العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ

نصيف: غالبية أطباء المراكز ليست لديهم معلومات كافية عن «الممرض الممارس»

حذر من هجرة ممرضين إلى الخليج... في برنامج «الصحة» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» اليوم

قال حسين نصيف، أول ممرض بحريني يحصل على درجة الدكتوراه في التمريض، إن من أهم نتائج الدراسة التي أجراها لنيل الدكتوراه تتمثل في أن غالبية أطباء المراكز الصحية ليست لديهم المعلومات الكافية عن طبيعة ومهمات عمل الممرض الممارس.

وأكد نصيف أن»تطبيق نظام الممرض الممارس في المراكز الصحية سيُساهم في تطوير الخدمات الصحية المقدمة».

وحذر، لدى استضافته في برنامج «الصحة» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» اليوم، من هجرة الكفاءات والخبرات التمريضية من وزارة الصحة ومؤسساتها إلى دول الخليج العربي مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية وخاصة إنها تُعاني نقصاً في كوادرها التمريضية.

وهذا نص الحوار:

حدثنا عن بداياتك في مجال التمريض؟

- بداياتي مع التمريض كانت مباشرة بعد تخرجي في الثانوية العامة وتحديداً في مدرسة «الرفاع الشرقي الثانوية للبنين» في العام 1989م، فحالي حال الكثير من الناس الذين تقدموا لدراسة التمريض، لكن الكثير يجهل هذه المهنة ويجهل المتطلبات التي يجب أن تتوافر في الشخص الذي يمتهن مهنة التمريض، لكن مع السنوات الأولى في هذا التخصص بدأت الصورة تتضح أكثر وأكثر فعرفنا تعريف التمريض ومهمات الممرض وقت الذي ينهي دراسته ويدخل في سوق العمل، بدأت العلاقة تزيد مع هذه المهنة وخصوصاً عند كل شخص هناك إمكانيات معينة وقدرات مثل التخاطب والنباهة وسرعة التحرك في المواقف التي تتطلب تدخل الممرض، واختلط جو الدراسة مع الموهبة وبالتالي بدأت الأمور تسير بالشكل الذي يخدم المهنة.

لقد عملت في وزارة الصحة لعدة سنوات، يعني من خلال خبرتك؛ ما الذي تحتاج إليه وزارة الصحة ممثلة في مجمع السلمانية الطبي لتطوير التمريض والارتقاء بمستواه؟

- أنا بدأت في وزارة الصحة مباشرة بعد تخرجي في برنامج الدبلوم في العام 1992 وعملت في الأجنحة الخاصة بالجراحة في مجمع السلمانية الطبي لمدة 7 سنوات تقريباً انتقلت بعد ذلك إلى العمل مشرفاً على الأجنحة في جناحي 41 و43 وجناح 44 ولدي مجموعة من الممرضين تحت قيادتي يتراوح عددهم بين 20 و23 ممرضاً بعد ذلك انتقلت إلى كلية العلوم الصحية إلى الجانب الأكاديمي.


كفاءات مهيأة أكاديميّاً وعلميّاً

أنا أعتقد أن مجمع السلمانية الطبي أو الخدمات التمريضية في مجمع السلمانية الطبي، كونه المستشفى الأكبر في مملكة البحرين، تحتاج حاليّاً إلى كوادر تمريضية مؤهلة علميّاً وعمليّاً وتكون موجودة بشكل مباشر مع المرضى.

إن الواقع الحالي يؤكد أن كثيراً من القيادات التمريضية مؤهلة في الجانب القيادي وفي الجانب الإداري لكن ليس لدينا ممرضون مؤهلون تأهيلاً عمليّاً وأكاديميّاً يعطون الرعاية التمريضية المباشرة للمريض.

يعني أن تدريب الممرضين وحصولهم على درجات الماجستير يكون حاليّاً في الجانب الإداري وهؤلاء يتحركون من واقع العمل المباشر مع المريض إلى موقع قيادي... نحن نحتاج إلى أناس مؤهلين علميّاً وأكاديميّاً، حاملي ماجستير دراسات تخصصية لإعطاء الرعاية المباشرة إلى المرضى... في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً غالبية الممرضات والممرضين يحملون شهادات ماجستير ومتخصصون في الطوارئ وفي العناية بالقلب ومتخصصون في العناية بالمرضى الموجودين في وحدة العناية المركزة... هؤلاء يعملون بنظام النوبات وعملهم مباشر وبالتالي فإن الرعاية التي يقدمونها إلى المريض تكون أفضل لأن هذه الرعاية مأخوذة من ممرضين مؤهلين علميّاً وعمليّاً.

أما ابتعاث الممرضين للدراسات العليا في الجانب الإداري فقد حرم المريض من الاستفادة من هذه الخبرات التي تملك مهارات؛ وبالتالي فإن على وزارة الصحة أن تفكر عشرات المرات عندما تحدد نوعية التدريب الذي من خلاله تبعث موظفيها الممرضين بحيث يأخذون تأهيلهم العلمي والأكاديمي ويبقون في حقل العمل المباشر مع المرضى.

