العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ

إلى سترة الجميلة في يوم الأرض

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتفل العالم أمس باليوم العالمي للأرض، وسط تزايد الوعي العام بضرورة حماية البيئة التي نعيش فيها، ونأكل منها، وتتعرض مع الأيام إلى مزيد من التعديات والانتهاكات.

وفي بلدنا المكوّن من جزرٍ صغيرةٍ متناثرةٍ وسط الخليج، تعرّضت البيئة خلال العقد الأخير إلى تدمير ممنهج، بمعدلات متصاعدة، وما حفظته لنا الطبيعة من أنظمة حيوية خلال آلاف السنين، قمنا بتدميره خلال أعوام.

إحدى هذه الجزر سترة، وهي الرابعة من حيث المساحة، والأكثر اكتظاظاً بالسكان، حيث يبلغ تعدادها الستين ألفاً، نصفهم تقريباً من الأجانب. وإلى جانب انتشار البطالة بين أبنائها، تعاني من ضعف البنية التحتية، الذي يكرّس واقعاً قديماً من الحرمان.

قبل أسبوعين استضاف المجلس البلدي «جمعية المرسم الحسيني للفنون» للمشاركة في تنفيذ مشروع تزيين مدرستين متلاصقتين (ثانوية وابتدائية للبنات)، ويجري اليوم (الجمعة) تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع بتزيين مدرسة ثالثة، ثم الانتقال إلى تزيين بعض المساجد والمؤسسات العامة الأخرى.

شارك في المشروع عشرة فنانين وفنانات من أبناء سترة نفسها، بينما جاء بقية فناني «المرسم» من مختلف مناطق البحرين: من المنامة والمحرق، إلى الديه والرفاع الشرقي وسار والدراز ومدينة حمد، وعالي ورأس الرمان وغيرها. وتم إنجاز أكثر من تسعين جدارية تناولت مواضيع بيئية وإرشادية، وآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة بخط عربي جميل.

مثل هذه الفعاليات تؤسّس لثقافة جديدة، فالحفاظ على البيئة وتزيين الفضاء الاجتماعي ليس من مسئولية الحكومة وحدها، وإنّما من مسئولية الجميع. ومن حقّ هذه المناطق التي عانت من الحرمان أن تنعم بشوارع نظيفةٍ، ومساحاتٍ خضراء، وبيئةٍ لائقةٍ بحياة البشر. كما يجب مراجعة ثقافة تدمير الذات وحرق الإشارات الضوئية ومصابيح الشوارع وإغراق القرى في الظلام الدامس وما يشكله ذلك من تهديد للأرواح وعبث بالمال العام (وهو مال الشعب)، مهما كانت المبرّرات. فالمطالبة بالحقوق أو الاحتجاج على المظالم لا تبيح لأحدٍ تدمير قريته وزيادة حرمانها حرماناً.

اليوم وبعدما أدى الضيوف المشاركون من خارج الجزيرة دورهم على أكمل وجه، يبقى على فناني وفنانات سترة من الجيل الشبابي الواعد، أن يواصلوا المشروع، الذي سيستمر حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، فالأرض أرضهم، وهم أولى من يقوم بإكمال المهمة، لتحسين الصورة العامة لمنطقتهم والارتقاء بالناحية الجمالية في هذه الجزيرة التي كان كانت تسترها الأشجار والنخيل في حقبٍ سابقة، وكان يلجأ إلى بساتينها الأغنياء فيما مضى من أجل الاصطياف، فأصبحت اليوم يتناوشها التلوث والدفان.

مشاريع الجداريات من أنجح المبادرات الأهلية، بدءاً بالمحافظة الشمالية إلى جزيرة النبيه صالح وأخيراً سترة. ومع ذلك ينبغي عدم الاقتصار على الجداريات، بل يجب الاهتمام أكثر بالتشجير، فالجزيرة تزدحم بأكثر من 300 مصنع وورشة صناعية، تنفث سمومها في الجو. ومن أهم سبل التخفيف من التلوث نشر الأشجار التي تعمل كالمرشحات الطبيعية، وزيادة رقعة المساحات الخضراء.

في بادرةٍ طيبةٍ وزّع المجلس البلدي 300 نخلة، لزراعتها على السواحل، وألف شتلة، لكنها خطوات أولية للحد من التلوث، وسترة بحاجةٍ إلى المزيد.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 2:49 م

      ستراوي

      تصحيح :
      مدرسة اعدادية ملاصقة لمدرسة ابتدائية
      سترة الاعدادية ملاصقة للغرناطة الابتدائية ..

