العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

أناس مخمورة وكلاب مسعورة

 

رباب نجمة من النجوم اللامعة، في عمر الزهور الناضرة، غفت عيناها ليلاً، والأقدار المقدرة تحوم حولها بعين باصرة، وخطرت ببالها أحلام عابرة، فنهضت من مضجعها سائرة، لكن عينها غامضة، وفتحت الباب فخرجت مشياً على الأقدام، وسارت خطوات إلى الأمام واصطدمت بعمود الإنارة وهي في الأحلام، فاستيقظت وتألمت، ووقفت تعصر رأسها وتنظر ما حولها، وإذا بثلاث نساء تتجهن لها، وكل واحدة تحمل مسدساً بيدها، فصرخت واستغاثت ولا مجيب لها، واكتشفت رباب أن هؤلاء رجال يلبسون ثياب نساء وعلى رأسهم شعر مستعار (باروكات)، فأمسكوا بها وقالوا لها إن لم تسكت أطلقوا الرصاص على رأسها ثم أغلقوا فمها برباط قماش، وغطوا وجهها، وأخذوها إلى سيارتهم وهربوا بها، إلى جهة لا تعلم بها، وساروا بها إلى البراري وهناك أزالوا غطاء وجهها ورباط فمها، واحتوشتها الشلة المارقة، هذا يحتضنها وذلك يقبلها، وآخر يتلمس جسدها، فبرزت إليهم، وخاضت في أوساطهم ببسالة، وضربتهم بجمع يدها، ورفستهم برجلها، وسحبتهم من ثيابهم، ودفعتهم بكفيها، وأوقعتهم على الأرض يتدحرجون، وداست برجليها عليهم، وأركستهم على رؤوسهم ونزعت أحذيتهم وأوقفتهم، وضربت بها هاماتهم، وبصقت في وجوههم وهي تقول (يا شذاذ الآفاق، ويا حثالة الرجال، ويا ذئاب البشر، يا وجوه الفئران في المجاري القذرة أنا رباب الموصوفة بالشجاعة والحنكة خذوها مني صيحة وضربة، هكذا يا بنات ويا أمهات إذا خدش الحياء، ندافع عن الشرف، ولا نلين إلى الأبد حتى نحمي الأعراض من الأرجاس) ولما لم يستطيعوا مقاومتها، صوبوا المسدسات إلى رأسها، فسخرت منهم قائلة:

(تحملون مسدسات كاتمة للصوت، وتبلعون ريقكم من خوفكم، أطلقوا الرصاص لأرى شجاعتكم وماذا تريدون أن تفعلوا الآن؟) قالوا: نشرب الخمر ونرقص وأنت في وسطنا ونتمايل على بعضنا وأنت معنا، لأنك ريحانة نشمك ونأنس بك، فيزيد طربنا.

قالت: سأريكم الدنيا ناراً تحرق أجسامكم، ثم فتحوا زجاجات الخمر وشربوا وثملوا وزادوا وغابوا عن الوعي والأبصار، وصاروا خشباً مسندة، لا يسمع إلا شخيرهم فذهبت إلى حقيبتهم وفتحتها فوجدت فيها ثياب نساء وباروكات ومسدسات لكنها لعب أطفال فحملتها في يدها، وهمت بالسير لتنجو منهم، وكان الليل حالك السواد، فرأت على قرب شجرة مقطوعة، وملقاة على الأرض، فتوارت بها، وأخذت تدفعها أمامها، وإذا بالشجرة تسقط في مكان سحيق، وفي هذا المكان جحر للكلاب المسعورة، فتفاررت منها وخرجت تنبح فخافت رباب أشد الخوف، لكنها تمالكت نفسها، ولفت جسدها بأوراق الشجرة حتى أصبحت هي والشجرة كتلة واحدة، واتجهت الكلاب نحو المخمورين لما رأت حركاتهم وهم مطروحين على الأرض، فنهضوا وهربوا والكلاب تتبعهم بالنباح، حتى غابوا عن الأبصار، فحمدت رباب الله على السلامة وقالت (لولا الشجرة لوقعت في الحفرة وأكلتني الكلاب، هكذا الدنيا أناس مخمورة، وكلاب مسعورة، والسليم من أمن الطريق).