ما الذي دفعك إلى مواصلة الدراسة العليا في هذا المجال؟

- السبب الرئيسي هو تغيير الواقع التمريضي في البحرين، فلكي نغير واقع أية مهنة نحتاج إلى أشخاص مؤهلين أكاديميّاً وعمليّاً يقومون بالأبحاث ويحددون نتائج هذه الأبحاث ومن خلالها يغيرون السياسات والأنظمة المتبعة في هذه المهنة، وهذا بدوره يؤثر على الرعاية الصحية المقدمة إلى طالبي الخدمات كالمرضى وأهالي المرضى بشكل خاص.

فأعتقد أننا نحتاج إلى أشخاص يقومون بدراسات علمية؛ وحتى يقوموا بدراسات علمية يلزم أن يكون لديهم مؤهل أكاديمي يؤهلهم للقيام بهذا النوع من الدراسات العلمية وعلى أساس هذه النتائج نغير الأنظمة ونغير السياسات الصحية المعمول بها لكي نرفع مستوى الرعاية التمريضية الطبية إلى المرضى وطالبي الخدمات الصحية.


هجرة الكفاءات التمريضية

طيب، هل تعتقد أن واقع العمل في وزارة الصحة طارد للكفاءات التمريضية، بمعنى هل هناك هجرة في الخبرات التمريضية الوطنية؟

- أنا أعتقد أن هناك هجرة في الكفاءات والخبرات في مجال التمريض من وزارة الصحة ومؤسساتها وهذا الأمر مرشح للازدياد مستقبلاً لأسباب كثيرة؛ أهمها أن أكثر الكفاءات التي تترك وزارة الصحة لا تحصل على الجو المناسب لتطبيق كل الذي تعلمته في دراساتها في الماجستير أو في الدكتوراه، ونحن نعرف طبيعة العمل في الوزارة الحكومية بشكل عام، إنه نظام يتميز بنوع من البيروقراطية وحتى تطبق الأمور ويتم تنفيذها تأخذ وقتاً طويلاً وهذا يؤدي إلى تقليل الإبداع وتقليل الطموح عند الأشخاص.

سبب آخر من أسباب الهجرة من وزارة الصحة إلى مؤسسات أخرى داخل البحرين أو دول مجاورة أعتقد في المستقبل القريب أن افتتاح جسر البحرين - قطر، يمكن أن يشجع على انتقال الكوادر التمريضية إلى دولة الإمارات والكويت وقطر والسعودية وخصوصاً إذ ما أخذنا في الاعتبار النقص في الكوادر التمريضية في هذه الدول وبالتالي إذا نحن ما احتضنا هذه الكفاءات فإنها ستنتقل إلى السوق الخليجي الذي صار مفتوحاً أكثر من أي وقت مضى.

هلا تحدثنا عن رسالتك للدكتوراه وسبب اختيارك لموضوع الرسالة؟

- رسالة الدكتوراه هي عبارة عن دراسة السلوكيات والمعلومات المتوافرة عند الأطباء العاملين في المراكز الصحية وعن إدخال مفهوم فكرة مزاولة التمريض المتقدم، وعندما نتكلم عن التمريض المتقدم كممرضين يحملون شهادة الماجستير ويمرون بدورات تدريبية فإن ذلك يؤهلهم للقيام بعملية التشخيص الطبي وتحديد المشكلة الصحية للمريض والقيام بتقديم الخدمات العلاجية ومتابعة المرضى على حسب الحالة الصحية لكل واحد من هؤلاء المرضى.

ففي دول العالم وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واستراليا ونيوزيلندا كان العائق الأكبر دون تطبيق هذا النوع من التخصصات في الواقع الفعلي هم الأطباء.

فهناك رفض شديد جدا من الأطباء على أساس أن التخصص الطبي هو للطبيب فقط، لكن في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً أدخل هذا النوع في النظام الصحي الأميركي لعدة أسباب، منها صعوبة أن يحصل الناس على الخدمات الصحية وكذلك النقص في الأطباء، وارتفاع كلفة الخدمات الصحية.

والمهم أن هناك قدرات في التمريض لو أعطيت الفرصة ودربت التدريب الكافي لاستطاعت أن تقوم بأدوار زيادة على الأدوار المناطة بها يعني الأدوار الطبيعية المناطة بها، فكانوا يدرسون عادة عندما يدخلون أية دولة هذا النوع من العمل يقيسون في البداية المعلومات التي تتواجد عند هذا الطبيب وهل هو فعلا من الناس الذين يدعمون هذا النوع من التوجه.

أنا اخترت عنوان الرسالة واخترت الأطباء الموجودين في المراكز الصحية في البحرين على أساس أريد أن أعرف كمية المعلومات الموجودة عند الأطباء عن هذا النوع من الفئة من الممرضين ولو حاولنا أن ندخل مفهوم الممرض الممارس الذي يقوم بدور مشابه للطبيب لكنه غير طبيب، هل أنت كطبيب تدعم هذه الفكرة؟ وبالتالي هذا يعطينا نتيجة مهمة حتى نبني عليها الخطوات المستقبلية لإدخال الممرض الممارس في نظامنا الصحي في البحرين.

العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:19 ص

      ممرض بحريني : إغلاق بيت المممرضين البحرينيين مستمر

      إغلاق جمعية التمريض مستمر و لا يخفى على أحد دور الجمعية في نمو التمريض البحريني منذ إفتتاحها و كذلك دورها الكبير لتعديل كادر التمريض على الرغم إنه غير منصف . بالإضافة للدفاع عن حقوق الممرضين .

    • زائر 11 | 7:11 ص

      ممرضه عاطله ماكول حقها

      والله يادكتور حسين انت احسن دكتور درسني
      تدرس بضمير وثقه وهدوء
      ياريت ايي يوم واصير مثلك بكل هالطموح
      وياحظ الجامعه الارلنديه فيك احسن شي سويته طلعت من الكليه
      الف مبروك الدكتوراه

    • زائر 10 | 6:13 ص

      كفاءات يا ابناء الوطن نفتخر بكم ..

      نفتخر بأبناء الوطن و الكفاءات العلميه .. هذا حقا ما نحتاج اليه و يحتاج اليه الوطن .. هو سواعد ابناءه المخلصين في كل مجال و ميدان على المستوى العلمي و العملي .. و اذا كان هناك من يعمل في الخفاء لاحلال شعب اخر في وطني فأننا نعمل في النور لنزرع الامل و نناطح السحاب و لنقول لكم جميعا اننا هنا باقون و سنعطي و نبذل و لن نكل او نيأس .. و سلاما لكل بحريني اصيل (شيعي او سني) ..

    • زائر 9 | 4:54 ص

      1000 مبروك

      نبارك للدكتور هذا النجاح وإلى الأمام دوما وفقكم المولى وسدد خطاكم رغم عدم معرفتنا بكم ولكن سررنا بهذا الانجاز
      بنت السادة

    • زائر 8 | 4:43 ص

      ممرض حديث التوظيف

      ونعم الأستاذ والممرض المخلص فأنا ممن نال شرف التعليم على يد الأستاذ والأخ الفاضل حسين نصيف بكلية العلوم الصحية فالشكر لا يكفي لوصف هذا الأستاذ الكبير فعطائاته متواليه لا حد لها..ختاما بالبركة يبو علي على الدكتوراة وتستاهل أكثر فأنت مثال الممرض البحريني وقدوته

    • زائر 7 | 4:42 ص

      الى الامام

      تستاهل يا استاذنا والله يوفقك
      احدى طالبات التصنيف

    • زائر 6 | 4:40 ص

      مبروك يا ولد بلدي انتم الشرفاء...أحسن من المجنسين المجرمين

      على الرغم بعدم معرفتي بك شخصياً لا من قريب ولا من بعيد أبارك لك يا أخي على حصولك على الدكتوراه، رفعت راس ديرتي أفضل من المجنسين الرفاع الذين يسفكون دماء الشرفاء والمواطنين الأصليين .

    • زائر 5 | 4:35 ص

      رأى الممرضين في مجمع السلمانيه الطبي

      الف مبروك يابوعلي، نحن الممرضون فخرون بانك تمثلنا وعلى قدر معرفتي بك الا اني اشهد بانه ماحصلت عليه فهو من جهودك ولم تتوصل اليه بطرق ملتويه ولكننا خسرناك بيننا وبالمقابل كسبتك الكليه الارلنديه للجراحين وفي الاخير الله يحفظك لزوجتك وعيالك والى الامام

    • زائر 4 | 4:28 ص

      عادي

      الف مبروك اخوي حسين عالدكتوراه وثانيا نعم البحرين كما اسهبت سابقا لديها خبرات قيادية بالتمريض أهمها تطفيش الممرض وتحطيم طموحه بالدراسة وبتجديد الامل لااستمراريته بالعطاء هذا هو حال التمريض بالبحرين لعلمك لقد هاجرت الكثير من ملائكة الرحمة من السلمانية بسبب الكبت والدكتاتورية التي واجهناها واتجهنا لمناطق لاتناسب موهلاتنا ولكن تعبنا من المواجهة والطق بالجدران القوية تعبنا ونحن نقول اننا نخدم المرض وهذا لوجه الله ولكنا رفعنا لاائحة الاستسلام للاسف ولازلنا نحاول ان نكمل الماجستير بتخصص لن اتخلى عنه

    • زائر 3 | 2:50 ص

      مبروك الدكتوراة يابوعلى

      لكم مني اسمى ايات التبريك لحصولكم على الدكتوراه في التمريض ويابو علي انت قدها وقدود وتستاهل اكثر من هذا يابوعلاووووووووووووووووووي اخوكم محمد جواد الفردان

    • زائر 2 | 12:18 ص

      كل المالجية تفخر بك

      مبروك على الشهادة العليا
      وللامام ياديرتي

    • زائر 1 | 10:37 م

      يجب تقاسم الكعكة

      lستحيل ان يقبل الطبيب البحريني ان يتقاسم الكعكة مع اي كان هم يريدونها لوحدهم لكن يجب الضغط للتغيير

اقرأ ايضاً