    • زائر 14 | 9:30 ص

      كلام موضوعي

      كلام منطقي،وموضوعي ومسؤول. لابد من تغيير هذه النظرية التدميرية للذات، فأهل القرى وبالذات سترة يستحقون ان يعيشوا في ظروف أفضل. لم يكتب الله عليهم أن يعيشوا في بيئة مدمرة. من حقهم أن ينعموا بشوارع وطرق نظيفة ومشاريع اسكان. ومن غير الصحيح استمرار مثل هذه الاعمال التخريبية كحرق الشوارع ومصابيح الشوارع واشارات المرور كما قال السيد، كل ذلك باسم المطالبة بالحقوق، فكيف تطالب بحقوق وانت تدمر حقوق الناس والمال العام؟ الله يهدي الجميع.

    • زائر 13 | 9:25 ص

      أضم صوتي معك

      اتفق معك سيد قاسم، فالمفروض الا نضع كل شيء على لحكومة، حتى لو كانت الحكومة تكرهنا وتريد تستبدلنا بشعوب أخرى، إلا أن هناك بعض الأشياء بأيدينا، مثل تزيين قرانا وتعديل أوضاعنا، وأضم صوتي معك بضرورة ان يتولى أهل سترة الأفاضل تكملة المشروع، وهم أهل لذلك. هم أهل الأصالة والنخوة. وجزاك الله عناوعنهم ألف خير.

    • زائر 12 | 9:22 ص

      تحية للمرسم واعضائه المخلصين

      الشكر لأعضاء المرسم الحسيني الذينيشاركوننا للمرة الثناية في هذا العمل التطوعي الجامعي، وهذه المشاركة تدل على اصالة هؤلاء الأخيار الذذين جاءوا من كل مناطق البحرين. هكذا نحن أهل البحرين لو تركنا دون طأفنة أو استعداء للآخر، لعشنا في أفضل حال.
      أجدد شكري للمرسم الحسيني الذي اثبت انه عابر للحدود. ألف شكر وتحية.

    • زائر 11 | 6:55 ص

      مدرس ثانوي

      شكرا يا سيد مقالاتك دائماً في الصميم و تضع أناملك على الجرح ، ماذكرته عن سترة ينطبق على جميع قرى البحرين الشيعية ، جميع القرى تعاني من الحرمان و التهميش و الإهمال و محاولة إلى طمس تراثها ، إلا أن سترة لها نصيب الأسد من ذلك ، ياريت يا سيد تخصص مقال تكتب فيه عن قرية الدير ، هذه القرية الكبيرة ذات الكثافة السكانية المرتفعة تفتقر إلى أبسط الخدمات الإنسانية فلا يوجد بها حديقة يلهو الأطفال فيها و سواحلها مهملة ..... الخ . و شكراً مره آخرى سيد على ما خطته أناملك .

    • زائر 10 | 6:02 ص

      نعم للتشجير لا للتزييف

      نعم للتشجير وذلك بسبب وجود الكثير من المصانع على هذه الجزيرة, ولكن التلوين اعتبره زينة تلميعية لمنطقة تعاني الكثير من الازمات لا يعد حصرها في اسطر فوجود اللوحات الزيتية او الورود في الشارع يعني ان سكان هذه المنطقة ينعمون بالعيش ولا توجد لهم مطالب اي انه يعكس صورة طيبة للغير
      وواقعهم المعيشي ولكن هذه الجزيرة الفقيرة في بلد غني يتجاهلها لاسباب الكل يعرفها ومجرد تقديم الوعود لها لاسكاتها ولعدم من يدافع عنها سواء من اهلها او ما يسمى بالبرلمان الوهمي
      ولكن السؤال الى متى هذا الشعب سيعاني؟؟

    • فيلسوف | 5:16 ص

      سترة ( هي ستر للجميع)

      منطقتنا سترة من احسن المناطق واجملها ان منطقة سترة اشتهرت بالاجداد القدامى واشتهرت ايضا بالعيون الطبيعية التي سرعان ما دفنها المتنفذين لمسح التراث الشيعي الاصلي . سترة هي من افضل المناطق وها هي اليوم تتطور اكثر فاكثر كانت قليله الشهرة والان اصبحت مشهورة بشكل كبير . وسترة تستاهل كل هذا العون واشكركم واشكر الاستاذ العزيز قاسم حسين على اللفتة الكريمة لمنطقة سترة