ثم إن رباب سارت متخفية، حتى وصلت إلى الطريق، وسمعت دورية الشرطة تناديها فقصدتهم وهي في حالة قلق شديد، وماذا يخبئ القضاء والقدر عن شيء جديد، ولما أطلت وجدت الخمارين مقيدين وهم في سيارة الشرطة، ثم أشارت إليهم وقالت هؤلاء هم الذين اعتدوا علي وخطفوني، وقصت للشرطة الحادث ثم سلمت الشرطة حقيبتهم وفيها لباس نساء وباروكات ومسدسات وهمية ليرهبوا الناس في مشاعرهم فضحكت الشرطة من قبح أعمالهم.

قالت الشرطة: نباح الكلاب فضحهم، فتمت مطاردتهم والقبض عليهم، ثم طلبت الشرطة من رباب أن تدلهم على بيتها، وبعد أن وصلت الشرطة البيت وجدوا والدي رباب واقفين بدمعة وحزن، وما أن رأوها احتضناها وقبّلاها فرحاً، وطلبت الشرطة بطاقة الهوية الخاصة برباب لتدوين اسمها وعنوانها باعتبارها مجنياً عليها، ولاستكمال التحقيق صباحاً في مركز القيادة، ثم انطلقوا بالمخمورين مقيدين لتحقيق العدالة، وفضح البطالة.

عبدالله محمد الفردان


المبررات الشرعية

 

لا أدري ما الذي دفع النواب الأفاضل لإثارة موضوع منع الخمر الآن...؟! على أية حال فلا حرج من ذلك، فهذا ما يأمرنا الله سبحانه وتعالى باجتنابه، كما أن دستور البلد يشير إلى أن قوانين البلد يستمد من الشريعة الإسلامية.

ولكن البعض للأسف يعتبر شرب الخمور في كل مكان حرية شخصية ولكن هذا كلام مردود عليهم لأن الله تعالى حرم الخمر ليحد من حرية الفرد في حين يعطي بذلك حرية للمجتمع بأكمله ليعيش في أمن وسلام وفي معزل عن الجرائم والحوادث التي تحدث بسبب تداول الخمور. إن كنا نعتبر شرب الخمر في كل مكان حرية شخصية فلنسمح أيضاً بتداول المخدرات...؟!

لقد كان تداول الخمر في الماضي مقيداً بين المواطنين، ورسمياً ما يزال ممنوعاً مع أنه على أرض الواقع فإن الوضع مختلف في زمننا هذا فانتشرت البارات والمراقص والفنادق والمطاعم التي تقدم فيها الخمور في جميع أنحاء البلاد ما أدى إلى سهولة الحصول عليها وتناولها. وهناك من المنتفعين الذين ضعف إيمانهم يقولون إن منع الخمر سيدمر اقتصاد البلد ويضيع من أيدينا السياح والاستثمارات ويرعبوننا بذلك، فأي خير يكون في اقتصاد بلد يقوم على الخمر؟!

إن الخمر كان متداولاً في زمن الجاهلية وعندما جاء الإسلام منعت الخمر فنفر من شربها الصحابة أنفسهم دون حسيب أو رقيب، ولكن ها نحن نعيش في زمن الجاهلية الثانية فما هو الحل؟

هناك دول إسلامية ممنوع فيها الخمور ولكن تداولها وتعاطيها أكثر من الدول الإسلامية المتجاوز عنها! فالحل يأتي بالتدريج ويبع ذاتياً من قناعة الجميع.

وقبل ذلك يجب علينا جميعاً العمل لما فيه مصلحة البلد والمجتمع. وإعطاء الأولية لأمور أولى تسبق ذلك ومنها:

- منع الفساد المالي والإداري في البلد وتمكين القوانين.

- تحسن وضع التعليم من ناحية غرس مبادئ الدين الإسلامي والقيم النبيلة في نفوس أبنائنا.

- أسلمة وعربنة المدارس الخاصة بعد أن سيطرت الثقافة الغربية عليها. ثم تأتي الخطوات التالية في معالجة آفة الخمور.

- رفع الرسوم على الخمور بحيث يكون شراؤها باهظاً ومكلفاً للفرد.

- تطبيق شرع الله في معاقبة شارب الخمر.

