حُجبت شمس البحرين بسبب العاصفة الترابية التي ضربت البلاد صباح أمس (الجمعة) بالتزامن مع هطول زخات مطر متفرقة.

وقال أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين وهيب الناصر «إن المواطنين شهدوا صباح أمس تصاعد الأغبرة في البحرين مما أدى إلى اختفاء قرص الشمس، إذ إن الغبار العالق كان كثيفاً مما أدى إلى اختفاء الشمس، في الوقت الذي رافقه جو معتدل بسبب انحباس حرارة الأرض وإشعاع الغبار لجزء من حرارته باتجاه الأرض».

وأضاف: تأثرت البحرين صباح أمس بالاضطرابات الجوية التي شهدتها المملكة العربية السعودية أمس الأول (الخميس)، مبيناً أن السبب يعود إلى موسم «السرايات» الذي يؤدي إلى تقلبات جوية خلال هذه الفترة.

موسم «السرايات» يعلن عن اضطرابات الجو في عدد من الدول

شمس البحرين تُحجب بسبب الغبار بعد تأثرها بعاصفة السعودية

الوسط - فاطمة عبدالله

شهدت البحرين صباح أمس (الجمعة) عاصفة ترابية وطقساً غائماً جزئياً، بعد أن كان الطقس خلال الأيام القلية الماضية شبه مستقر، وأدى الغبار الكثيف العالق في الجو إلى حجب الشمس، وذلك بعد أن تأثرت باضطراب الأجواء في المملكة العربية السعودية.

وأوضح أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين وهيب الناصر -بعد أن تأثرت البحرين بالعاصفة بشكل متوسط- أن المواطنين شهدوا صباح أمس تصاعد الأغبرة في البحرين، ما أدى إلى اختفاء قرص الشمس، وأشار الناصر إلى أن الغبار العالق كان كثيفاً، ما أدى إلى اختفاء قرص الشمس، في الوقت الذي رافقه جو معتدل بسبب انحباس حرارة الأرض وبسبب إشعاع الغبار لجزء من حرارته باتجاه الأرض.

وقال الناصر: «إن سبب عدم استقرار الجو خلال هذه الفترة يعود إلى موسم السرايات، إذ إن هذا الموسم يجعل المنطقة تشهد اضطرابات جوية بين فترة وأخرى، إلى جانب تغير سريع لحركة الرياح بالإضافة إلى غبار وأمطار مصحوبة بالرياح والغبار».

ولفت الناصر إلى أن موسم السريات يبدأ في شهر أبريل/ نيسان من كل عام حتى شهر مايو/ أيار، مبيناً أن الموسم أحياناً يمتد حتى بداية شهر يونيو/ حزيران.

ونوه الناصر إلى أن موسم السرايات يتميز بتغيرات جوية سريعة في الطقس، إلى جانب تعدد اتجاهات الرياح التي تهب.

وذكر الناصر أن الأرصاد الجوية البحرينية والسعودية حذرت أمس الأول من تأثر عدد من مناطق شمال المملكة والقصيم والبحرين برياح باردة ورياح شمالية غربية متوسطة السرعة تثير موجة من الغبار.

وكانت قد شهدت السعودية يوم أمس الأول (الخميس) عاصفة ترابية أدت إلى إغلاق المطار لمدة ساعتين، إلى جانب تعطل الحركة المرورية في طرق وشوارع العاصمة الرئيسية والفرعية.

وتوقعت الأرصاد الجوية السعودية أن هذه التقلبات الجوية ناتجة عن منخفض جوي مقبل من البحر الأحمر أثر على أجواء المملكة مع رياح نشطة ساهمت في إثارة الأتربة والغبار على الأجزاء الوسطى من المملكة والشمالية والشرقية.

ونوه الناصر بأن ارتفاع الغبار قد وصل إلى 6 كم، مبيناً أن ذلك يعتمد على الظروف الجوية في المنطقة وعلى الاستقرار الجوي، وقد يكون الغبار في هيئة طبقة ضحلة على سطح الأرض بسبب الانقلاب الحراري.

