العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ

الرواسب القاعية للساحل المحاذي لشركة «بابكو» تلوث «عسكر» و«جزيرة الشيخ»

الخبير البيئي حسين عبدالنبي لـ «الوسط»:

صورة جوية توضح مكان أخذ العينات لموقعي ساحل شركة بابكو وقرية عسكر
صورة جوية توضح مكان أخذ العينات لموقعي ساحل شركة بابكو وقرية عسكر

على رغم أن التغطيات الصحافية تركز على الكوارث البيئية في خليج توبلي والمعامير، فإن هاتين المنطقتين ليستا الوحيدتين، إذ إن الساحل المحاذي لشركة نفط البحرين (بابكو) يعتبر واحداً من أكثر المناطق البحرية تلوثاً في الخليج العربي، وذلك بحسب مقابلة الخبير البيئي حسين عبدالنبي لـ «الوسط».

وأضاف عبدالنبي: «لقد أعطيت هاتان المشكلتان بعداً إعلامياً وشعبياً كبيراً نظراً إلى إمكان ملاحظتهما بالعين المجردة أو حاسة الشم. وعلى رغم ضخامة حجم المشكلتين وتأثيرهما الكبير على صحة المواطن، فإن هناك العديد من المشاكل البيئية الأخرى التي لا يمكن مشاهدتها من قبل حواس المواطن غير المتخصص، وتشكل خطورة لا يستهان بها على البيئة في الخليج العربي عموماً، والبحرين خصوصاً، إذ لدينا مشكلة أخرى بينتها العديد من الدراسات المسحية للمنطقة الجنوبية للخليج العربي، التي أجراها مختبر البيئة البحرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بين العامين 2000 و2001م، وهذه الدراسات توضح أن الرواسب القاعية للساحل المحاذي لشركة (بابكو) يعد من أكثر المناطق تلوثاً بالمنطقة الجنوبية للخليج العربي، وأن مدى التلوث قد وصل إلى حدود قرية عسكر بالقرب من جزيرة الشيخ إبراهيم».

وقال عبدالنبي: «تتميز الرواسب القاعية المجاورة لـ (بابكو) بارتفاع كبير في تركيز المركبات الهيدروكربونية متعددة الحلقات (PAHs) - وهي إحدى مكونات النفط الخام - وقد وصل تركيزها إلى 6600 نانوغرام لكل غرام من الرواسب القاعية، وهي نسبة عالية جداً مقارنةً بالمعايير العالمية، وهناك احتمال كبير بأن مدى التلوث قد امتد من ساحل (بابكو) إلى قرية عسكر، كما يلاحظ ارتفاع تركيزها في موقع عسكر مقارنة بباقي المناطق في البحرين وجنوب الخليج العربي. وتكمن خطورة هذه المركبات في أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن هذه المركبات الهيدروكربونية متعددة الحلقات قد تسبب مرض السرطان للعديد من الكائنات البحرية».

وأضاف الخبير البيئي: «لقد أشارت الدراسات المسحية أيضاً إلى أن الرواسب القاعية في الساحل تحتوي على تراكيز مرتفعة لمركبات القصدير العضوية، وهي مركبات لا تتحلل بسهولة وتعد مركبات سامة جداً للعديد من الكائنات البحرية، وخصوصاً الرخويات كالمحار والحلزونات البحرية... ويعاني الساحل أيضاً من ارتفاع تراكيز العديد من المعادن النزرة كالكادميوم والزئبق والرصاص والنحاس والفانديوم والنيكل، وهي معادن قد تسبب العديد من المخاطر البيئية والصحية عند التعرض لها بتراكيز عالية، وتعد المواد النفطية أحد المصادر الرئيسية للعديد من هذه المعادن النزرة».

وأوضح عبدالنبي خطورة التلوث الذي يواجه كلاً من قرية «عسكر» و»جزيرة الشيخ» بالقول: «تكمن المخاوف البيئية من التراكم الحيوي (Bioaccumulation) لهذه المركبات والمعادن في أنسجة الأسماك والكائنات البحرية عن طريق انتقالها من خلال السلسلة الغذائية، وخصوصاً أن الرواسب القاعية في بيئتنا البحرية في الخليج، تعد البيئة الأساسية لبداية السلسلة الغذائية. واستمرار ضخ هذه الملوثات إلى الساحل يهدد بانتشار هذه المركبات والمعادن النزرة إلى مساحات أوسع من خلال التيارات البحرية، وانتقالها إلى مناطق حساسة مثل فشت العظم ومحطات تحلية المياه، مما يضاعف الأضرار البيئية والصحية ويعقد علاج المشكلة».

إلى ذلك، طالب عبدالنبي «الجهات المختصة بالتركيز على هذه المنطقة والإسراع باتخاذ الإجراءات الملائمة قبل استفحال الوضع بشكل أكبر وانتشار الملوثات على نطاق واسع، مما يعني زيادة مخاطر تركيز هذه الملوثات في الأسماك والكائنات البحرية، على أن تبدأ هذه الخطوات بوقف ومعالجة مصدر هذه الملوثات بصورة عاجلة. ولمعالجة الرواسب القاعية في الساحل، هناك العديد من الطرق العلمية التي تم تطبيقها لعلاج مشاكل مشابهة في العديد من المناطق في العالم، ولكن قبل القيام بمعالجة هذه الرواسب الملوثة، تحتاج المنطقة إلى مسح شامل لتحديد مدى التلوث وحدوده، وعلى ضوء نتائج هذا المسح يتم اختيار وتنفيذ طريقة المعالجة البيئية الصحية المناسبة، التي لا تحتوي على مخاطر انتشار الملوثات بشكل أوسع أو تسبب أضراراً جسيمة للبيئة البحرية».

العدد 2786 - الخميس 22 أبريل 2010م الموافق 07 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:17 ص

      يالله

      الله عينكم ياهل سترة والمعامير.
      مملكة المتنفذين

    • زائر 1 | 1:04 ص

      ولاحياة لمن تنادي...

      شركة بابكو و منذ أكثر من 70 عام وهي تصرف الماء الملوث الى البحر من دون أية رقابة تذكر... فمن الطبيعي أن تكون هذه المنطقة من أكثر المناطق تلوثاً في الخليج العربي... ومرة أخرى نقول ولاحياة لمن تنادي!

اقرأ ايضاً