أحمد يوسف عبدالله


قصة بطل وإنجازات في حب الوطن

 

أصبت بالإحباط وأنا أتابع صدى إنجاز البطل العالمي حسين جاسم والحملة غير المبررة والتي شنت عليه من أجل التقليل من حجم الإنجاز الذي حققه في آخر بطولة عالمية والتي رفع فيها علم البحرين ليرفرف خفاقاً، مضيفاً ذهبية 75 لتسجل للوطن في واحدة من أقوى البطولات العالمية المستحدثة، نظرا لمشاركة نخبة من أبطال العالم من مختلف الدول والقارات، وحيث لا يسمح بمشاركة إلا الأبطال العالميين في هذه البطولة القوية والتي تنظم تحت إشراف الاتحاد الدولي للعبة، وبحضور للبطل العالمي آرنولد، هذه البطولة التي تقام ضمن مهرجان سنوي يضم أكثر من 43 لعبة رياضية ويطلق عليه «مهرجان أرنولد الرياضي»، ويضم المهرجان ألعاباً رياضية إضافة إلى بطولتي أرنولد لبناء الأجسام وهي بطولة أرنولد كلاسيك للمحترفين وبطولة أرنولد للهواة.

ويحظى المهرجان بإقبال جماهيري كبير حيث يحضر فعاليات المهرجان سنويا ما يقارب 150 ألف متفرج.

نعم أصاب بالإحباط كل ما أرى بطلاً عالميا من العيار الثقيل مثل حسين جاسم على رغم ما يعانيه من ألم الغربة والشوق والحنين لتراب الوطن، فإنه يأتي في كل مرة ويمثل وطنه بإخلاص وتفانٍ ويتوج بالذهب ويرجع بخفي حنين لغربته وقلبه متفطر لفراق الأهل والأصدقاء.

ولن أتحدث عن التكريم لأنه في قناعتي بأن بطلا عالميا كالبطل حسين جاسم لم يكرم بعد التكريم اللائق فأنا قريب منه وأرصد كل إنجازاته وما حصل عليه بعد كل انجاز والذي لا يقارن بما حققه وما حصل عليه غيره ممن يمثل البلد في ألعابه المختلفة، وهذا ما جعله يرفض هذا الحديث ويمقت التطرق له.

وقد دار بيني وبين رئيس الاتحاد الشيخ عبدالله حديث عندما دعا البطل حسين جاسم في مجلسه الخاص، هذا الرئيس الشاب الطموح والذي يولي البطل حسين رعاية خاصة، حيث سمعني بإمعان حين قلت له بأن حسين جاسم ماركة بطل... متى ما أراد أن يصنع الانجاز فهو قادر على ذلك لما يمتلكه من خبرة وإمكانات ومحافظة على المستوى، وأشرت له بأنني على قناعة بأن حسين جاسم لم يقدم بعد كل ما في جعبته، وكأن بطولة العالم في البحرين كانت أولى إنجازاته.

وفرحته بالانجاز لا تدوم إلاّ لحظات فلذا عندما هدأت نشوة الفوز في إحدى البطولات العالمية أعطاني الكأس وشكر الله وعندما رمقته بعيني، قال لي بثقة هذا الأهم من الانجاز... شكر الخالق لأنه هو المسبب له.

غير أن ما حدا بي إلى الكتابة أنه بعد كل هذه الظروف وحجم الاقصاء والتهميش الذي تعرض إليه سنوات عدة وانعدام التكريم يأتي من يحاول أن يقلل من إنجازاته المشرفة، ولولا أن البطل حسين معدنه أصيل ولا ينظر للخلف.