ولفت الناصر إلى أن جدار العاصفة الرملية أو العاصفة الغبارية يصل إلى 1.6 كم، مبيناً أن هذه العواصف تسمى «بالسموم» عند أهل الصحراء الكبرى أو الهبوب عند أهل السودان، مؤكداً أن منطقة الخليج قد شهدت نحو 10 عواصف ترابية أو غبارية مع بداية هذا العام، في الوقت الذي تصل فيه هذه العواصف خلال العام الواحد إلى 25 عاصفة، منوهاً إلى أن العواصف زادت خلال السنوات العشرين الماضية، والسبب يعود إلى وجود تغيرات في الأرض.

وأشار الناصر إلى أن السبب في حدوث العواصف الرملية أو الترابية في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية يعود إلى أنه عند هبوب عاصفة على الرمال المفتوحة غير المترابطة أو على الأغبرة في الأسطح الجافة فإن هناك جسيمات تنتقل من منطقة إلى أخرى عبر القفز أو التعلق في الجو، ما يؤدي إلى اندفاعها عبر الرياح.

وأوضح الناصر أنه عند هبوب الرياح فإن جسيمات التراب تكتسب الطاقة، ما يجعلها تتذبذب وتكسب طاقة فتوثب إلى الأعلى وعند نزولها تصطدم بجسيمات أخرى على الأرض، ما يؤدي إلى اهتزاز هذه الرياح وإلى وثب الغبار مرة أخرى واهتزازه بفعل الهواء، مبيناً أنه مع كل وثبة تتضخم جسيمات الغبار الواثبة، ما يؤدي إلى سمكها، مؤكداً أن هذا التفاعل الذي يولد الحرارة يشابه المفاعلات النووية، إذ يرتطم النيوترون بذرة اليورانيوم فيحرر حرارة ونيوترونان أو ثلاثة آخرين، وتقوم تلك النيوترونات بقصف ذرات أكثر من ذرات اليورانيوم وهكذا إلى أن تتولد حرارة عالية جداً يستفاد منها في توليد الطاقة.

وذكر الناصر أن الدراسات تشير إلى أن جسيمات الغبار الواثب تكتسب شحنة ساكنة سالبة بالنسبة إلى الأرض بفعل الاحتكاك وبذلك يتكرر الوثب لتتفاقم هذه الجسيمات لتكون العاصفة الرملية، مبيناً أن ذلك يؤثر على الغبار العالق أو الواصل بألوان مختلفة بحسب حجم جزئيات الغبار، مشيراً إلى أن هناك عاصفة ترابية صفراء وحمراء و بيضاء، مبيناً أن هذه الألوان تحدث بحسب التفاعل بين حجم الجسيم والضوء الساقط من الشمس وأضواء المدينة خلال فترة الليل.

وبيّن الناصر كيفية إنتاج الهواء المسبب للعواصف الترابية، إذ إن الأخيرة تنتح عن طريق جبهة الهواء والتي تنتج نتيجة التدفق الخارج من الهواء الذي تم تبريده بالإمطار من عاصفة رعدية أو من جبهة باردة جافة والتي تتحرك خلال كتلة الهواء دون أن تحدث هواطل أو تكثف.

وحذر الناصر من مضار الغبار، إذ لفت إلى أن العاصفة الغبارية تعطل حركة السفر والمواصلات بسبب خفض الرؤية، إلى جانب أن العاصفة الغبارية تؤدي إلى خفض أشعة الشمس، ما يؤدي إلى تكون الغيوم مع زيادة ما يسمي «تأثير غطاء الحرارة»، ما يؤدي إلى الشعور بالحرارة والذي من الممكن أن يعقبه مطر شديد.

وذكر الناصر أن مثل هذه العواصف تؤدي إلى انتقال العناصر الغذائية المغذية في التربة إلى مناطق خارج البلاد، إلى جانب أن الرمال المتحركة من الممكن أن تتلف الأجسام المعدنية والزجاجية، كما أن تسرب حبات التراب الصغيرة أو الأغبرة إلى البيوت من خلال فتحات التهوية أو غيرها من الشقوق يؤدي إلى تلفها وأحياناً تتلف شبكات الكهرباء.

ويشار إلى أن البحرين شهدت خلال الأسبوع الماضي عاصفة رعدية وأمطاراً غزيرة وذلك على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين، إلا أن الجو عاد ليستقر لمدة خمسة أيام لتليه عاصفة غبارية شهدتها البحرين أمس.