسين عبدالنبي.

وأشار المرباطي إلى أن السبب في كثرة الرواسب القاعية وتلوث السواحل وبالتحديد الساحل المحاذي لبابكو يعود إلى افتقار البحرين إلى القوانين الصارمة.

وذكر المرباطي أن هناك العديد من السواحل المهددة نتيجة وجود العديد من الرواسب القاعية في قاع البحر، مشيراً إلى أن الزيارة الميدانية بدأت بالكشف عن هذه المناطق، منوهاً إلى أن أول ساحل تتضرر من الرواسب هو خليج توبلي، وبعده السواحل المحاذية إلى المصانع العاملة في المجال النفطي، وتأتي السواحل التي تتعرض لعملية الردم بشكل مستمر في المرتبة الثالثة.

وذكر المرباطي أن السبب في تكون الرواسب في بعض السواحل، والتي تختلف طبيعتها أحياناً، يكون غالباً ناتجاً من رمي مياه الصرف الصحي والمكونة من المواد العضوية ومواد أخرى ما يؤدي إلى ترسب هذه المواد لسنوات طويلة، كما أنها تشكل أحياناً طبقة يفوق سمكها مترين، مبيناً أن هذا ما تمت ملاحظته في خليج توبلي، متوقعاً أن يكون السبب في وجود ترسبات قاعية بالقرب من الساحل المحاذي لبابكو هو رمي مياه الصرف الصحي أو مواد كيماوية في الساحل.

ولفت المرباطي إلى أن الرواسب عبارة عن خليط من المواد الكيماوية ومواد أخرى ثقيلة تترسب في قاع السواحل، مؤكداً أن هذه الرواسب تعتبر مؤشراً خطيراً، مبيناً أن الشركات قد تكون سبباً في رمي المخلفات.

ونوه المرباطي إلى أن كثرة الترسبات والتي تكون ناتجة عن رمي مواد كيماوية في الساحل والتي يكون مصدرها المصانع وهي ناتجة من عدم تطبيق معايير دولية على هذه المصانع.

وذكر المرباطي أن السواحل التي تترسب فيها المواد الطينية وبكميات كبيرة لا تعتبر من ضمن الطبيعة، إذ إن هذه المواد ترسبت بفعل عمليات الردم وما ينتج من تلك العملية من تطاير الأتربة ضمن تيار الماء والتي تعكر صفو مياه البحر.

وطالب المرباطي، الجهات المعنية بضرورة تشديد الرقابة الدورية وتكثيف عملية التشديد على المنشآت الصناعية بتصنيفاتها والحد من عمليات الردم العشوائية، مؤكداً ضرورة إيجاد قوانين ترتقي مع الحفاظ على البيئة، وخصوصاً أن الأمم المتحدة حذرت البحرين من التحديات البيئة وركزت بشكل كبير على السواحل، مشيراً إلى أن قضية بيئة البحرين أصبحت تستشعر بها المنظمات الدولية نتيجة عدم وجود جدية من المسئولين في البحرين في حل ما يمكن حله.

إلى ذلك قال نائب رئيس جمعية البحرين للبيئة سعيد منصور: «إن هذه الترسبات موجودة من سنوات عديدة، فهي موجودة في العديد من السواحل وخصوصاً السواحل المحاذية للمصانع».

وأضاف منصور أن «طوال الأعوام الماضية كانت الرواسب موجودة، إلا أنه كان هناك افتقار إلى وجود الدراسات التي تحدد نوعية هذه الترسبات ومدى خطورتها على الأحياء البحرية وعلى الإنسان».

وذكر منصور أن هذه الترسبات ليست وليدة اليوم، إذ إنها ناتجة عن إلقاء المواد الكيماوية التي تلقيها المصانع في السواحل من دون وجود رقابة بشكل يومي ما أدى إلى تراكمها على مدى السنين.

ولفت إلى أنه لابد من وضع حل للحد من رمي المخلفات بجميع أشكالها وخصوصاً الصناعية منها لأن ضررها على المد البعيد سيكون على الإنسان قبل الحيوان.

وتخوف منصور من انتقال الترسبات الموجودة في الساحل المحاذي لبابكو إلى باقي السواحل، مبيناً أن السواحل من جنوب المحرق إلى جزيرة سترة ومن الأخيرة إلى عسكر ملوثة وهناك دراسات تؤكد ذلك.

وطالب بالإسراع في إعداد دراسة عن جميع السواحل المحاذية للشركات الصناعية، لمعرفة مدى الترسبات والكميات الملوثة، وخصوصاً أن بعض المصانع تلقي بالمخلفات عبر قنوات ممتدة من المصانع إلى البحر. من جهته أكد رئيس مجلس بلدي الجنوبية علي المهندي أنه سيتم تنظيم زيارة عاجلة لمعرفة نسبة التلوث في الساحل المحاذي لشركة بابكو، من أجل معرفة ما يحدث هناك. موضحاً أنه لم تصل إلى المجلس أية شكاوى بشأن التلوث الموجود في الساحل. واستغرب المهندي وجود مثل هذه الرواسب القاعية الخطيرة في الساحل، منوهاً إلى أن هذا الساحل من أغنى السواحل بسبب تنوع الثروة سمكية فيه، مبيناً أنه سيتم التنسيق مع الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية من أجل التعرف على وضع الساحل، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد ذلك.

وتخوف المهندي من انتقال الرواسب القاعية إلى الأحياء البحرية والتي بدورها ستنتقل إلى الإنسان.

يشار إلى أن الخبير البيئي حسين عبدالنبي صرح مؤخراً بوجود دراسات مسحية للمنطقة الجنوبية للخليج العربي، والتي أجراها مختبر البيئة البحرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ما بين العامين 2000 و2001، مبيناً أن هذه الدراسات توضح أن الرواسب القاعية للساحل المحاذي لشركة «بابكو» جعلته من أكثر المناطق تلوثاً بالمنطقة الجنوبية للخليج العربي، ما أدى إلى تلوث حدود قرية عسكر بالقرب من جزيرة الشيخ إبراهيم، وخصوصاً أن هذه الرواسب يوجد بها تركيز مرتفع من المركبات الهيدروكربونية متعددة الحلقات (PAHs)، إذ وصل تركيزها إلى 6600 نانوغرام لكل غرام من الرواسب القاعية.

العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:54 ص

      معروفه

      إيه لازم ينظفونه ويهمتون فيه ..
      وما أعتقد صار هالتلوث الا من هالمجنسين .. روحو شوفوهم في عسكر شلون معسكرين

    • كشاجم | 1:54 ص

      وخليج توبلي

      لكن خليج توبلي مات وقرأت عليه الفاتحة ولم يتحرك أحد!!! بل وانقطعت أرزاق ناس وعوائل بسبب تدمير خليج توبلي المتعمد من قبل جهات معروفة وعن قصد، فلماذا ساحل عسكر المفتوح ؟ هذا ساحل مفتوح وتيارات الماء قوية فيه.
      تحياتي

    • زائر 2 | 1:23 ص

      الله على الدنيا

      التلوث اللي في المعاميير قتل ناس محد تكلم يوم وصل الى عسكر اشوف تحركوا

    • زائر 1 | 1:00 ص

      شكرا دكتور حسين

      التلوث موجود من قبل ولكن بفضل جهود الدكتور البحريني حسين عبدالنبي - والذي سبق و قام بعمل بحث عن تلوث قرية المعامير - تم توجيه أنظار البئيين إليه نتمني من حكومة البحرين أن تستفيد منه وتوظفه في وطنه بدلا من عمله في أمريكا

اقرأ ايضاً