وهذا ما يثير حفيظتي بعد كل هذا الاقصاء يأتي من يحاول أن يبخس البطل حسين جهده وتعبه ويقلل من إنجازاته التي سطرها بحروف من ذهب في سجله المشرف الذي صنعه بالجد والمثابرة سعياً منه ليمثل وطنه خير تمثيل ويرفع اسمه خفاقاً في المحافل العالمية، ولم يكن يهمه غير صنع الانجاز تلو الانجاز من أجل الوطن، دون انتظار ماذا سيقدم له في المقابل، بل ماذا سيقدم هو لوطنه. وهذا ما طبعه جاسم في ذهني ورسخه بحكم قربي منه وصداقتنا، بأنه لا يتوانى يوماً بالحرص والوفاء وعدم التقاعس مهما كانت ظروفه القاهرة عن القدوم وتمثيل الوطن خير تمثيل عندما يدعوه الواجب بل يتحامل على كل جراحه وغربته وظروف تأمين عيشه وقوت عياله، وهذه انجازاته التي حققها خلال مسيرته الحافلة تبرهن كلامي والتي من أهمها:

بطل العرب 1997 في دبي و2006 في مسقط، وذهبية بطولة النمسا، وذهبية آسيا 2004 و2005، وذهبية كوريا.

ناهيك عن الأربع سنوات الأخيرة والتي كانت حافلة بالذهب رغم ما تعرض له من توقيف لو كان تعرض لها لاعب آخر لاستسلم وترك اللعبة. ومع ذلك رجع وحقق ذهبية بطولة العالم في البحرين وبطولة العالم في قطر ورغم الحادث الخطير الذي تعرض له استطاع بإخلاصه وإيمانه برسالته وواجبه الوطني والوعد الذي قطعه للشيخ ناصر بالذهبية، أن يتجاوز محنته في فترة وجيزة ويسطر أغلى الانجازات ليرفع اسم الوطن في المحافل العالمية.

هذا ما يجعلني أتساءل بحرقة لمصلحة من هذا التحبيط وتحقير الانجاز، ولمصلحة من يثار اللغط من أن البطولة غير معترف بها وأنها غير رسمية. ألا يكفي رصد الانجاز والافتخار به وإبرازه في إطار جميل يعكس الحرص والولاء وفرحة رؤية المملكة دائماً في المقدمة، وفي منصات التتويج سواء كان ذلك في بطولة رسمية أو غير رسمية هذا إذا جزمنا بصحة ذلك. ومع ذلك أتساءل ألا يكفي أن هؤلاء الأبطال ذهبوا ليمثلون الوطن بعيداً عن أي اختلاف في وجهات النظر أو أي ترسبات شخصية، نعم ذهبوا ضمن وفدٍ رسمي يحمل شعار مملكتنا الغالية التي يفتخر كل من يمنح فرصة تمثيلها.

كل ذلك بعد أن أقرت اللجنة الأولمبية موازنة ومخصصات هذه المشاركة واعتمدتها، هذه الجهة الرسمية والمؤسسة المعتمدة والتي يتواجد على أعلى هرمها الشيخ ناصر بن حمد وتحت يديه ثلة من الشباب المعطاء في مقدمتهم الشيخ فواز، وما أنا ملم به بأن هذه المؤسسة لا تصرف مستحقات أي مشاركة خارجية إلاّ بعد أن تحصل على الدعم والتمويل من الاتحاد الدولي وإقرار الموازنة بحسابات دقيقة ووفق تقديرات معتمدة ومشروطة.

نعم حتى لا يضيع الانجاز سجل أيها التاريخ وسطر ملاحم هذا البطل وسجله الحافل في حب الوطن والاخلاص والتفاني له.

رياض عاشور


دماء جديدة

 

أظن أن قلمي بات يئن وينزف حبره ألما على حال بعض المواهب والطاقات التي لاتزال تتعرض للانتقاص والوأد والتهميش من قبل غالبية المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

إن نجاح أي مجتمع وتقدمه ونجاحه على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مرتبط ارتباطا تاما بعامل التجديد والتشجيع فذلك أساس متين لقيام مجتمع ذي قوة وسلطة وبنيان ونجاح غير قابل للانهيار، أنا هنا أتحدث عن خلق دماء جديدة وإبرازها واختبار تجاربها وأدائها وتوجه فكرها وطموحها في جميع المجالات ففي كل عمل وكل خطوة نخطوها نحن بحاجة إلى دماء جديدة وأفكار جديدة... في البيع والشراء، في أساليب التدريس، في أساليب التربية، في البناء والعمران، في التكنولوجيا، في الفن بكل أنواعه... في كل حدث وتوجه في حياتنا العلمية والعملية... نحن بحاجة إلى التجديد والنجاح ولن يتحقق ذلك إلا بالإتيان بأفكار جديدة واختبار أساليب مختلفة وهذا لن يحدث بالاعتماد على الدماء القديمة فقط (فلكل زمان دولة ورجال). اليوم يجب أن نثق بهذا الجيل الجديد، شباب اليوم المفعمين بالطاقة والفكر وروعة الأداء، وليست الثقة وحدها مطلوبة وإنما يجب أن نفسح لهم المجال لإبراز طاقاتهم وترجمة مواهبهم على أرض الواقع، ولكن أين نحن من كل ذلك؟ نحن في موطن يعج بالدماء الجديدة لكنها للأسف (قتيلة) محبطة، نعم شبابنا محبط فليس هناك ما يدعمهم ويشجعهم على العطاء وخوض التجارب بثقة، فقط لأن النهاية ستكون ثناء بلا تقدير.