    • زائر 9 | 5:02 ص

      الطير الجريح

      أحسنت يا قاسم حسين ورحم الله والديك على هذه الكلمات البسيطة والمعبرة عن معاناة أهالي سترة الطيبين صحيح بأن أهالي سترة محتاجة للدعم من كل النواحي والبركة فيكم يا الطيبين وشكرا لكل من يساهم في بناء وتعمير منطقة سترة الغالية والله يعطيكم الصحة و العافية وشكرا لك أبو سيد حسين على كلامك المنطقي تحياتي للجميع سترااااااااوية

    • زائر 8 | 3:20 ص

      سترة..عنوان الاصالة

      نشد على ايدي القائمين على المشروع فسترة تحتاج منا كل الدعم ..ادعو الى تشكيل لجان للتبرع من قبل الاهالي لتمويل مثل هذه المشاريع ..اذا تخلت الحكومة عن سترة فنحن عون لسترة

    • زائر 7 | 3:14 ص

      مشاهد ايام جامعة البحرين

      اتذكر ايام الجامعة ونحن نقوم ببحث اجتماعي دخلنا احد بيوتات سترة العزيزة ولم نصدق اعيينا هل نحن فعلا في البحرين ؟؟؟؟؟
      وسوف انتم لم تصدقوا كلامي جلسنا على حصر من الاسل صناعة بني جمرة القديمة ولم يكن هناك لا ثلاجة ولا مكيف والجدار غير ممسوح بالاسمنت حجارة مكشوفة ودورة المياة ...... والمطبخ ...ولا بد هذه ليست رواية خيالية وانما حقيقة واقعة في سترة الابية ..... سبحان مغي الاحوال !!!!!!!!!!!!!!!!!الرجاء النشر وشكرا جزيلا

    • زائر 6 | 3:05 ص

      سترة تستاهل كل خير وهي محتاجة للدعم المادي والمعنوي

      اشكرك استاذ قاسم حسين على دعمك لمثل هذه المشاريع ...
      واذكر ان احدى المؤسسات الاجتماعية في احدى قرى سترة وهي الجمعية الأهلية لقرية الخارجية بسترة زرعت مايقارب 400 -500 شجرة في قرية الخارجية قبل عدة سنين...

      ولكن مثل هذه المشاريع تحتاج الى دعم مالي كبير جدا وهذا ما لا تملكه المؤسسات داخل سترة ..
      اكرر شكري .. وسترة وأهلها الطيبين يستاهلون كل خير

    • زائر 5 | 2:45 ص

      المنامية

      انا احب سترة بعد واحب كل بقعة من بلادي العزيزة، بكل جزرها وسواحلها وذرات ترابها. هذه بلادنا التي نفخر بها ونتمنى لها كل الخير.

    • زائر 4 | 2:38 ص

      الحرمان + الظلم + التهميش = سترة

      يا سيدي العزيز / أنا أعمل في سترة و ألتقي بأهلها يوميا فهم يشتكون من إهمال الحكومة لهذه القرية و حرمانهم من الكثير من الخدمات الحيوية ، و أنهم قد شبعوا بطونهم من الحرمان و الظلم و الوغود الكاذبة على مر السنين ، فكثير من المشاكل الاجتماعية و النفسية يعيشها أبناء هذه المنطقة بسبب الفقر و الجهل وانتشار ظاهرة التدخين بين طلابها وغيرها من المشاكل ، فنرجو أن يصل أهلهل لحد الكفر بالوطن بسبب الظلم الواقع عليهم من الدولة من نهب لخيراتهم و......

      أبو سيد حسين

    • زائر 2 | 10:57 م

      بلادي

      وتستاهل سترةالاجاويد والاصالةوالطيبة

    • زائر 1 | 9:42 م

      المرسم و صورة البحرين الشعبية

      اولا ادعو لنشاطات المرسم الحسيني بالتوفيق و الانتشار و أن يبعد وزراة الثقافة عن المرسم ونشاطاته. فالمرسم منتج للثقافة الشعبية و المحلية بأدوات جديدة معبرة و معاصرة، بعكس وزارة الثقافة المستعلكة و المستوردة للثقافة
      ثم أقترح على المرسم أن يتستخدم منتجات المرسم الثقافية و مبادراته للترويج للبحرين الشعبية في الخارج و كذلك للترويج السياحي في الداخل
      كما اتمنى على القائمين على نشاطات المرسم أن يبعدوا نشاطاته عن السياسة

اقرأ ايضاً