يقول العالم الاجتماعي ماكس فيبر إن العوامل غير المادية مثل (العوامل الاجتماعية والروحية) تترك آثارها وبصماتها الواضحة على الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها الأفراد، وإذا ما تحدثنا عن العوامل الاجتماعية والروحية على هذه الأرض فهي عوامل محبطة لا تشجع على العطاء وبذل مزيد من الجهد فليس لذلك الجهد ثمن.

قبل أيام استوقفتني صورة لشابين يقومان برسم جداريات رائعة على أحد جدران تلك القرية وتساءلت حينها: ما الذي يجبرهم على الوقوف بالساعات لرسم تلك اللوحات الجدارية بلا ثمن؟ وبأي روح وإرادة يرسمونها بهذا الحجم الكبير في حين أنها تباع بالآلاف وهي اصغر حجما في بعض المعارض التي تقام لفنانين معروفين.

السؤال هنا: لم لا يقوم هذا الشاب الذي رسم لوحة جدارية مجانا، فنانا معروفا تفخر البحرين يوما بعالمية شهرته وفنونه؟ مع العلم وهذه معلومة لا ينكرها أحد أن تلك الجداريات تصل إلى مستوى الحرفية الفنية من وجهة نظر فنانين متمرسين استطاعوا تقييم روعة تلك الرسومات وأسفوا على كونها من الجدار للجدار بلا أي تقدير سوى أنها أعطت منظرا رائعا لعامة الناس وبالمجان. في حين أنه أستغرق ساعات طويلة من يومه وهو يرسمها. ماذا يسمى ذلك؟ أليست قمة في المواطنة وحبا للوطن وعطاء بلا حدود؟

إذا كان هذا المنظر استوقفني... ألم يستوقفكم المشهد المتكرر لعاطلي العلوم الاجتماعية الذي وصلت فصوله إلى 36 مشهدا؟

وهذا أيضا عرض بالمجان، في أميركا والصين ومثيلاتهما في الغرب هناك يقيمون ورش عمل ومختبرات جهزت خصيصا لتدريب الأطفال وتعويدهم وتدريب عقولهم وتنمية مواهبهم ومهاراتهم... فلم لا نقتدي بإيجابيات بعض خطواتهم نحو بناء الإنسان؟

كل المواهب والطاقات على هذه الأرض تعطي بلا حدود وتقبل ترابها بكل ما تقدمه وتراه يسيرا في حق الوطن، ففي كل قطرة عرق قبلة وامتنان، ترى ماذا أعطيتم أنتم وأنتم وأنتم لكل هذه الطاقات والمواهب؟

إنني هنا لا أتحدث من منطلق شخصي. يكفي أن نجري استفتاء (وهذا ما أردته دائما) لفئة الشباب وأولهم الجامعيين لأخذ رأيهم بالأمر لنجد أن ردودهم ستكون محبطة أو مغلفة بباقة من المجاملات خوفا من المواجهة. نعم، نخاف أن نتكلم، نخاف أن نعبر والخوف جزء لا يتجزأ من الإحباط الذي غرس في داخلنا وأقولها بثقة: أنا وأنتم وهم، فغالبية المبدعين مهمشين كطفل حقق أعلى الدرجات ولم تعره أمه أي اهتمام، فهل تنكرون ذلك؟

نوال الحوطة


الحياة الجامعية

 

لكل محطة من محطات العمر بصمة مميزة وخاصة في تركيبة الفرد، ومع تراكم هذه البصمات وتعددها، تتكون لدى الإنسان في الناتج ما يسمى بالشخصية، فالشخصية ما هي إلا مجموعة تجارب وسلوكيات تجيء من حينٍ لآخر، وتساهم بصورة فاعلة في بناء وتشييد عقلية الإنسـان واعتقاداته . ولربما للجامعة نصيب الأسد، والسواد الأعظم من كل ذلك، من حيث دورها الواسع في ترسيخ الكثير من المبادئ التي يتخذها الإنسان كمنهجٍ يسيِّر به حياته. لذلك يجب أن نتوقف قليلاً مع ماهية الحياة الجامعية وبعض ما تحمله من آثارٍ لها شديد الأثر في تغيير شخصية الطالب أو الطالبة وتبديل الكثير من توجهاته ومعتقداته على مختلف الأصعدة.

الأساتذة، الطلاب، التجارب، الاختلافات، المشادات، العلاقات الاجتماعية، والكثير الكثير مما يواجهه هذا الطالب في هذه المرحلة، كل ذلك يعتبر منظومة متكاملة تعمل على تأدية تكليف الجامعة في بناء تلك الشخصية بناءً سليماً ناجعاً، أو بالمقابل لربما قد تكون هذه المواقف ما هي إلا عوامل مساهمة في الإضرار بهذا الشخص وتدمير طموحاته وآماله البيضاء. ولعله من الجلي أن الدور الملقى على عاتق طالب الجامعة يختلف اختلافاً شاسعاً عن جميع ما مر به من مراحل سابقة.

«طلاب الجامعة ينظمون مسيرات اعتصام للافراج عن المعتقلين، اشتباكات حادة بين طلاب الجامعة ورجال الأمن في قضية ناشطين حقوقيين، طلاب الجامعة يساهمون في الاستيلاء على السفارة الأمريكية، إلخ». كل هذه العنوانين تتداول وتكتب وتطبع بالخط العريض على أوراق الكربون متصدرةً للصفحات الأولى في الصحف اليومية بمختلف أقطار المعمورة، بل ويتم ابتعاث سيلٍ من المراسلين من قِبل القنوات الفضائية لتقصي حيثيات هذه القضية أو تلك والبحث في مجرياتها. نستشف من كل ما سلف أن لهذه الشريحة من الشباب إسهامات غير اعتيادية في السلك السياسي، تحاكي ظواهر وقضايا المجتمع المحلي والدولي، كيف لا ويعد طلاب الجامعة رهاناً تعوِّل عليه الكثير من التنظيمات والجمعيات والتيارات السياسية.

بعد كل ما تمثله هذه الحياة الجامعية وما تحتضنه من آمالٍ وطموحات لبناء المجتمع وعمران الديار، أو لا يستحق هؤلاء الطلبة رعاية من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة أكثر من التي يتلقونها حالياً؟ أو ليس بات واجبًا ولزاماً على الجميع المساهمة في إرساء المبادئ السليمة في شخصيات وعقول هذه الشريحة من المجتمع؟

حسين محمد علي حجيري


من الضحية التالية؟

 

زُهورٌ تذبُل، يقطِفُها الموت في ربيعها، في وقتِ يجب أن تكون فيه بأبهى حللها، تموت دون أن تشعر بلذة الحياة، وقبل أن تصلها قطرات المطر لتعيد لها الأمل في الحياة ولو ليومٍ واحد، إنهم يموتون، يرحلون دون وداع، يعذبون من يحبونهم، يخلفون وراءهم أطفالاً يتامى الأب، وآخرين مساكين بلا حضن أم يحتويهم، وأمهاتٌ ثُكالى ليس لقلمي أن يصف مصابهن، وآباءِ افترسهم الحزن وأهلك وجوههم حتى تجلت تجاعيد الهموم في وجوههم فما عادت البسمة ترتسم بعد ذلك.

أخواتٍ فاقدات يسود وجوههن الهم بعد أن ذهب أخوهنَ دون عودة، وأخوة يشتاقون لضحكة أختهم التي تعيد لهم الحياة ولم يعودوا يشعروا بطعم الحياة بعدها،علاقات صداقة أقوى من الجبال؛ يهدمها الموت فجأة ويعلن انتهاء قصة الصداقة النادرة، أزواج أرامل وزوجات مرملات صفع القدر وجوههم بفقد الأحبة، وخلف لهم يتامى يستذكرون بهم من رحلوا!

عُذراً لمن يقرأ؛ أنا لا أتحدث عن قضية فلسطين! إنما أتحدث عن الراحلين من أحبتنا، أصحاب الدماء المنجلية، عمن خطفهم وحش السكلر وتسبب في ذلك الإهمال في الرعاية الصحية، عمن لم يتجاوز أكبرهم 45 عاماً.

نعم؛ هُنا أتساءل من التالي يا وزارة الصحة؟ وأعيد الجواب على نفسي وأقول إن وزارة الصحة تسعى لتفعيل شعارنا لكن بطريقة مغايرة، وهي الإهمال والتقصير في العلاج، وإصدار القرارات غير الصائبة والتي تتسبب في زيادة آلامنا، وكل ذلك من أجل أن تكون البحرين «مجتمعاً خالياً من الأمراض الوراثية 2012» نعم ستبقى البحرين دون مرض (السكلر) بعد أن نوارى جميعاً، ويبرروا إهمالهم بكلمة (محد يموت قبل يومه)!

إلى متى سنبقى ننتظر الفرج بإنشاء الوحدة المخصصة لمرضى السكلر؟! وإلى متى سيموت مرضى السكلر وهم في انتظار سرير شاغر في العناية القصوى؟! إلى متى ستكون الحقنة التي تخفف آلامنا هي ذاتها التي تقضي على حياتنا وتقطف زهرة شبابنا؟! إلى متى ستبقى التصريحات المخدرة للرأي العام حبراً على ورق؟! هل ترى كان الوضع سيبقى على هذا الحال ويزداد سوءاً يوماً بعد آخر، لو كان أحد المتوفين من كبار المسئولين أو أبنائهم؟! أم أن النار لا تحرق إلا رجل من يطأها؟!

هل يعقل هذا يا وزارة الصحة؟! ضحايا السكلر يزدادون عاماً بعد عام ولا من مجيب... ولا من أحد يهتم لأمرنا؟!! هل يعقل أن وزارة الصحة تصرف على الاعتماد الكندي مبلغاً وقدره 283 ألف دينار، وتعجز عن توفير جهاز للكشف عن الأوردة لوضع المغذي لا تتجاوز كلفته الـ 5 آلاف دينار؟!

والأمر من ذلك هو أننا نرى الوزارة الموقرة تطلق حملاتها التوعوية حول جميع الأمراض هنا وهناك، وتتجاهل أن هناك 18 ألف مريض بالسكلر في البحرين، وأن من واجبنا جميعاً أن نسعى لجيل صحي وخالٍ من الأمراض الوراثية!

كم يصعُبُ عليّ تفسير كل ذلك إلى أي معنى آخر غير التخلص من المرض والمرضى في نفس الوقت.

إيمان سبت


صرخة طالب

 

كل الأمنيات تحطمت عندما كان لي دور ومكان في المرحلة الثانوية، تمنينا أن نكبر ونرى شهادة التوجيهي التي كانت ملونة في الزمن الماضي واليوم أصبحت ورقة بيضاء، هنا بضع كلمات لوزارة التربية، كلمات أريدها قوافي تنثر آهاتي على مد البصر في ساحل الضيم والآهات .

أنا طالب

أنا طالب

كنت يوما على الشط أسير

حرا كما الطير في الفلاة

كنت أنشد العز الأصــيــل

لــم أرد ذل الـــدعـــاة

أنا طالب

أنا طالب

أنـــا إن كنت صغيرا

فــلــــي فـي الأمنيات مكان

أهــوى أن أكبر دوما

لأكون نقطة لا يمحيها الزمان

أنا طالب

أنا طالب

شهران يمضيان بسرعة خاطفة و تأتي الامتحانات النهائية، حتى أن الوزارة لا تحسب حساباً لأسابيع،أسبوع تعارف بين المعلم و الطلبة وأسبوع للرحلات الترفيهية التي تقوم بها المدرسة، فيكون عدد أيام الدراسة مقتصر على الانتهاء من مقررات الإثرائي و بعدها تبدأ وتيرة المعلمين نح متأخرون أعطونا حصصاً من عندكم، و كأننا نحن الطلبة من يقرر هذه الحصة يأخذها فلان و هذه الحصة يأخذها فلان.

يا وزارة التربية، لم لا تخصصي حصة تعزيزية لكل مادة أو تقومي بتوسعة الفصل الدراسي بما يتناسب واحتياجات الطالب التعليمية والتعلمية مع العلم أن خطة التقويم السنوي يقل فيها العام الدرسي أسبوعا سنة بعد أخرى.

الظاهر أن عجلة السرعة في الأسواق العالمية بدأت تنعكس أيضا على طالب الثانوية الذي أصبح لا يتنفس إلا في مقررات الأربع ساعات الإثرائية و تقابلها مواداً صعبة الفهم و قليلة الحصص وهي مقررات الساعتين. المواد المقررة و هي الفيز و الكيم و الأحياء فلم لا تكون مقررات ثلاث ساعات أو حتى أربع و تقلل نصاب المواد الإثرائية والتي تكون مرتعا لتسرب الطلبة و القيام بكل ما يندى له الجبين من سلوكيات سيئة تعود سلبا على سمعة المدرسة و على الطلبة .

لمَ تغض الوزارة الطرف عن المقررات الجديدة في (سنة أولى توحيد) فنسبة الرسوب في المقررات حسب ما يقال إنها: «ثلاثة أرباع عدد الطلبة» تزيد أو تقل حسب ما يقال في الدقة في فيز 102 و مع ذلك لا توجد خطة لعلاج الخلل بين من يضع المنهج الدراسي و بين الوزارة التي تقرر ساعتين للمقررات الجديدة و الصعبة (فيز 102، كيم 102، حيا 102).

أين أنتِ من كل هذه الأرقام، لقد أصبحنا نحن الطلبة نخاف من هذه المقررات، ومعظم الطلبة بين الدروس الخصوصية و المعاهد و مع ذلك لا يوجد تطور و الدرجات في أسفل سافلين أقولها مرة بعد أخرى أنا طالب أنا طالب ...فهل من مجيب.

هناء

العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:35 ص

      رد على هناء 2

      اما بخصوص الاثرائي صحيح ان بعض المعلمات يأخذون حصصه وهم معذورون ولكن بخصوص الغاء الاثرائي فأنا أعارض الاثرائي هو المنتفس الوحيد لنا خصوصا شعبة العلمي ،، ولم ألحظ اي نسبة تسرب،، بالنسبة للتسرب المدرسة وحدها هي التي تضبطها.
      شكرا لطرح الموضوع!
      بتوفيق المولى

    • زائر 2 | 2:34 ص

      ردا على هناء

      انا طالبة في المرحلة التوجيهية التطور مطلوب في المقررات خصوصا المقررات السابقة التي أكل عليها الدهر وشرب!المواضيع اللي انتم تاخذوها في فيز 102 انا خذيتها في التوجيهي!بالاضافة الى الريض تبعكم ريض 151 احنا ماكان عندنا مقررات هندسة . انتم تعتبرون أقوى منا وان كان في نسبة رسوب، الزمن تطور والمقررات لازم تتطور معاه فهذا شيئ محتم احنا مانرجع خطوات وره احنا نتقدم للامام المفروض

    • زائر 1 | 1:22 ص

      ردا على هناء

      من قال لك ان اسبوعايمضي للتعارف بين معلمين وطلبة؟خصوصاالمرحلةالثانوية معروف ان الواجبات قد تبدأ اول او ثاني يوم دراسي والرحلات في هذه المرحلة محدودة ولاتتخذ طابع الترفيه , ربما انت تتحدثين عن تجربة شخصية لكن لايمكنك تعميمهاوانااعمل في مجال المرحلة الثانوية واعرف ماتريدين, كل مابالامر قليل من التنظيم تقوم به المدرسة والمعلم لمنهجه حتى يتمكن من انهائه ولوواظب وساربخطة صحيحة فلن تجدوا اي مشكلة واماعن ان هناك اسبوع ينقص فاسمحي لي اعتقد انك اردت العكس فأخطأت ٍ القول , والعنوان لايناسب الموضوع

اقرأ ايضاً